فلسطين هي ملتقى الأديان ولأنها تحمل جميع صفحات الكتب المقدسة بين جدرانها، فإن الصراع مستمر للظفر بها، ولأن أشجار زيتونها العتيقة تعرف أسماء أجدادنا العرب الذين رافقوها دهرًا فلن تنسى الأرض أبدًا أن القضية الفلسطينية هي قضية العروبة والأحقية في الأرض، سعى الغرب لمحو هويتها التاريخية ولكن تظل في دماء أجيال تحمل القضية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وفي هذا المقال نسلط الضوء على القضية على موقعنا معلومة مفيدة.
القضية الفلسطينية
يشير التاريخ إلى صراع عمره 100 عام يحمل عنوان القضية الفلسطينية، عندما وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، ولكن تخطيط اليهود لوضع أيديهم على الأرض يبدو أنه أقدم بكثير من التاريخ المعلن الذي كان مكافأة غير مستحقة لمحاولات ظلت لقرون، مزيد من إلقاء الضوء تحمله سطورنا التالية:
- قام رجل الأعمال اليهودي الإيطالي يوسف ناسي عام 1530م ببناء مستوطنات لليهود هربًا من الاضطهاد الذي يتعرضون له في الغرب.
- وبذلك نلحظ أن الصراع بدأ في وقت مبكر وأن اليهود يخططون لدولة يهودية مترامية الأطراف تمتد من المحيط إلى الخليج.
- توسعت أطماعهم حتى وصلت إلى محاولات لاغتصاب سيناء والجولان السورية ولا زالت أيديهم تعبث في جنوب لبنان.
- ولكن أطماعهم في فلسطين أكبر نظرًا لتواجد الأماكن المقدسة كحائط المبكى الذي يطلق عليه حائط البراق عند المسلمين.
- في عام 1897م تفاقم الصراع مع عقد أول مؤتمر صهيوني.
- بعد وعد بلفور عام 1917م تزايدت أعداد المهاجرين من اليهود الغرب إلى فلسطين.
- الممارسات الوحشية من الجانب الإسرائيلي واستيطان الأراضي بالقوة سبب في تأجيج الصراع.
- عمليات التهجير التي حدثت وبخاصة بعد حرب 1948م تعد من أسباب الصراع العربي الإسرائيلي الذي لا ينتهي.
- حملات الأسر والاعتقال والتوسع في الاستيطان تجعل الأمر يزداد سوءًا.
بداية العنف الإسرائيلي
منذ أواخر القرن التاسع عشر بدأ الإسرائيليون يستبدلون الاستيطان السلمي بالمسلح فبدأ اعتدائهم على الفلسطينيين وسط حماية غربية لهم، مزيد من التفاصيل في السطور التالية:
- بدأت الجماعات الصهيونية تؤمن بفكرة الكتائب وأنها الأساس لإقامة دولة.
- كما طالبت الحركة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر وتحديدًا عام 1880م عندما بدأوا في إنشاء الجماعات الخاصة بهم بإقامة دولة لهم.
- اتفقت هذه الجماعات على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين المقر التاريخي لدولتهم.
- كانت فلسطين في هذا الوقت تحت حكم الدولة العثمانية.
- لاقى المشروع الإسرائيلي غضبًا واسعًا في الأوساط الفلسطينية المدنية والدينية والعسكرية على حد سواء.
- في هذا الوقت ولدت حركات المقاومة الفلسطينية وكان وقتها الشيخ عز الدين القسام مفتي للقدس واعترض بشدة على المشروع الصهيوني.
- بدأت المقاومة الفلسطينية وتكوين الكتائب.
- اختلف موقف الزعماء العرب ما بين معارض وصامت.
- وعلى صعيد آخر ظهر بعض الداعمين من الزعماء العرب للمشروع الصهيوني والتقاء المسئولين الصهاينة.
- جاء ذلك التأييد من أجل تحقيق المصالح مع بريطانيا صاحبة المشروع.
- كما لاقى كذلك الدعم المادي والعسكري من الغرب بشكل واسع.
