عاصمة الإمبراطورية البيزنطية الشرقية التي تملك موقع هام وفريد أكسبها الأهمية السياسية والعسكرية، حيث أنها تقع في جانبها الشرقي في قارة آسيا وفى جانبها الغربي في قارة أوروبا؛ يفصلها مضيق البسفور أحد أهم مضايق العالم الذي يربط البحر الأسود ببحر مرمره؛ وفى السطور التالية سنتعرف على محاولات ونتائج وأسباب و تاريخ فتح القسطنطينية في مقالنا من معلومة مفيدة.
تاريخ فتح القسطنطينية
بقيت مدينة القسطنطينية عاصمة للإمبراطورية الرومانية الشرقية لفترة طويلة حتى سقطت في يد العثمانيين الذين استولوا عليها بهدف نشر الإسلام في أوروبا؛ وانطلاقة من هنا خلد التاريخ تاريخ فتح القسطنطينية والذي كان:
- في 21 من جمادي الأول 857 هـ الموافق 29 مايو 1453م.
- استطاع الجيش العثماني فتح القسطنطينية ودخولها بعد أن انهارت دفاعات المدينة الحصينة وتهاوت أمام ضربات مدافع العثمانيين القوية.
بناء القسطنطينية
إليكم نبذه سريعة عن تاريخ المدينة التي كانت قرية من قرى الصيادين قبل الميلاد إلى أن سقطت في أيدي العثمانيين عام 1453م:
- أنشئت في العام 660 قبل الميلاد على يد مجموعة من الصيادين.
- كانت إحدى مدن الإمبراطورية الرومانية وتسمى بيزنطة.
- في عام 330 ميلادية شرع قسطنطين الأول في إعادة بنائها واسماها روما الجديدة.
- أطلق عليها عامة الناس فيما بعد اسم القسطنطينية نسبة لقسطنطين .
- أصبحت عاصمة للإمبراطورية الرومانية الشرقية بعد انقسامها في عام 395 ميلادية ومقر للكنيسة المسيحية الاْرثوذكسية الشرقية.
- كما اشتهرت بمجموعة كبيرة من التحف والكنوز المعمارية مثل كنيستها الأشهر أيا صوفيا التي تحولت لمسجد بعد الفتح.
- كانت تحتوي قديماً على القصر الامبراطوري المقدس وميدان سباق الخيل الذهبي الذي أصبح ميدان تقسيم حاليا وبرج غرناطة.
- بنيت القسطنطينية على:
- سبع تلال تحتوي على ثلاث أسوار شاهقه متتالية.
- وعلى أبراج بطول منطقة القرن الذهبي ويحاط بها المياه من ثلاث جوانب جعلت منها قلعة شديدة التحصين والحماية.
محاولات فتح القسطنطينية
داب المسلمون على فتح القسطنطينية طويلاً منذ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها وبشرته بفتحها وجرت إحدى عشر محاولة على مدار قرون في عهد الدولة الأموية والعباسية والعثمانية في السطور التالية سنستعرض بعضاً من تلك المحاولات:
- في عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبى سفيان الذي أرسل حملتين في عام 49 هـ.
- حملة أخرى سنة 54 هـ:
- ظلت سبع سنوات تقوم بعمليات بحرية ضد أساطيل البيزنطيين التي كانت تستخدم ما يعرف باسم النار الإغريقية التي تقذف بها السفن وتحرقها مما أفقدهم منها الكثير بسبب قوة تحصين المدينة.
- في عام 99هـ:
- أطلق سليمان بن عبد الملك حملة بحرية وبرية لحصار المدينة ولكنها صمدت بسبب دفاع البيزنطيين الشرس من خلف أسوارها القوية ونقص الإمدادات.
- كذلك حاول السلطان بايزيد الأول فتح المدينة وحاصرها ولكن عندما هاجم تيمور أراضي الأناضول اضطر إلى فك الحصار وجمع قواته لمواجهة الجيش المغولي.
- في عام 825 هـ:
- توجه السلطان مراد الثاني على رأس قوة تبلغ 50 ألف مقاتل وحاصر القسطنطينية للانتقام من الأمبراطور عمانويل الثاني الذي أطلق سراح عمه الذي ينازعه الحكم.
- بعد قتال عنيف على أسوار المدينة عاد مراد الثاني نتيجة اندلاع ثورة بالأناضول تزعمها أمراء القرمان والكرمين.
أسباب فتح القسطنطينية
استطاع العثمانيين قضم أراضي الإمبراطورية البيزنطية الشرقية شيئاً فشيئ وأصبح لازماً عليهم فتح القسطنطينية سنوضح ذلك في السطور التالية:
- كانت القسطنطينية تمثل شوكه في ظهر الدولة العثمانية وبؤرة معادية في وسط أراضيها تتحكم في طرق التجارة والملاحة.
- تهيأت كل الظروف المناسبة للفتح حيث وصلت القسطنطينية إلى أقصى مراحل ضعفها ولم يكن عليها إلا دفع الجزية للعثمانيين.
- كذلك بسبب امتلاك السلطان محمد الفاتح لحلم شخصي منذ صغره أن يكون هو ذلك الأمير الذي تحدث عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من الذي فتح القسطنطينية
بعد الجهود المبذولة في فتح القسطنطينية التي انتهت بالفشل استطاع السلطان محمد الفاتح فتح المدينة عام 1453م؛ وفى السطور التالية سنستعرض لكم كيف تم فتح المدينة وما حدث خلال المعركة:
- في عام 1451م تولى السلطان الفاتح الحكم وعزم أن تكون أول معاركه فتح القسطنطينية.
