إن الإنسان في هذه الحياة يسعى من أجل رزقه ليناله بشتي الطرق، فهناك من يطلب الرزق بالحلال وهناك من يعصي الله، ولكن الأخذ بأسباب الرزق الدنيوية ليس كافيًا، بل يجب الاستعانة بالله، فهل هناك دعاء لسعة الرزق ؟. نعم هناك أدعية ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم لسعة الرزق، هذه الأدعية نستعرضها في سطور من معلومة مفيدة.
دعاء سعة الرزق
هناك أدعية لتوسيع الرزق وزيادة بركته وقد ذكر النبي صلي الله عليه وسلم هذه الأدعية:
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:ما أصاب عبدًا قط همٌّ ولا حزنٌ فقال:
- (اللهم إني عبدُك، وابنُ عبدِك وابنُ أمتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيّ حكمُك، عدلٌ فيّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك، سميتَ به نفسَك، أو علمته أحدًا من خلقِك، أو استأثرت به في علمِ الغيبِ عندك أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذهابَ همي وغمي إلا أذهب اللهُ همَّه وغمَّه وأبدله مكانه فرحًا، قالوا: أفلا نتعلمهن يا رسولَ اللهِ، قال: بل ينبغي لمن يسمعُهن أن يتعلمَهن).
- عن علي بن أبي طالب:
- (عن علِيٍّ أن مكاتَبًا جاءَه فقال إِنَّي قد عجزْت عن مكاتبتي فأعِنِّي قال ألَا أعَلِّمُكَ كلماتٍ علَّمَنِيهِنَّ رسول اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ لو كانَ عليكَ مثلَ جبلِ صِيرٍ دَيْنًا أدَّاه اللهُ عنكَ قال قلْ اللهمَّ اكفِنِي بحلالِكَ عن حرَامِكَ وأغْنِنِي بفَضْلِكَ عمَّن سواكَ.
- عن أبو هريرة رضي الله عنه:
- “اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بك من الفقرِ والقِلَّةِ والذِّلَّةِ، وأعوذ بك من أن أظلِمَ أو أن أظلَمَ”.
كيف أزيد رزقي
هناك أسباب يؤخذ بها وقد وضعها أهل العلم والأئمة؛ ويمكنك الأخذ بهذه الأسباب وهي كالآتي:
- الاستغفار:
وقد روي أنه جاء رجل إلي الحسن البصري فشكا إليه الجدب، أي قلة المطر، فقال: استغفر الله، ثم جاءه آخر فشكا الفقر فقال: استغفر الله، ثم جاءه آخر فقال: ادع الله أن يرزقني ولدًا؟ فقال: استغفر الله، فقال أصحاب الحسن: ما هذا؟ سألوك في مسائل شتى، وأجبتهم بجواب واحد، وهو الاستغفار، فقال رحمه الله: ما قلت من عندي شيئاً، إن الله تعالى يقول:- {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12)} [سورة نوح].
- التوكل علي الله حق التوكل:
- الأخذ بالأسباب كلها وأن تؤدي ما عليك وتسعى بجهدك الكامل، فإنك تكون بهذا طرقت أسباب الدنيا وأخذت بها، وتبقى أسباب السماء.
- فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أَنَّ رَسولَ الله ﷺ قال:
- “لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكُّله ؛ لرزقكم كما يرزق الطيرَ : تغدوا خماصًا وتروح بطانًا”.
- الصدقة:
- فالصدقة يبارك الله بها في الرزق ويزيده، ولو علم الإنسان عظم أجر الصدقة ما تقاعس عنها أبدا.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسولَ الله ﷺ قال:
- “يد اللهِ ملْأَى لا يغِيضها نَفَقَة، سحَّاء اللَّيْلَ والنهارَ، أرأيتم ما أنفَقَ منذ خلَقَ السماواتِ والأرضِ ؟ فإِنَّه لم يَغِضْ ما في يدِهِ وكان عرْشه على الماءِ، وبيدِهِ الميزان، يخفِض ويرْفَع”.
- الدعاء:
- فالدعاء يغير القدر، فادع الله وتذلل إليه، ولا تسأم ولا تكل ولا تمل من أن تدعوا الله بأن ييسر لك حالك ويوسع رزقك، وواظب علي الأدعية التي ذكرناها.
