.اظل فتح القسطنطينية؛ المدينة التاريخية الأشهر على مدار قرون مرتبطاً باسم سلطان عظيم تحققت فيه بشارة “النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه لتَفْتَحُنّ القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش” وفى السطور التالية من معلومة مفيدة نستعرض لكم إجابة سؤال من الذي فتح القسطنطينية ؟ موضحين مسيرة السلطان محمد بن مراد الثاني الشهير (بمحمد الفاتح) سابع حكام الدولة العثمانية، أكثرهم شهره ومسيرة مجيدة خلد اسمه بحروف من نور في تاريخ حكام المسلمين.
من الذي فتح القسطنطينية
رجل استطاع أن يفتح القسطنطينية بعد محاولات كثيرة من غيره باءت بالفشل فمن هو؟ هذا ما تطلعكم عليه الأسطر التالية:
- القسطنطينية التي ظلت عاصية على فتح المسلمون لقرون تمكن من فتحها السلطان محمد بن مراد الثاني.
- لقب السلطان بعدة ألقاب
- أطلق عليه الناس لقب محمد الفاتح لفتحه للقسطنطينية.
- لقب كذلك بأبي الفتوح لكثرة فتوحاته حيث وصلت إلى 25 حملة؛ معظمها كان ناجحاً على مدار 30 عام من حكمه.
كم عمر محمد الفاتح عندما فتح القسطنطينية
في سياق موضوعنا اليوم يبحث الكثير من المهتمين بالتعرف على هوية من فتح القسطنطينية بالتعرف على عمره حينما تمكن من فتحها؛ خاصة وأن هذا الفتح لم يكن سهلاً؛ وهذا ما توضحه لكم الأسطر التالية:
- حكم محمد الفاتح الدولة العثمانية في عمر 21 عام؛ وعندما فتح القسطنطينية سنة 1453م كان يبلغ من العمر 23 عام.
السيرة الذاتية لمحمد الفاتح
فى السطور التالية سنستعرض السيرة الذاتية للسلطان الفاتح؛ ذلك الرجل الذي خط التاريخ اسمه في حدث لم يستطع سواه تحقيقه:
- ولد السلطان محمد الفاتح في أدرنه 20 أبريل عام 1429م.
- عندما أتم الحادية عشر من عمره أرسله والده إلى أماسيا ليكون حاكماً وليكتسب خبرات الحكم وإدارة شئون الدولة.
- تولى تعليم وتربية السلطان محمد الفاتح الشيخ أحمد بن إسماعيل الكوراني.
- الشيخ أق شمس الدين يعتبر الأب الروحي له، فقد كان له أثر كبير في إلهام السلطان محمد بفتح القسطنطينية بأنه والأمير المقصود ببشارة النبي الكريم.
- تمكن السلطان محمد الفاتح من تعلم لغات شتى كالعربية؛ الفرنسية؛ الصربية؛ التركية؛ والألبانية وغيرها.
- أحب السلطان الفاتح الموسيقى والشعر والأدب فلقد كان شاعراً له دواوين.
- اهتم بدراسة الفلك والتاريخ خاصة تاريخ البيزنطيين ورأى في الإسكندر الأكبر مثالاً يحتذى به في الفتوحات.
- كان السلطان الفاتح ملماً بأمور واستراتيجيات الحرب يسعى للبحث على أحدث اختراعات الأسلحة وتطويرها والاستفادة منها.
- عاداته الشخصية لم يكن بها ترف أو انصراف للشهوات والملذات كانت مائدته بسيطة.
قصة محمد الفاتح واعتلاء العرش
اعتلى محمد الفاتح العرش وتنازل عنه؛ ثم اعتلاه مرة أخرى قبل فتح القسطنطينية وإليكم القصة:
- في عام 1444م توفى الأمير علاء الدين أكبر أبناء السلطان مراد الذي حزن بشده، واعتزل الحكم وتفرغ للعبادة وسافر لولاية أيدين وتنازل عن الحكم للسلطان الفاتح.
- لم يلتفت السلطان الفاتح لذوي الخبرة ولم يكن يقبل النصائح ولم يكن يستمع إلا لنفسه كما أن الإنكشارية قادة الجيش استصغروه.
- هاجم ملك المجر أراضي بلغاريا الواقعة تحت السيادة العثمانية نقداً للمعاهدة.
