انسحبت بريطانيا وأرخت قبضتها عن الهند عام 1947م لتتنفس الهند هواء الحرية بعد احتلال دام لمدة 200 عام؛ رحلت بريطانيا ولكنها خلفت ورائها صراعاً محتدماً بين الصين والهند على إقليم أكسيا تشين، في ديسمبر عام 2022م تجددت الاشتباكات بين الجانبين في إشارة لإمكانية اندلاع حرب الصين والهند مجدداً وبخاصة في ظل التوتر القائم بين القوى العظمى في الوقت الحالي بشكل يهدد بحرب عالمية ثالثة، في هذا المقال على موقعنا معلومة مفيدة نتابع الأوضاع.
حرب الهند والصين
حرب الهند والصين هي صراع على الحدود بدء في 20 أكتوبر عام 1965م كالتالي:
- النزاع على الحدود في جبال الهيمالايا كان السبب الرئيسي لاندلاع الصراع الذي بدء في أكتوبر عام 1965م وانتهى بانتصار الصين في 21 نوفمبر من نفس العام.
- كان العالم وقتها على استعداد لحرب نووية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية.
- تمتد الحدود بين الصين والهند على مسافة 3500 كم.
- مقسمة هذه الحدود إلى ثلاث أقاليم: بوتان، وسيكيم، ونيبال.
- تمتد هذه الحدود الثلاثة بطول جبال الهيمالايا.
- إقليم أكساي تشيم وولاية أورنجال برديش يقعا ضمن الحدود الهندية الصينية.
- تقسيم الحدود بين الصين والهند خضع لمراحل عدة كان لبريطانيا دور فيها.
- انتهى التقسيم بسيادة الهند على إقليمي أكساي تشيم وأورنجال برديش دون أي اعتبار للصين.
استقلال الهند عن بريطانيا
حصلت الهند على استقلالها في الخامس عشر من أغسطس عام 1947م؛ لتبدأ عملية تقسيم الحدود التي تعد سبباً رئيسياً في حرب الهند والصين، مزيد من التوضيح في السطور التالية:
- حصلت الهند على استقلالها بواسطة المقاومة الشعبية الغير مسلحة والعصيان المدني بقيادة كل من مهاتما غاندي وجواهر لال نهرو.
- بعدها بيوم حدث استقلال باكستان (الهند الشِّمالية سابقاً).
- بعد استقلال الهند عن بريطانيا أصر مسلمو الهند على الاستقلال بدولتهم لتصبح باكستان.
- خلف تقسيم الهند إلى حكومتي الهند وباكستان الكثير من أعمال العنف والتهجير.
- بالإضافة كذلك إلى العديد من العمليات الإرهابية والعنف الديني الذي مارسه المتمردون.
- ومع كل هذا العنف الذي يحمل الطابع الديني ظهر النزاع على إقليم كشمير الواقع على الحدود بين الدولتين.
- لتصبح الهند محاطة بالصراعات الحدودية حتى بعد أن نالت استقلالها.
- تركت بريطانيا الهند محاطة بحطب مشتعل على الحدود بين كل من باكستان والصين كالعادة.
- كما سبق وفعلت في فلسطين بعد وعد بلفور عام 1917م بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين لتتركها في قسمة غير عادلة أدت إلى التهجير والتشريد للشعب الفلسطيني.
- جاء إصرار المسلمون على استقلال باكستان عن الهند خلاصاً من الاستبداد الديني الذي يمارسه الهندوس المتشددين على مسلمي الهند.
- تعتبر الهند دولة صناعية ونووية حيث إنها تمتلك ثالث أكبر جيش في العالم.
العلاقات الصينية الهندية
في 1 أكتوبر عام 1949م ولدت جمهورية الصين الشعبية على يد الزعيم الصيني الشيوعي ماو تسي تونج فكانت الهند أول المباركين، فهل لهذه الجمهورية يد في حرب الهند والصين، نوضح ذلك في النِّقَاط التالية:
- كانت الحكومة الهندية في ذلك الحين تحت قيادة جواهر لال نهرو.
- حرص نهرو على إقامة علاقات ودية بين البلدين.
- في عام 1950م قام الجيش الصيني باحتلال إقليم التبت.
- في عام 1956م بدأت الصين في إنشاء طريق داخل إقليم أكساي تشين الذي ضمته الهند بالفعل لأراضيها وَسْط صمت صيني.
