أطلق علي هذا المرض الموت الأسود حيث حصد أرواح الكثير من البشر علي مر التاريخ فقد تسبب في وفاة أكثر من 50 مليون حالة في أوروبا وحدها خلال القرن الرابع عشر؛ فهو مرض معدي وشديد الخطورة وقاتل فهو عدوي تهدد حياة الإنسان وهو أكبر وباء في تاريخ البشرية إنه مرض الطاعون الذي سنتعرف عليه عبر مقالنا التالي في معلومة مفيدة
الطاعون
هو نوع من البكتريا تسمى (يورسينا بيستيس) تعيش داخل الفئران وتنتقل بشكل أساسي عن طريق البراغيث التي تعيش علي القوارض الصغيرة؛ وله مسميات أخرى مثل الموت العظيم والطاعون الأسود والموت الأسود؛ وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم عنه: {أنَّه كان عَذابًا يَبعَثُه اللهُ على مَن يَشاءُ، فجعَلَه رَحمةً للمُؤمِنينَ، فليس مِن رَجُلٍ يَقَعَ الطاعونُ فيَمكُثُ في بَيتِه صابِرًا مُحتَسِبًا يَعلَمُ أنَّه لا يُصيبُه إلَّا ما كَتَبَ اللهُ له إلَّا كان له مِثلُ أجْرِ الشَّهيدِ}.
أين يوجد الطاعون
ينتشر الطاعون في المناطق الريفية وشبه الريفية في إفريقيا واسيا والولايات المتحدة في جميع القارات باستثناء أوقيانوسيا؛ وفي مناطق الحضر التي يكون فيها تكدس سكاني مع غياب الرعاية الصحية والنظافة ويحدث التفشي في أي وقت على مدار العام ويحدث في أي مكان في العالم؛ وعلى الأغلب تنتشر العدوى ما بين مايو وأكتوبر.
أنواع الطاعون
هناك ثلاث أنواع من الطاعون:
- الطاعون الدبلي: هو أكثر أشكال المرض شيوعاً وهو عبارة عن مرض ناتج عن إصابة بكتيرية قوية معدية تسمى (يرسينية) تعيش في بعض الحيوانات خاصة القوارض والبراغيث وتتسبب في الوفاة؛ أعراضة:
- حمى وقشعريرة.
- صداع.
- الآم في العقد اللمفاوية.
- الآم في العضلات.
- الطاعون الانتاني الدموي :هو عدوى تنتشر في مجرى الدَّم وفي حال عدم علاجه تتعطل وظائف العديد من أعضاء الجسم وتنتهي الحالة بالوفاة؛ ومن أعراضه:
- الضعف.
- الحمى.
- الرعشة.
- الآم داخليه.
- تحول الجلد في نهاية الأطراف للون الأسود والإصابة بالغرغرينة؛ ومن هنا جاءت تسمية الطاعون بالموت الأسود.
- الطاعون الرئوي: يعد أقل الأنواع شيوعاً ولكنه من أكثر الأنواع خطورة ويهدد حياة الإنسان بسرعة كبيرة لأنه قد ينتقل من شخص لآخر عبر الرذاذ المتطاير من السعال وأعراضه:
- صعوبة في التنفس.
- الغثيان والقيء.
- الصداع.
- الضعف.
- الم الصدر.
وفقا لمركز مكافحة الأمراض الأمريكي فالبكتيريا تستطيع البقاء حيه في الهواء لمده ساعة كاملة ونسبة الوفاة إذا لم يعالج هذا النوع تقريبا مئة بالمائة وقد يموت المصاب خلال بضعة ساعات أو خلال أربعة إلى ستة أيام حيث تمتلئ الرئتين بالدم ويتوقف عن التنفس.
أسباب الإصابة بالطاعون
من المعروف أن هذا المرض يصيب الإنسان وإليكم أسبابه:
- البكتيريا: السبب وراء الإصابة بهذا الوباء كما ذكرنا من قبل بكتيريا (يرسينيا بستيس) التي اكتشفها العالم ألكسندر يرسين في عام 1894 ميلادية
- العدوى: من بعد اكتشاف ألكسندر لنوع البكتيريا التي تسبب المرض توصل العلماء إلى أن البراغيث هي التي تنقل هذه البكتريا إلى الإنسان والحيوان فقد ينتشر المرض من خلال العدوى:
- بتنفس الهواء الملوث بالبكتيريا عندما يسعل حيوان أو شخص مصاب بالمرض.