- أطلب رزقك في البكور:
- عن أبو هريرة رضي الله عنه قال”أنَّ رسولَ الله ﷺ قال:
- “اللهمَّ بارِكْ لأمَّتِي في بكورِها يومَ الخميسِ”.
- عن أبو هريرة رضي الله عنه قال”أنَّ رسولَ الله ﷺ قال:
- صلة الرحم:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله يقول:
- “مَن سَرَّه أنْ يبْسَطَ له في رِزْقِهِ، وأَنْ ينْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ”.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله يقول:
هل كل الرزق أموال
غالبا ما يدور هذا في ذهن الكثير.
- إننا ننظر إلي الرزق باعتباره يتجسد في المال فقط، والواقع أن المال هو جزء من كل.
- ولكن لأن المال هو صاحب الصخب الأعلى في حياتنا، وهو المؤثر الأقرب لنا من حيث السعادة الشقاء ولكن حقيقةً؛ بالرغم من أهميته، إلا أنه ليس العامل الأكثر أهمية، فقد قال صلي الله عليه وسلم:
- “نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ منَ النَّاسِ الصِّحَّةُ والفراغُ”
- قد يرزقك الله بالصحة والأهل والأصدقاء وقد يأخذ منك المال، والعكس صحيح مع غيرك. فمثلًا قد يرزق الله أحدهم كل هذا ولكن لا تجده يشعر بالسعادة، أو لا يشكر الله علي النعم، فإدراكك أن الرزق لا يتجسد في المال فقط هو في حد ذاته من الأمور التي تجعلك مستقرًا نفسيًا.
- وإدراكك أن هذه دنيا فلن ينال منها الإنسان كل شيء، سيجعلك تنظر للرزق بشكل مختلف، فستعمل ما في وسعك، وتأخذ بالأسباب كأنها كل شيء ثم تتركها كأنها لا شيء، فلن تنال إلا ما قد كتبه الله لك.
- ومهما حيل بينك وبين رزقك فإن رزقك آتيك كما يأتيك أجلك.
- وعليه فإن الأخذ بالأسباب والرضى والقناعة هي دائرة مكتملة، لذا فليطمئن قلبك.
أسباب ضيق الرزق
كما هناك أسباب لجلب الرزق فهناك أسباب قد تعيق الرزق من الوصول إليه؛ ومن أسباب ضيق الرزق:
- السعي إلي الرزق بالمعصية:
- قد يسعى البعض إلي جلب الرزق باستحلال ما حرمه الله، وذلك لضعف إيمانه وعدم صبره، إذا كنت تطلب الرزق فاطلبه بما يرضي الله وبالحلال.
- عدم التأدب مع الله في طلب الرزق:
- رفع الصوت أثناء الدعاء وسوء الأدب في الدعاء من الأمور التي تعد من عدم التأدب في طلب الرزق.
- عَنْ أَبِي موسَى الأشعري، قال:
- “كنَّا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فَكُنَّا إذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّها النَّاسُ ارْبَعُوا علَى أنْفُسِكُمْ، فإنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَمَّ ولَا غَائِبًا، ولَكِنْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا”.
أسئلة شائعة
ما هي آيات الرزق؟
قال تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)} [سورة سبأ].
هل يموت الانسان قبل أن يأخذ رزقه؟
لن يموت أحد من الخلق قبل أن يأخذ رزقه كاملًا مستوفيًا ودليل هذا جاء في رواية جابر بن عبدالله:
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أيّها النَّاس اتَّقوا اللَّهَ وأجملوا في الطَّلبِ فإنَّ نفسًا لن تموتَ حتَّى تستوفيَ رزقَها وإن أبطأَ عنْها فاتَّقوا اللَّهَ وأجملوا في الطَّلبِ خذوا ما حلَّ ودعوا ما حَرمَ”
دعاء سعة الرزق لا يكفي فقط لسعة الرزق إذ يجب الأخذ بالأسباب الدنيوية والسعي والاستمرار، فإنك ستصل بإذن الله، وأعلم عزيزي القارئ أن ما يعزز الدعاء هو اليقين بالله والتوكل عليه؛ فمن يتوكل على الله فهو حسبه؛ نسأل الله لنا ولكم رزقًا وافرًا في الحياة الدنيا والآخرة وانتظروا الجديد في معلومة مفيدة.