- عقد السلطان الفاتح معاهدات صلح مع مدن جنوا، البندقية المجر لضمان حيادهم أثناء المعركة.
- الإمبراطور قسطنطين الحادي عشر لم يكن يرغب في دفع الجزية للعثمانيين وعمل على إيواء ودعم ابن عم السلطان محمد الفاتح للمطالبة بالعرش.
- هذا ما اعتبره السلطان الفاتح إعلاناً للحرب وإنهاءً للمعاهدات بينهم.
- حشد السلطان الفاتح أكثر من 100 ألف جندي و69 مدفع قوي و126 سفينة حربية.
- خرج الجيش العثماني من ادرنه في مارس 1453م وشرع السلطان الفاتح في بناء قلعة حصينة بشكل سريع على الطرف الشمالي لمضيق البسفور لمنع أي إمدادات تأتى من البحر الأسود.
- أرسل الإمبراطور قسطنطين إلى ملوك أوروبا يستنجد بهم ليحصل على الدعم.
- لكن لم يصل له سوى ألف جندي وبعض السفن من البندقية يقودهم محارب يدعى جستنياني.
- حشد الإمبراطور قسطنطين 7 آلاف جندي و30 ألف من الأهالي وعمل على تخزين المؤن والطعام استعداداً لحصار طويل.
- بدأ حصار الجيش العثماني في للمدينة وبدأت المدافع الضخمة إطلاق نيرانها على أسوار المدينة.
- لم يكن الأسطول العثماني في البحر قادراً على إحداث ثغره في ميناء القرن الذهبي بسبب وجود سلسلة جديده ضخمه تمنع عبور السفن منذ نشأة المدينة.
فتح السلطان محمد الفاتح للقسطنطينية
- أمر السلطان الفاتح بحمل 70 سفينة إلى اليابسة في ليلة واحدة وأنزلها في الميناء في جنح الظلام ما بعد السلسلة وكانت أسوارها اضعف دفاعات المدينة.
- توجهت جل قوات قسطنطين للدفاع عن أسوار الجانب الشمالي وصد سفن العثمانيين بالنار الإغريقية.
- بعد أكثر من 50 يوم من الحصار لاختراق دفاعات المدينة استطاعت المدافع العثمانية إحداث اختراق في بوابة القديس رومانس واندفع الإنكشاريين إليها وسيطروا عليها.
- سقط قائد البيزنطيين جستنيانى مما أضعف معنوياتهم.
- انهارت مقاومتهم واندفع الجيش العثماني في عمق المدينة وأندفع المدافعون والسكان إلى السفن للمغادرة والهرب.
- حاول الإمبراطور قسطنطين وفرقه من حراسه في يأس صد الهجوم ووقف زحف العثمانيين لكنه قتل وأصبح آخر إمبراطور بيزنطي.
- في 30 من مايو دخل السلطان محمد الفاتح إلى المدينة وتوجه إلى كنيسة أيا صوفيا، وجد حشداً هائلاً من الناس يمتلكهم الرعب والخوف.
- أمر السلطان الفاتح قواته بحسن معاملة الناس وتهدئة مخاوفهم ونشر الطُمَأنينة والهدوء.
نتائج فتح القسطنطينية
ترتب على ذلك الفتح المجيد بعضاً من النتائج التي غيرت مجرى التاريخ؛ فكان في الفتح كلمة النهاية لعهد العصور الوسطى وبداية مرحلة جديدة في عهد الدولة العثمانية الفاتية:
- طلب السلطان محمد الفاتح من أهل المدينة المساهمة في إعاده إعمار ما تهدم.
- أمر ببناء 10 مساجد في المدينة تحتوي على مكتبات في جزء منها وأمدها بالكتب لنشر الثقافة الإسلامية.
- أمن السلطان الفاتح المسحيين بالمدينة على ممارسة شعائرهم وحماية دور عبادتهم واختيار القساوسة والرهبان والحفاظ على ممتلكاتهم ولكن ألزمهم بدفع الجزية.
- أطلق السلطان الفاتح على المدينة اسم إسلام بول أي (تحت الإسلام).
- سميت أيضاً باسم الآستانة وأصبحت العاصمة السياسية للدولة العثمانية بدلاً من ادرنه.
- أدى سقوط القسطنطينية إلى هجرة مجموعه كبيرة من العلماء والمفكرين إلى كافة أرجاء أوروبا مما ساهم في تقدمها ونقل كافة العلوم التي ساعدت في بداية عصر النهضة.
- كذلك أصبحت القسطنطينية مركز لإرسال الدولة العثمانية الحملات إلى صربيا وإقليم الموره باليونان وألبانيا ومدن البلقان والمجر.
في الختام أصبح تاريخ فتح القسطنطينية يوماً مشهوداً في تاريخ الدولة العثمانية والمسلمين حتى يومنا هذا ففيه تحققت بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتحها وفتحها كان النهاية لعهود العصور الوسطى وبداية عصر النهضة نتمنى ان نكون قدمنا شرحاً موجزاً من مقالنا من معلومة مفيدة يغنيكم عن مواصلة البحث.
لقراءة المزيد عبر موقعنا يمكنكم متابعة مقال: