الخرف الجبهي الصدغي أحد أكثر الأمراض غير الشائعة التي يصعب علاجها، يتمثل في متلازمات مبكرة الظهور ترتبط بتنكس الفص الجبهي الصدغي ويمثل فقدان نموذجي لأكثر من 70٪ من الخلايا العصبية؛ يؤدي بالإنسان المريض إلى تغييرات سلوكية واضطرابات حركية، ومن خلال مقالنا من معلومة مفيدة سنقدم لكم ملخص شامل عن هذا المرض الصعب والنادر فتابعو سطورنا التالية.
الخرف الجبهي الصدغي
هو مجموعة من الاضطرابات الدماغية التي تصيب الفص الجبهي (خلف جبهة الرأس) والفص الصدغي (خلف الأذن) بشكل أساسي؛ وإليكم مزيد من التفاصيل حوله:
- أكتشف الطبيب أرنولد بيك أول مريض بالخرف في إسكتلندا عام 1892م.
- يمثل تشخيص المرض تحدياً كبيراً للتشابه بينه وبين الاضطرابات النفسية.
- يرتبط هذا المرض عادة بالشخصية والسلوك واللغة.
- يحدث الخرف الجبهي في سن أصغر من داء الزهايمر حيث يتراوح بين سن 40 عام إلى سن 65 عام.
- كذلك فان الخرف الجبهي الصدغي قد يحدث في مرحلة متأخرة أحياناً.
- يدمر المرض أجزاء من فصوص الدماغ، وتتنوع الأعراض حسب الموضع المصاب في الدماغ.
- تسوء حالة المريض ويفقد القدرة على الحركة والنطق وتتدهور الحالة خلال ثمان سنوات حتى الوفاة.
أعراض الخرف الجبهي الصدغي
تختلف الأعراض والمؤشرات من شخص لآخر وتتفاقم مع الوقت عادة على مدى سنوات، وهناك ثلاث أعراض نوجزها لكم في النقاط التالية:
- التغيرات السلوكية:
- يتزايد السلوك الاجتماعي غير المناسب مع الآخرين.
- كما أن المصاب يفقد التعاطف ومهارات التعامل مع الأشخاص.
- غالباُ ما يؤدى المرض إلى فقدان القدرة على ضبط النفس والاتزان.
- علاوة على ذلك يسيطر على المريض عدم الاهتمام (اللامبالاة).
- تجنب الاعتناء بالنفس (النظافة الشخصية) وتناول أشياء غير صالحة الأكل.
- وجود رغبة مُلحة في وضع الأشياء في الفم.
- كذلك يسيطر على المريض سلوك قهري متكرر مثل النقر والتصفيق.
- مشاكل النطق واللغة: تؤدى بعض الأنواع إلى مشاكل في اللغة أو خلل أوفقدان القدرة على الحديث وتتضمن المشاكل الناتجة عن تلك الحالات ما يلي:
- زيادة صعوبة أستخدام أو فهم اللغة المكتوبة أو المنطوقة.
- بالإضافة إلى صعوبة أنتقاء الكلمة الصحيحة عند الحديث أو عند تسمية الأشياء.
- كما أنه لم يعد يعرف معاني الكلمات ويخطئ في صياغة الجمل.
- كذلك قد يصبح الشخص متردد وخائف وقد يبدو مختصر جداً.
- كذلك فقدان الطاقة والتركيز وقلة الوعي وشعور دائم بالخمول والكسل.
- يتملك المريض تغيرات مزاجية متكرره مع زيادة في الاعتماد على الآخرين.
- الاضطرابات الحركية: تتسم الأنواع الفرعية النادرة من المرض بحدوث مشكلات في الحركة وتتشابه مع المصابين بمرض باركنسون أو (التصلب الضموري) وتشمل المشكلات المتعلقة بالحركة ما يلي:
- الرعاش.
- التصلب.
- تقلصات أو تشنجات عضلية .
- ضعف التناسق الحركي.
- صعوبة البلع.
- ضعف العضلات وضمورها.
- ضحك وبكاء في أوقات غير مناسبة.
- سقطات أو مشكلات المشي.
- التحكم في الأمعاء والمثانة.
أسباب الخرف الجبهي الصدغي
للخرف الجبهي الصدغي عدة أسباب سنلخصها لكم في النقاط التالية:
- قد يتسبب ضغط الرأس الطبيعي داخل الجمجمة في حدوث حالات الخرف.
- كما أن الخرف يؤدي إلى أنكماش حجم الفص الجبهي والصدغي للدماغ.
- علاوة على ذلك تتراكم بعض المواد في المخ ويكون السبب مجهول.
- أكد بعض الباحثين أن هناك سمات وراثية مشتركة وراء الإصابة.
- رصد الباحثين نسبة 40 إلى 60 في المئة من الإصابة لها تاريخ عائلي مرتبط بالخرف الجبهي.
- تمثل الطفرات الجينية نسبة 5 إلى 20 في المئة من الحالات تتركز في الدول الاسكندنافية وأمريكا وأوروبا الغربية.
ما الفرق بين الزهايمر والخرف الجبهي الصدغي
يتشابه مرض الزهايمر كثيراً مع الخرف الجبهي وسوف نستعرض أوجه التشابه والاختلاف بينهما في ما يلي من نقاط:
- يعتبر الزهايمر أكثر شيوعاً خاصة مع تقدم العمر.
- فقدان الذاكرة في الزهايمر أكثر وضوحاً.
- التغييرات السلوكية تكون ملحوظة في الخرف أكثر من الزهايمر.
- كذلك الهلوسة والأوهام تكون شائعة في الزهايمر عكس مرض الخرف.
- هناك صعوبات أقل عند التحدث والفهم عند مرضى الزهايمر.
- يزداد مرض الخرف الجبهي سوءاً بمرور الوقت.
تشخيص الخرف الجبهي الصدغي
لابد من وصف دقيق للمرضى الذين يعانون من الإصابة به وذلك لتشابه الخرف مع مجموعة أخرى من الأمراض وبسبب إصابة فصوص المخ يمكن لنا تحديد خطوات التشخيص في السطور التالية:
- يلزم للفريق الطبي الذي يفحص مرضى الخرف دراسة التاريخ العائلي والتغيرات السلوكية.
- كذلك لابد من إجراء مقابلات وجهاً لوجه مع المرضى لفحص السلوك وأداء اختبارات نفسية وعصبية.
- تحاليل وظائف الكبد والكلى وصورة كاملة للدم وتركيزات فيتامين ب12.
- كما أنه لابد من عمل دراسات وتحاليل للغدة الدرقية وتحليل السائل الدماغي النخاعي.
- ومن ناحية أخرى لابد من مراعاة الأسباب السامة مثل (العقاقير غير المشروعة المعادن الثقيلة).
- بالإضافة إلى فحص الإصابة بالأمراض المعدية كفيروس نقص المناعة والزهري.
- يساعد استخدام التصوير المقطعي والرنين المغناطيسي في التشخيص التعرف على مناطق الضمور في المخ.
هل من الممكن الشفاء من مرض الخرف الجبهي الصدغي
لاتوجد علاجات محددة لمرضي الخرف الجبهي لكن هناك بعض من الأساليب والخطوات التى يمكن من خلالها السيطرة على المرض وهى:
- الأدوية:
- استخدام مثبطات الكولينستيراز وذلك لتحسين مستويات الذاكرة والأدراك والتحكم.
- استخدام كافة الادوية المرتبطة بعلاجات الزهايمر و مرضى باركنسون بما يصاحبهما من حالات خرف أيضاً.
- وصف الأدوية لعلاج أعراض الخرف الأخرى مثل اضطرابات النوم والاكتئاب والهلوسة والتهيج.
- وصف الأدوية التي تساعد على علاج الاكتئاب وتقلل من مستويات الوسواس القهري وتخفف حالة الأرق.
- تغيير بيئة حياة المريض: هناك خطوات لابد من اتخاذها لمساعدة مريض الخرف الجبهي الصدغي على السيطرة على المرض وهي:
- العمل على ممارسة التمرينات الرياضية بما لها من فائدة لتحقيق النشاط البدني و العقلي.
- كذلك أثبتت الدراسات أن ممارسة الرياضة تساهم في محو الخرف من المخ مع اتباع نظام غذائي صحي.
- إنشاء مفكرة يومية للمريض لمشاركته مع المقربين ولممارسة تفاصيل الحياة اليومية وتنظيمها.
- لابد من توفير السكينة والهدوء والبعد عن الضجيج لمريض الخرف.
- كما أن ممارسة الأنشطة اليومية كالطبخ الرسم الرقص الغناء ممارسة ألعاب الفيديو تحسن من حالة المريض.
- يلجأ المريض إلى السلوك العنيف في الليل لذلك لابد من توفير الهدوء من أجل الذهاب للفراش.
- أثبت الدراسات أن تناول الأغذية التي تحتوي على فيتامين E تساهم في تحسين قدرات فصوص المخ من الضمور الناتج.
وفى الختام يعتبر الخرف الجبهي الصدغي من الأمراض الصعبة التي لم يستطيع العلم الوصول إلى علاج نهائي يستطيع معالجة الأضرار التي يسببها؛ علاوة على ذلك غالباً ما يتم تشخيصه على أنه اضطراب نفسي بسبب أعراضه المبكرة والتي يمكن أن تشمل الشخصية؛ والأهم من ذلك كله مع استمرار البحث في أسباب مرض الخرف هناك أمل في ظهور علاجات وتدخلات جديدة؛ لذلك من المهم رفع مستوى الوعى و تقديم الدعم للأسر والأفراد المتضررة من هذ المرض المدمر؛ وبذلك نكون قدمنا لكم ملخصاً من مقالنا من معلومة مفيدة عن أحد أكثر الأمراض الصعبة التي يجهل الناس التفرقة بينه وبين الأمراض العصبية والنفسية الأخرى.