التوسع في الأرض يعني فصل جديد من فصول التاريخ، هذا ما تسعى إليه ثالث أكبر قوة عظمى في العالم، واستحقاق الأرض هو بداية مشروع المَدّ الجغرافي الذي تسعى إليه الدول الكبرى بضم جاراتها الجغرافية باعتبارها جزء من مقاطعاتها، وبتكبير وتوسيع ومد المساحة الجغرافية تصبح الدولة أكثر سيادة، فتوسيع الأرض يترتب عليه انتشار اللغة والهوية في مساحة أكبر من الأرض والتاريخ لذلك الرغبة في السيادة هي شرارة كل حرب، وفي السطور التالية نتعرف على آخر مستجدات حرب الصين وتايوان المرتقبة على موقعنا معلومة مفيدة.
حرب الصين وتايوان
تحذيرات جديدة من الولايات المتحدة الأمريكية بشأن حرب الصين وتايوان، ومدى تأثير تبعاتها على الاقتصاد العالمي الذي يعاني من الإعياء بسبب أزمة كورونا التي خلفت خسائر اقتصادية فادحة ثم تبعها حرب روسيا وأوكرانيا، مزيد من التفاصيل في السطور التالية:
- تعالت تحذيرات وزير الدفاع الأمريكي من الآثار المدمرة لحرب الصين وتايوان وذلك في القمة الأمنية المنعقدة تحت مسمى حوار شانغريلا والتي ضمت مسئولين من 40 دولة حول العالم.
- وأدلى”أوستن” بمزيد من التصريحات حول أهمية فرض تحذيرات تصل إلى حد العقوبات في حالة الإخلال بالسلم والأمن العالمي.
- كما أكد على ضرورة الحفاظ على الاستقرار في مضيق تايوان باعتبارها منطقة لمرور الشحنات التجارية.
- وأضاف كذلك إلى أن الصراع ليس حتميًا أو وشيكًا ولكنه سيكون له تبعات مدمرة على الاقتصاد العالمي إذا اندلعت حرب الصين وتايوان.
لمحة تاريخية عن أسباب الصراع
مع نهاية الحرب العالمية الثانية؛ كان العالم معبأ بالصراعات والحروب، واعتاد صوت البارود، والحروب الخارجية تمهد الطريق لانشقاقات داخلية والصراع يخلق الصراع وحرب تلو الأخرى، ولهذا السبب أصبح الباب مواربًا لبدء حرب الصين وتايوان في ذلك الوقت، وفي السطور التالية نتعرف على الأسباب التاريخية لهذا الصراع:
- احتلت الإمبراطورية اليابانية تايوان عام 1895م وانتزعتها من الصين.
- ولكن مع نهاية الحرب العالمية الثانية استقلت تايوان عن اليابان وضمتها الصين إلى حدودها.
- في ذلك الوقت عانت الصين من انقسامات داخلية بين الحزب الشيوعي والجمهورية.
- انتهت الحرب الأهلية الصينية بفوز الحزب الشيوعي بإدارة البلاد وذلك في عام 1949م.
- عانت بقايا النظام الجمهوري من الاضطهاد فوجدت في تايوان مهرب من النظام الشيوعي.
- ونتيجة لذلك بدأت الصراعات والتوترات تطفو على السطح ممهدة لعودة حرب الصين وتايوان.
- وما زاد الأمر تعقيدًا كذلك هو عدم اعتراف الصين بتايوان كدولة مستقلة وكذلك الكثير من الدول حول العالم.
- وعلى الرغم من أن أمريكا أحد هذه الدول إلا أنها تسعى دائمًا لإقامة علاقات ودية واقتصادية مع تايوان وذلك حرصًا على الشحنات التجارية المارة في المضيق.
- كما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بإمداد تايوان بالأسلحة.
- يخلق هذا التبادل التجاري توترًا آخر في العلاقات بين واشنطن وبكين.