- أرسل الصدر الأعظم رسالة للسلطان مراد يشتكي السلطان الفاتح ويطلب منه العودة للحكم لمواجهة الأخطار.
- أرسل السلطان الفاتح رسالة للسلطان مراد يطلب منه إذا كنت أنت السلطان فتعالى وقود دولتك وجيشك، وإذا كنت أنا السلطان فأنى أمرك بقيادة هذا الجيش.
- عاد السلطان مراد إلى الحكم بعد ثلاث أشهر فقط وقاد الجيش العثماني الذي انتصر في معركة فارنا على ملك المجر في نوفمبر 1444م.
- في فبراير 1451م توفى السلطان مراد الثاني وتولي السلطان محمد الفاتح العرش للمرة الثانية ولكنه تعلم الدرس جيداً واستطاع أن يقضى على الإنكشارية المتمردين مبكراً واستعد لفتح القسطنطينية.
فتوحات السلطان الفاتح ما بعد القسطنطينية
كان فتح القسطنطينية فتحاً مبينا للدولة العثمانية انطلق من بعدها السلطان الفاتح لضم أراضي البلقان وصربيا والبانيا واليونان وغيرهم وهو ما سنعرضه لكم بإيجاز في السطور التالية:
- اندلعت في أثينا اضطرابات عنيفة وصراعات على السلطة.
- صلت البلاد لحالة من الفوضى جعلت عامة الناس الساخطين يطلبون من السلطان الفاتح التدخل والنجدة.
- أرسل السلطان الفاتح قائده عمر بن طرخان لإخضاع أثينا لفرض الأمن، في عام 1458م.
- سيطر على بلاد الموره وبذلك استطاع السيطرة على بلاد اليونان بأكملها
- عام 1459م استطاع ضم أراضي الصرب إلى الدولة العثمانية.
- سنة 1463م استطاع ضم أراضي البوسنة والهرسك ودخول عاصمتها، التي دخل معظم سكانها الإسلام بعد ذلك.
- عام 1456م زحف جيوش السلطان الفاتح إلى عاصمة بلغراد عاصمة المجر واحتشد العالم المسيحي ضد العثمانيين حتى لا تسقط المجر بسبب نقص الإمدادات والتموين وحملهم للمدفعية الثقيلة التي أعاقت حركتهم.
- انهزم العثمانيين واستطاع السلطان الفاتح الانسحاب والخروج بأقل الخسائر من تلك المعركة لكنه استطاع تحييد المجريين عن القتال مستقبلاً
- توجهت أنظار السلطان الفاتح إلى أراضي آسيا الصغرى لتصفية بعض الإمارات والدويلات الصغيرة.
- في عام 1461م سيطر الفاتح على مدينتي سينوب وطرابزون
- وكذلك في سنة 1471م ضم السلطان الفاتح إمارة قرمان السلجوقية.
- أرسل السلطان الفاتح حملة مكونه من 40 ألف جندي وأسطول ضخم بقياده الصدر الأعظم لمدينة كافا بجزيرة القرم التابعة لممتلكات مدينة جنوا واستطاع فتحها بعد حصار دام أربع أيام ثم استولى على شبه الجزيرة بأكملها ودامت ولاية عثمانية لمدة 3 قرون.
إنجازات السلطان الفاتح واهم اعماله
لم تقتصر إنجازات محمد الفاح على فتح القسطنطينية فحسب؛ ولم تكن 30 عام من الحكم للسلطان الفاتح تقتصر على الفتوحات وتوسيع لأرجاء الدولة فقط؛ بل كان له عدة إنجازات وأعمال ساهمت في تقوية تلك الدولة في مختلف المجالات وهو ما سنخلصه لكم في السطور التالية:
- وضع نظام خاص لغير المسلمين من رعايا الدولة؛ ينظم العلاقات بينهم وبين المسلمين ويكفل لهم حقوقهم وحرية عباداتهم.
- سن السلطان الفاتح قانون ينظم تولي العرش نظراً لما جرى من خلافات كانت ستؤدى إلى تمزيق الدولة لكنه كان قانون قاسي عرف بقانون قتل الأخوة.
- سمح هذا القانون للسلطان الذي يحكم الحق في قتل إخوته الباقيين حتى لا ينازعه أحد منهم على العرش مستقبلاً.
- وضع قانون نامه الذي يتكون من ثلاث أبواب يتعلق بمناصب الموظفين وما يجب أن يتخذ في التشريفات والاحتفالات ويقرر العقوبات والغرامات.
