قال صلي الله عليه وسلم:”إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا.”
فقد من الله علينا بأيام فيها من الخير والفضل الكثير وعلي رأسها شهر رمضان المبارك وبالخصوص ليلة القدر، فهذه الليلة المباركة نزلت فيها سورة باسمها وفيها يتقبل الله من عباده الطاعات، فما هو دعاء ليلة القدر، تابع معنا في مقال جديد من معلومة مفيدة.
دعاء ليلة القدر
- عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: “قلت: يا رسول الله إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني“
هل الأمر بهذه البساطة؟ ألن يكون دعاءً طويلًا!
- في الواقع إن هذا الدعاء البسيط هو عميق الأثر بشكل لا تتصوره؛ وهو مناسب لهذه الليلة غاية المناسبة، فمن رزقه الله العفو والعافية فقد فاز فوزا عظيماً، فإن الله إذا عفا عنك، فسيحقق لك ما تتمني ويستجيب دعائك.
- فقد روى البخاري في الأدب والترمذي في السنن عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
- أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله، أي الدعاء أفضل قال: “سل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة”، ثم أتاه الغد فقال: يا نبي الله، أي الدعاء أفضل قال: “سل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة، فإذا أعطيت العافية في الدنيا والآخرة فقد أفلحت”
- وفي السنن عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال:
- “قلتُ يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئًا أسألُهُ اللَّهَ قال سلِ اللَّهَ العافِيةَ، فمَكثتُ أيَّامًا ثمَّ جئتُ فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئًا أسألُهُ اللَّهَ، فقالَ لي: يا عبَّاسُ يا عمَّ رسولِ اللَّهِ سلِ اللَّهَ العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ”
لذا فادعوا الله بالعفو والعافية واستشعر عظم هذا الدعاء، فقد قال الله تعالي: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} (الشورى :٢٥).
لماذا سميت ليلة القدر بهذا الاسم
ليلة القدر من الليالي المباركة فهل تعلم عن سبب تسميتها بهذا الاسم؟:
- سميت بهذا الاسم لأن الله قدر فيها أرزاق العباد وأمورهم، وتأخذ الملائكة صحائف الأقدار عامًا كاملًا من ليلة القدر إلى ليلة قدر أخرى، فلا يبقى جليل ولا حقير إلا كتب الله أمره عامًا كاملًا، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ(3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 3-4] .
- لأن فيها نزل القرآن حيث قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)} [سورة القدر].
- كما يرجع السبب في تسميتها إلى أن قدر الإنسان وقيمته تعظم فيها، فهي تساوي عبادة 84 عاماً.
فضل ليلة القدر
في هذه الليلة فضل عظيم على المسلم أن يحظى به؛ ومن أفضالها:
- يقول الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الدخان].
- وقال الله تعالي: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)} [سورة القدر].
- وفي هذه الليلة المباركة يكثر تنزل الملائكة لكثرة بركتها؛ إذ الملائكة يتنزلون مع تنزل البركة.
- وهي كذلك سلام حتى مطلع الفجر، أي أنها خير كلها ليس فيها شر إلى مطلع الفجر.
- وفي هذه الليلة يفرق كل أمر حكيم.
- أي: يقدر فيها ما يكون في تلك السنة بإذن الله العزيز الحكيم، والمراد بالتقدير هنا التقدير السنوي.
- أما التقدير العام في اللوح المحفوظ فهو متقدم على خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.
ما السبب في إخفاءها
خلقنا المولى عز وجل واخفى عنا بعض الأمور كموعد ليلة القدر؛ ولكل إخفاء حكمة؛ فما الحكمة من إخفاء ليلة القدر؟:
- عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال:
- “خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيُخْبِرَنَا بلَيْلَةِ القَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَالَ: خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلَاحَى فُلَانٌ وفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ وعَسَى أنْ يَكونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا في التَّاسِعَةِ، والسَّابِعَةِ، والخَامِسَةِ”.
- ولكن كيف يكون في هذا خيرا؟، فقد قال العلماء:
- أنه لو علم الأخيار والأشرار لتسلط الأشرار على الناس بالدعاء.
- لربما كذلك يسألوا فتن الدنيا التي تكون سببًا في شقائهم في دنياهم وأخراهم.
- بيان الصادق في طلبها من المتاكسل لأنّ الصادق في طلبها لا يهمه أن يتعب عشر ليالي من أجل أن يدركها.
- كثرة ثواب المسلمين بكثرة الأعمال لأنّه كلما كثر العمل كثر الثواب.
هل حقا هناك علامات لليلة المباركة
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: “قلت: يا رسولَ اللهِ، أرأيْتَ إنْ وافَقت لَيلةَ القَدْرِ، ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّكَ عَفوّ تحِبّ العَفوَ”؛ وقد قال العلماء هذا يدل أن لها علامات وإلّا لما قالت: أريتها!!؛ ومن العلامات التي تدل علي تلك الليلة:
- قوة الإضاءة في تلك الليلة وهذه العلامة لا يشعر بها بالمدن.
- طمأنينة القلب وانشراح الصدر من المؤمن فإنّه يجد راحة وطمأنينة في هذه الليلة أكثر ما يجده في بقية الليالي.
- كذلك الرياح تكون فيها ساكنة.
- المنام؛ أنه قد يري الله الإنسان في المنام كما حصل مع بعض الصحابة.
- اللذة؛ فإن الإنسان يجد في القيام لذة أكثر من غيرها من الليالي.
- الشمس كذلك لا يكون لها شعاع بمعني تكون صافيه.
- ذكر الشيخ الشنقيطي: ” سبب ذلك – والله أعلم – أن الملائكة تصعد بعد الفجر إلى السماء بعد أن كانت على الأرض فتحجب شعاع الشمس، لأن الله أخبر أن الملائكة تتنزل في ليلة القدر “.
أسئلة شائعة
ما معنى قوله تعالى سلام هي حتى مطلع الفجر؟
حتى مطلع الفجر أي إلى طلوع الفجر فقد قال الضحاك : لا يقدر الله في تلك الليلة إلا السلامة، وفي سائر الليالي يقضي بالبلايا والسلامة وقيل : أي هي سلام، أي ذات سلامة من أن يؤثر فيها شيطان في مؤمن ومؤمنة، وكذلك قال مجاهد: هي ليلة سالمة، لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا ولا أذى.
كيف اجعل دعائي مستجاب في ليلة القدر؟
أن كثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء، وإن قرأ ودعا كان حسنًا. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد في ليالي رمضان، ويقرأ قراءة مرتلة: لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ، فيجمع بين الصلاة، والقراءة، والدعاء، والتفكر، وهذا أفضل الأعمال، وأكملها في ليالي العشر وغيرها.
ليلة القدر هي الهدية التي زين بها الله تعالي شهر رمضان، وجعلها مسك الختام لشهر رمضان المبارك،ومعرفة كيفية استغلال كل ثانية فيها، ودعاء ليلة القدر من الأمور مهم جدًا لكل مسلم، وقد قدمنا كل ما يخص هذه الليلة في معلومة مفيدة.