وعد بلفور
التوترات السياسية التي شهدتها المنطقة العربية والرغبة في الاستقلال عن السيادة العثمانية، واستعانة القادة العرب ببريطانيا التي وعدت العرب بالاستقلال عن العثمانيين مقابل إشراكها في السيادة على الأرض وإحكام سيطرتها على بعض المناطق ومنها الشام والعراق، كل هذه العوامل مجتمعة كانت فرصة لتمكين إسرائيل من الأراضي الفلسطينية، مزيد من التفاصيل في السطور التالية:
- بدأت الثورة ضد الأتراك العثمانيين بقيادة الحسين بن علي.
- وعدت بريطانيا بمساعدة العرب في تحقيق الاستقلال عن الدولة العثمانية في المراسلات المعروفة بحسين/ مكماهون.
- في 10 يونيو عام 1917م حقق العرب استقلالهم وتم رفع العلم العربي ذي الألون الأربعة.
- ولكن بريطانيا في ذلك الوقت عقدت اتفاقية سايكس بيكون ثم وعد بلفور الذي نص على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
- في عام 1916م تم عقد اتفاق سري بين كل من بريطانيا وفرنسا لاقتسام بلاد الشام والعراق وصادقت روسيا على الاتفاقية.
- تعرض اليهود في أوروبا للاضطهاد الشديد مما دفعهم إلى الهجرة إلى فلسطين بأعداد كبيرة.
- تخوفت بريطانيا في بداية الأمر ولكنها وجدت الفرصة سانحة لفرض سيطرتها على الشرق.
- كما زرعت بريطانيا الكيان لصهيوني من أجل تبديد وحدة العرب.
- قام وزير الخارجية آرثر جيمس بلفور بوعده بإقامة وطن قومي لليهود مقره فلسطين.
- برعاية بريطانية ودعم غربي بدأ توافد أعداد كبيرة من اليهود إلى أرض فلسطين.
العدوان الإسرائيلي على فلسطين
كانت مقاومة الفلسطينيين قبل 1948م في اتجاهين، الاستقلال عن الدولة العثمانية ومقاومة الاحتلال الصهيوني، فازدهرت المقاومة الشعبية من الشباب والمثقفين، ونشأت العديد من الأحزاب التي تتمسك بسلاح المقاومة، فكان الرد الصهيوني دائمًا إلى يومنا هذا مزيد من الجرائم وأعمال العنف، نذكر بعضًا منها في السطور التالية:
- قامت إسرائيل بين عامي 1947م- 1948م بعمليات التهجير والتطهير العرقي للفلسطينيين.
- انتهت هذه العمليات بالاستيلاء على حوالي 78% من الأراضي الفلسطينية.
- ظل الفلسطينيون يطالبون بحق العودة ولكن الدولة الإسرائيلية منحت الجنسية الإسرائيلية لمن هم داخل حدودها.
- أطلق على هؤلاء عرب 48 ثم بدأت رحلة التغريب والتهجير.
- كما ارتكب الصهاينة مذبحة دير ياسين في 9 أبريل عام 1948م، نقضوا فيها معاهدة سلام بينهم وبين القرية فأصبحوا على وابل من الغدر راح ضحيته أطفال ونساء ورجال وشيوخ.
- تم الاعتراف بدولة إسرائيل وقامت إسرائيل بالاستيلاء على أكثر من المناطق المتفق عليها في التقسيم.
أحداث نكبة 1948م
هي أول حرب كبرى بين الإسرائيليين والعرب عقب إعلان دولة إسرائيل، وكانت أحداثها كالتالي:
- السبب الرئيسي لتلك الحرب هو الإعلان عن قيام دولة إسرائيل ونجاح العصابات الصهيونية في الاستيلاء على معظم الأراضي الفلسطينية.
- شارك في هذه الحرب كل من مصر وسوريا ولبنان والأردن والعراق والسعودية يجمعهم هدف واحد وهو منع إقامة دولة إسرائيل.
- حققت الجيوش العربية انتصارات ملموسة هزت الكيان الصهيوني.
- في 22 مايو 1948م أصدر مجلس الأمن قرارًا بوقف إطلاق النار لمدة 36 ساعة.
- ساعد ذلك القرار إسرائيل على استعادة أنفاسها.
- رفضت الجيوش العربية القرار في ذلك الوقت ولكنها رضخت في نهاية الأمر لتهديدات الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.
- صدق مجلس الأمن على طلب من بريطانيا بوقف إطلاق النار أربع أسابيع.