- بالتواجد بالقرب من الأفراد الذين تتواجد لديهم مخاطر الإصابة مثل الأطباء البيطريون أو أولاء الذين يهتمون بتربية القطط
- بالتعرض لجرح في الجلد وتعرض هذا الجرح للبكتيريا بالتعامل مع شخص أو حيوان مصاب بالمرض؛ وتمتد فترة حضانة المرض من يوم إلى سبعة أيام.
أعراض الطاعون
يتميز مرض الطاعون بظهور الأعراض العامة للإصابة بالبكتريا وكذلك أعراض مميزة لكل نوع من أنواعه الثلاثة: وإليكم الأعراض العامة التي يعانيها أغلب المصابين:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ.
- ألم في الرأس والجسم.
- السعال مع بلغم دموي.
- صعوبة في التنفس.
- قشعريرة وارتعاش.
- ضعف عام.
- ألم في البطن.
- إسهال أو إمساك وبراز ذات لون اسود.
- ألم بالحنجرة.
إذا شعرتم بأي علامة أو عرض من الأعراض السابقة ينبغي عليكم مراجعة الطبيب المختص للحصول على تشخيص فوري.
كيف تنتقل العدوى
بعض أنواع الطاعون تنتقل بشكل مباشر بين المصابين وبعضها تنتقل بشكل غير مباشر عبر البراغيث؛ وإليكم طريقة انتشار كل نوع من بين الأنواع الثلاث:
- الطاعون الانتاني والدبلي: لا تنتقل الإصابة بالمرض سواء من النوع الدبلي أو الإنتاني من شخص مصاب إلى آخر سليم بل تنتقل بمعظم الأحيان عن طريق البراغيث والقوارض المصابة بالمرض.
- الطاعون الرئوي: بالنسبة لهذا النوع فالانتقال فيه يكون مباشر بالتعامل مع الأشخاص فهو قادر على الانتقال من شخص لآخر عبر رذاذ الجهاز التنفسي فهو من الأمراض المعدية؛ وينتقل عن طريق الاتصال بحيوانات معينة مثل الفئران والقطط والكلاب والسناجب فهي تعتبر أكثر المصادر الناقلة للعدوى.
كيفية تشخيص الطاعون
يتم التشخيص عن طريق أخذ عينات من المريض خاصة الدَّم أو جزء من غدد ليمفاوية متورمة ويتطلب تأكيد الإصابة بالطاعون إجراء فحص مختبري؛ وبمجرد الكشف عن الإصابة بهذا المرض تبدأ رحلة العلاج على الفور.
هل الطاعون يمكن علاجه
يمكن علاجه بإعطاء السوائل في حالة العدوى المعوية؛ التصريف الجراحي للقيح من الخراجات؛ في حال إصابة الشريان الأبهر أو أحد الصمامات القلبية أو أجزاء اخرى من الجسم فغالباً يصف الطبيب مضادات حيوية كـ :
- ليفوفلوكساتسين.
- جنتاميسين.
- سيبروفلوكساسين.
- كلورامفينيكول
- الدوكسيسايكلين.
- موكسيفلوكساسين.
حيث يوضع المريض في الحجر الصحي ويحصل على المضادات الحيوية الموصوفة هو وكل من تعامل معه فالطاعون يصبح قاتلاً إذا لم يعالج على الفور؛ ومن مضاعفات المرض المحتملة حدوث غرغرينا في أصابع اليد أو القدم نتيجة للتجلطات الدموية الصغيرة الموجودة في الأطراف والتهاب السحايا والوفاة.
الوقاية من المرض
الوقاية خير من العلاج لذا ننصحكم باتباع النصائح الآتية لتجنب الإصابة:
- الحرص على غسل اليدين بالماء والصابون قبل تناول الطعام وإعداده؛ واستخدام الكحول في تطهير اليد إذا لم تتوفر المياه.
- طهو اللحوم وفقاً لدرجة الحرارة الموصى بها.
- التخلص من براز الحيوانات الأليفة بطريقة صحية.
- غسل الخضار والفواكه بشكل جيد قبل تناولها.
- إخطار الناس في حال وجود الطاعون باتخاذ التحوطات اللازمة ضد لدغات البراغيث وتجنب الملامسة المباشرة لسوائل وأنسجة الجسم المصاب بالعدوى.
في خاتمة مقالنا من معلومة مفيدة لابد من اتباع التعليمات حتى لا تصاب بالمرض لأن الطاعون يعد مرضاً شديد الخطورة فالموت الأسود أ خطر جائحة عرفتها البشرية فقال الله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) صدق الله العظيم.
المراجع