- تحرص الولايات المتحدة بكل قوة على وقف حرب الصين وتايوان لصالح انفصال تايوان من أجل تأمين مصالحها التجارية.
- تترك هذه التوترات تساؤلًا ونحن على مشارف حرب عالمية ثالثة هل تندلع الحروب مجددًا لتشمل الصين وتايوان.
الموقف الأمريكي من ضم تايوان
يعد الموقف الأمريكي هامًا في أي صراع؛ وباعتبارها القوة العظمى الأولى فإن الحصول على الدعم من جانبها يعزز الموقف بشكل كبير، ومنذ بداية الصراع وحتى تولي الرئيس جو بايدن زمام الإدارة في العشرين من يناير 2021م لم يتغير موقف الولايات المتحدة الأمريكية تجاه ضم جزيرة تايوان والذي نتعرف عليه من خلال السطور التالية:
- في أول جولة آسيوية قام بها الرئيس بايدن في بداية ولايته أكد على دعمه الكامل لتايوان ضد مصير ضمها إلى الصين.
- وخلال تلك الجولة توالت تحذيراته لأكبر قوة منافسة لواشنطن وهي بكين.
- كما أبدى” بايدن” استعداد واشنطن للتدخل عسكريًا لدعم تايوان في حال اعتداء بكين عليها.
- كما أكد بكل حزم عندما تم سؤاله من قبل أحد الصحفيات، هل واشنطن على استعداد للتدخل العسكري في حالة اعتداء الصين على تايوان، على أنه نعم!
- أجاب نعم مرتين عند تكرار السؤال وأكد على أنه التزام من قبل الولايات المتحدة الأمريكية تجاه تايوان.
- أكد كذلك على اشتراك إدارته مع اليابان في الوقوف ضد أي قرار أحادي تتخذه الصين لضم تايوان.
- وأوضح “بايدن” على ضرورة بقاء المحيط الهندي والهادئ منطقة تجارية حرة.
- وبالطبع تزداد مخاوف الولايات المتحدة الأمريكية من سيطرة بكين على هذه المنطقة التي ستؤثر بالطبع على السيادة الاقتصادية.
- المناورات العسكرية التي تجريها الصين بين الحين والآخر قرب الحدود مع تايوان تزيد من مخاوف الإدارة الأمريكية.
- وفي الحين الذي أعلن فيه رئيس هيئة الأركان الأمريكية عزم بلاده على إعداد بلاده خطة طوارئ في حالة أي تدخل عسكري من الصين ضد تايوان.
- ردت بكين بكل حزم واعتبرت أن أي إجراء ضد تايوان هو شأن داخلي صيني لا يسمح فيه بأي تدخلات أجنبية في تلميح إلى موقف الإدارة الأمريكية.
- كما وجه المتحدث باسم الخارجية الصينية ” وانغ وان بين” بضرورة توقف الولايات المتحدة الأمريكية عن دعمها لانفصال تايوان.
- وفي السياق ذاته أكدت الولايات المتحدة الأمريكية عن دعمها الكامل لحق تايوان في الاستقلال.
- إيقاف بَدْء حرب الصين وتايوان أحد أهم أهداف المجتمع الدولي.
الموقف الصيني من انفصال الجزيرة
الصين لا تعرف المهاودات أو المهادنات؛ فصلابة الموقف وقطار الطموح وشعار القوة هو المحرك الأزلي في سياسات الصين، وفي مسألة إنفصال التايوان فإن الإدارة الصينية حسمت موقفها باعتباره حق غير مشروع، وتهديد لسلام واستقرار المنطقة، وتهديدًا للأمن الداخلي الصيني، مزيد من التفاصيل في السطور التالية:
- أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية أن المناورات العسكرية لبلاده في مضيق تايوان هي ردة فعل طبيعية؛ وقال إن المناورات العسكرية جاءت ردًا على ميول تايوان الانفصالية.
- كما أشار إلى أن الدعم الخارجي يؤدي إلى مزيد من التعقيدات.
- وبالتزامن مع زيارة رئيسة تايوان للولايات المتحدة الأمريكية قامت الصين بإعداد مناورات عسكرية أطلقت عليها ” السيف المشترك” وذلك ردًا على الزيارة.
- شملت هذه المناورات بحر الصين الجنوبي تجاوزًا لحدود مضيق تايوان.
- كما شملت كذلك بحر الصين الشرقي.
- استخدمت الصين أنواع مختلفة من المقاتلات الحربية والسفن والطائرات.
- كما شملت تدريبات عسكرية على ظروف حرب فعلية واستهداف مناطق محددة؛ وذلك في إشارة لخضوع المنطقة بأكملها تحت السيادة الصينية.
أيهما يربح الإرادة أم القوة
إصرار من الجانب الصيني على أحقية الصين في استرداد تايوان كجزء من سيادتها وأراضيها، وفي نفس الوقت تتمسك تايوان بحقها في الاستقلال، فأي كفة في الميزان ترجح، مزيد من التوضيح في السطور التالية:
- تبلغ مساحة الصين 9.6 مليون كم مربع.
- بينما تبلغ مساحة تايوان 36 ألف كيلو متر مربع.
- تتفوق الصين عسكريًا على تايوان بمراحل من حيث الميزانية والمعدات العسكرية.
- بالإضافة إلى امتلاك الصين لواحدة من أكبر الترسانات الحربية.
- كما يأتي الجيش الصيني في المرتبة الثالثة عالميًا.
- في حين يأتي الجيش التايواني في الترتيب الحادي والعشرين عالميًا.
- تفوق في الإمكانات البشرية والعسكرية والجغرافية لكفة بكين ولكن؛ هل يعد ذلك كافيًا في مواجهة الدعم الدولي والخارجي لانفصال تايوان.
- الإجابة عن هذا السؤال متروكة لعامل الوقت.
- على الرغم من تأكيد معظم الخبراء على استبعاد الحرب بين الصين وتايوان في المستقبل القريب إلا أن المخاوف من تكرار السيناريو الروسي الأوكراني تشغل بال المجتمع الدولي.
- يؤكد الخبراء السياسيون على ضرورة الوصول إلى حل سلمي.
- كما أن تخفيف حدة الحوار بين واشنطن وبكين يمكن أن يسهم في تهدئة الأوضاع.
أسئلة شائعة
هل ضربت الصين أنفه(تايوان)؟
تستمر الحرب الباردة بين الصين وتايوان التي لا زالت في نطاق المناورات؛ فلم تتحول بعد حتى الآن إلى حرب فعلية، وقامت تلك المناورات ردًا على ما أسمته بكين بالميول الانفصالية لتايوان على حد تعبيرها.
ما هو سبب العداوة بين الصين واليابان؟
تحكم الصين واليابان العديد من المصالح المشتركة والعلاقات التجارية المتبادلة؛ وعلى امتداد التاريخ لا تخلو العلاقة أيضاً من التوترات والصراعات بسبب الرغبة في السيطرة على بحر الصين الشرقي، وكذلك مشاركة اليابان إبان الحرب العالمية الثانية في حملات إبادة ضد الصينيين واحتلالها لشمال شرق الصين.
عبر الأزمنة المختلفة تتعدد أشكال صراع البقاء، وتعد السيطرة على زمام الاقتصاد أحد اهم أشكال القوة في العصر الحديث؛ إلى جانب امتلاك السيطرة التكنولوجية والتي تعتبر زر التحكم في الوقت الحالي، والصراع على جزيرة تايوان اقتصادي من الدرجة الأولى، ومن المعلوم دعم الولايات المتحدة الأمريكية لكل ما يحول دون فقد مكانتها كأكبر قوة عظمى في العالم وبخاصة في ظل المؤشرات التي تشير إلى نهاية أسطورتها في المستقبل القريب، وعليه يحدد الوقت مصير حرب الصين وتايوان، إلى اللقاء مع مقال آخر ومعلومة مفيدة جديدة.