- في 2 يونيو 1948م وافقت الدول العربية على القرار.
- وفي 11 يونيو 1948م كانت الهدنة الأولى بين العرب وإسرائيل.
أسباب هزيمة العرب في حرب 48
حقق العرب تقدمًا ملموسًا في حرب 48 وتعود أسباب الهزيمة للعوامل التالية:
- ضعف الإرادة والعزيمة لدى الجيوش العربية.
- بالإضافة كذلك إلى ضعف التنسيق فيما بينهم.
- التدريبات والدعم الذي تلقته العصابات الصهيونية على يد بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
- كما تعد سيطرة إسرائيل على أغلب الأراضي الفلسطينية سببًا لإرباك الجيوش العربية.
حروب الصراع العربي الإسرائيلي
دخلت الجيوش العربية مع إسرائيل مجموعة من الحروب بعد نكبة 48، ومن أبرزها:
- العدوان الثلاثي على مصر وقطاع غزة قام به كل من فرنسا وإسرائيل وبريطانيا.
- نكسة 1967م شارك في الحرب كل من مصر وسوريا والأردن.
- أفقدت الهزيمة الجيوش العربية ثقتها في قدراتها العسكرية.
- تبع الهزيمة عمليات تهويد القدس.
- وكذلك ضم القدس الشرقية للأراضي الإسرائيلية.
- نهب ثروات الضفة الغربية وعمليات نزوح جماعي للفلسطينيين.
- انتفاضة الحجارة على يد منظمة التحرير الفلسطينية والتي أعادت القضية إلى الواجهة في المجتمع الدولي.
- انتفاضة الأقصى عقب مذبحتي صبرا وشاتيلا عام 1982م والمتورط بها أربيل شارون.
- معركة جنين والتي حدثت في الفترة من 3 إلى 12 أبريل عام 2002م وكان الهدف منها القضاء على المقاومة الفلسطينية.
- مجزرة غزة في 27 ديسمبر 2008م وتعد الأسوأ منذ مجازر حرب 67.
أعمال أدبية تناولت القضية الفلسطينية
من رحم المعاناة تولد الفنون؛ لذلك كان للقضية الفلسطينية نصيب وافر من الأعمال الأدبية والشعرية التي يصعب حصرها في سطور مقال، ولعل من أبرزها:
- رواية الكاتب الكبير مريد البرغوثي رأيت رام الله.
- رواية باب الشمس للكاتب إلياس خوري.
- كما صدر الجزء الثاني من رأيت رام الله ولدت هناك، ولدت هنا للشاعر مريد البرغوثي.
- الطنطورية للكاتبة رضوى عاشور.
- كما ظهر عدد من الشعراء المناضلين، مثل: محمود درويش وناظم حكمت وإبراهيم طوقان وغيرهم.
أسئلة شائعة
هل الفلسطينيون أبناء الأرض؟
الفلسطينيون هم العرب الذين عاشوا في أرض فلسطين عبر الأجيال، ولذلك فإن الأرض الفلسطينية الممتدة من البحر المتوسط إلى نهر الأردن هي حق أصيل للشعب الفلسطيني.
ما الذي دفع الفلسطينيين إلى مغادرة أراضيهم؟
العمليات الوحشية للعصابات الصهيونية المسلحة التي لاقت دعمًا واسعًا وتدريبًا عسكريًا من الغرب أدت إلى تهجير عدد كبير من الفلسطينيين من أرضهم؛ بالإضافة إلى الاستيطان والاستيلاء على الأراضي بالقوة والذي يستمر حتى الآن وآخرها حي الشيخ جراح.
لا تزال القضية الفلسطينية حية في وجدان كل عربي حر رغم محاولات الطمس، ورغم الجهود الساعية لمحوها من سطور التاريخ ووجدان الأجيال الصاعدة، ولكنها حية في حجر أو في لوحة أو مكتوب قصتها على قبر شهيد، تحكي عنها أشجار الزيتون ورمال فلسطين التي تعرف خطى الأجداد، تناولنا في هذا المقال سطوراً أقصر من عمرها وقيمتها على أمل أن تحييها في وجداننا، إلى اللقاء مع مقال آخر على موقعنا معلومة مفيدة.