- اعترضت الهند على هذا التجاوز الصيني داخل حدود أراضيها.
- رأت الهند أن خط مكماهون الذي رسمته بريطانيا بين الصين والهند لا يمثل الحدود الحقيقة بين الدولتين وأن هناك أراضي شمال هذا الخط تابعة للهند.
بداية النزاع بين الصين والهند
بدأت حرب الصين والهند بشكل بارد إلى أن حدثت نقطة التحول التي أدت إلى اندلاع الاشتباكات العنيفة على الحدود بين البلدين، وأهمها:
- على الرغم من إبداء كل من الطرفين حسن النية تجاه الآخر كما أكدت الصين على عدم رغبتها في الاستيلاء على أي من الأراضي الهندية إلا أن سياسات الصين تحولت.
- في عام 1959م استضافت الهند الزعيم الروحي للتبت الدالاي لاما الذي هرب بعد فشل انتفاضة الإقليم ضد الصين.
- أثارت هذه الزيارة غضب الزعيم الصيني ماو تسي تونج.
- بدأت المناوشات منذ هذه اللحظة وَسْط اتهامات صينية للهند بدعم الانفصاليين في إقليم التبت.
- الحرب التي اندلعت في 21 أكتوبر عام 1965م هي الأعنف بين البلدين.
- انتصرت الصين على الهند واستولت عل كل من”رزانغ لا” غرباً و”تاوانج” شرقاً.
تجدد الصراع بين البلدين
في 5مايو 2020م تجددت المناوشات بين الهند والصين على الحدود بين البلدين، وسط مخاوف دولية من عودة حرب الهند والصين إلى الواجهة، مزيد من التفاصيل في السطور التالية:
- في يونيو 2022م أعلن الجيش الهندي مقتل ثلاثة من جنوده في اشتباكات بالأيدي مع أفراد من الجيش الصيني.
- كما أفادت كذلك وسائل الإعلام الهندي مقتل 20 جندي وإصابة 43 آخرين من الجانب الصيني.
- حاولت الصين في هذه الفترة السيطرة على بعض المناطق الواقعة على الحدود بينها وبين الهند.
- ادعت الصين أن محمية ساكتنغ الطبيعية ضمن منطقة النزاع وأنها تابعة للحدود الصينية.
- تم الإبلاغ عن اشتباك حدودي بسيط في سيكيم.
- ظهرت المناوشات في أعقاب الغزو الروسي الأوكراني في فبراير 2022م وسط مخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة.
- بينما تظهر الصين وروسيا كقوتين متحالفتين تحاول الولايات المتحدة الأمريكية دعم الهند على الجانب الآخر.
- ما يثير المخاوف امتلاك كل هذه الدول عدداً من الرؤوس النووية مما ينذر باندلاع حرب نووية وهو ما تسعى الجهود لمنعه.
- يعد الاشتباك الواقع في عام 2017م الأعنف حيث دام 72يوماً في منطقة بوتان في الهيمالايا.
- نجحت المفاوضات وقتها في تخفيف حدة الصراع بين البلدين.
أعمال فنية تناولت الحرب الصينية الهندية
تناولت بعض الأعمال الفنية مأساة حرب الهند والصين، ومنها:
- مسلسل من بطولة النجم الهندي ايهاي ديول.
- تم تصوير المسلسل في منطقة الحدود بين الدولتين والتي شهدت الصراع.
- إلى جانب الصراع الصيني الهندي فإن المسلسل يتناول أزمة الصواريخ الكوبية التي أشعلت المواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
- فيلم بالتان من بطولة نجم بوليود جورميت شودهاري.
- عرض الفيلم عام 2018م وحقق نجاحاً كبيراً وتناول الحرب التي اندلعت عام 1965م.
على الرغم من أن الصراع النووي ليس محتملاً الآن بين البلدين إلا أن العالم لا يمكن أن يتجاهل حدوث ذلك إذا اندلعت حرب عالمية ثالثة؛ ومايزيد من المخاوف أن باكستان تعد طرفاً ثالثاً من أطراف المشكلة لذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع تجاهل حرب الهند والصين التي تهدد سيادتها على كل من المحيط الهندي والهادي، إلى اللقاء ومقال آخر على موقعنا معلومة مفيدة.