- كان السلطان الفاتح يرى أن إقرار العدل في دولته يدعم أركانها لذلك كان يرسل القساوسة والرهبان إلى الأقاليم والمدن كي يتأكد من سريان إجراءات العدالة من قبل الولاة والحكام.
- عمل الفاتح على إنشاء المدارس والمعاهد في القرى والأقاليم والمدن واهتم بتحسين المناهج وتطويرها.
- كذلك اهتم بتعزيز مكانة القضاة وتحسين أحوالهم المالية حتى يكونوا بعيدين عن الرشوة وكان القانون الأساسي مستمد من الشريعة الإسلامية.
- اهتم السلطان بالصناعة وتطويرها وإنشاء ترسانات السفن لإمداد الأسطول البحري باحتياجاته.
- اهتم السلطان الفاتح بتأمين طرق الملاحة وإنشاء المواني وتنشيط حركة التجارة بين أركان دولته الواسعة فتوسع الاقتصاد وزادت القدرات المالية التي تستطيع الإنفاق على الفتوحات.
- اهتم السلطان الفاتح بإنشاء الجسور وتعبيد الطرق بين الأقاليم والمدن وذلك لتنشيط حركة التجارة وسهولة التنقل بين أرجاء الدولة بما يساهم في ترابطها.
- عمل محمد الفاتح على تحسين نظام المراسلات والمكاتبات بين أرجاء الدولة بالشكل الذي يسمح بسرعة التواصل بين الحكومة المركزية والأقاليم والمدن.
- استطاع كذلك أن ينشئ وكالة استخبارات وفرت له المعلومات الكافية عن السياسات التي يتخذها حكام أوروبا وقاده الدول مما جعله يصدر القرارات في الوقت المناسب.
موت النسر العظيم
في السطور التالية سنروى لكم بإيجاز الأيام الأخيرة في حياة السلطان محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية:
- كان للسلطان الفاتح حلم ومجد شخصي بفتح إيطاليا بمدنها القوية وإسقاط روما.
- أرسل في عام 1580م حملة لفتح جنوب إيطاليا، سيطرت على قلعة مدينة اوترانتو.
- انسحب الجيش العثماني إلى ساحل ألبانيا على أمل العودة لبعد فصل الشتاء لاستكمال الغزو وترك حماية من 1300 جندي ولكن ذلك لم يحدث أبداً.
- توفى السلطان محمد الفاتح عن عمر يناهز 49 عام في الثالث من مايو 1481م واختلف المؤرخون في سبب وفاته:
- البعض قال أنه توفي أثر الإصابة بمرض النقرس.
- وهناك رواية أخرى لوفاته قالت انه مات بالسم.
- كان الطبيب الخاص للسلطان العثماني إيطالي المولد يدعى يعقوب باشا كان يدعى أنه مسلم ليظل في البلاط السلطاني.
- كان حكام مدينة البندقية العدو اللدود للدولة العثمانية يرون:
- في محمد الفاتح أكبر خطراً عليهم.
- أن غزو العثمانيين لهم مسالة وقت.
- استطاعوا تجنيد طبيبه يعقوب ليدس السم له وهذا ما انفضح أمره لاحقا بعد وفاة السلطان حتى تم إعدامه.
- لم يكن يعرف أهل البندقية بموت السلطان إلا بعد 13 يوماً في رسالة مشفرة من قنصلية البندقية في إسطنبول بأربع كلمات فقط النسر العظيم قد مات
- أمر بابا الفاتيكان أن تدق كنائس أوروبا أجراسها لمدة ثلاث أيام فرحاً وابتهاجاً بوفاة السلطان محمد الفاتح وزوال خطره على مدنها.
وبذلك نكون قدمنا لكم في مقالنا من معلومة مفيدة ملخصاً لمسيرة أحد حكام المسلمين الذي استطاع تدعيم اركان دولته بفتوحات عظيمة وفتح المدينة التي ظلت عاصية على المسلمين لقرون طويلة فلقد كان مخلصاً لدينه ودولته وبذل اقصى الجهود من أجل الحفاظ على مكتسبات أسلافه من أعمال وفتوحات؛ لعلك الآن لا تتساءل من الذي فتح القسطنطينية
لقراءة المزيد عبر موقعنا يمكنكم متابعة: