القائد لا يموت ولا ينسى؛ تبقى ذكراه في أذهان كل من مر في حياتهم وربما تتردد عباراته الرنانة فتعبر حدود الزمان والمكان؛ فكم من قادة خلدهم التاريخ لصدق ما حملوا من قضايا ورسموا من أحلام كانت يومًا ضربًا من ضروب الخيال، يحتاج كل منا لقائد قدوة ينير له الطريق بمصباح يظل يحمله في يديه وإن غاب هاديه، ربما يقابلنا المدير الناجح ولكن تبقى القيادة حلم كل مدير، وفي هذا المقال على موقعنا معلومة مفيدة نتعرف على الفرق بين القائد والمدير.
الفرق بين القائد والمدير
تحتاج إدارة المؤسسات أحياناً إلى التنظيم المحكم والقواعد الصارمة فأي الفريقين يمكن أن يحقق ذلك القادة أم المدراء، في السطور التالية نتعرف على الفرق بين القائد والمدير في الإدارة:
- يقوم المدير الناجح بتوجيه الموظفين لأداء مهامهم بدقة عالية.
- بينما يحرص القائد على التشجيع الدائم لموظفيه.
- كما أن التنظيم الإداري والهيكلي هو ما يهتم به المدير.
- أما القائد فيكون اهتمامه منصبًا على الأكثر كفاءة وتحقيقاً للأهداف المنشودة.
- كما يميل المدير إلى إنجاز المطلوب من الأعمال في الوقت الحالي.
- أما القائد فيتطلع إلى الخطط المستقبلية.
- يركز كذلك المدير على العمل بشكل كبير.
- أما القائد فيركز بشكل كبير على العنصر البشري وجودته النفسية.
القائد والمدير وصناعة التغيير
ونحن بصدد الحديث عن الفرق بين القائد والمدير؛ نود لفت الانتباه إلى أن القيادة الهوجاء قد تؤدي إلى نتائج غير محمودة، فالحماسة الغير مدروسة قد تؤدي إلى إغراق السفينة أو اشتعالها، لذلك نحتاج دائماً إلى المدير القائد، ولكن ما الفرق بين الاثنين في صناعة التغيير مزيد من التفاصيل في السطور التالية:
- لا يحقق المدير التغيير بقدر ما يحافظ على النظام الحالي.
- المدير لا يغير الأوضاع إلا بأوامر عليا حسب الهيكل الوظيفي.
- بينما القائد يصنع القرار ويغير المياه الراكدة ويضيف الأفكار الجديدة.
- كما يتميز القائد بالمظهر الخارجي المستقل القريب من الشباب والحيوية بينما المُديرون هم نسخ الياقات البيضاء والأوراق المكتبية والأقلام المعلقة في أماكنها لا تخط سوى الإمضاء أو الإقرار.
- يسعى المدير إلى تجنب المخاطر والمشكلات والخسائر.
- بينما القائد يمكن أن يتحمل الخسارة من أجل تجربة جديدة يؤمن بها فهو يعتقد دائماً أن تكرار المحاولات يحقق الوصول.
- يميل القادة إلى ريادة الأعمال بينما يميل المدراء إلى الالتحاق بالوظائف الحكومية.
- لا شك أن القيادة الحكيمة أفضل من الإدارة الرتيبة، والإدارة المنظمة خير من القيادة الهوجاء والأفضل الجمع بين الاثنين.
صفات يجب توافرها في القائد الناجح
القائد الناجح لابد أن تتوافر فيه مجموعة من الصفات التي تجعله مصدر ثقة لفريق عمله وأكثر قدرة عل تحقيق الأهداف، ومن هذه الصفات:
- الصدق والشفافية مما يجعل من حوله يؤمن به وبرسالته وبقدرته على تحقيق الأهداف.
- كما ينبغي في القائد أن تكون له رؤية مغايرة للواقع ومتطلعة إلى المستقبل.
- القدرة على التحدث بلباقة والتأثير في الناس.
- مهارة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
- كما ينبغي أن يتسم بالصبر والمثابرة في إنجاز المهام التي وعد بتنفيذها.
- القدرة على الإلهام وصناعة التغيير.
- كما يجب على القائد أن تكون لديه مهارات اتصال جيدة مع فريق عمله.
صفات يجب توافرها في المدير الناجح
المُديرون هم بوصلة أي منشأة أو شركه وركيزة للنظام والمعاملات وإنجاز المهام والأعمال، وعليه فإن المدير الناجح لابد أن تتوافر فيه مجموعة من الصفات وهي:
- قدرة عالية على تنفيذ الرؤية والجدول الزمني لكافة المهام والأعمال.
- كما يجب أن يتوافر في المدير القدرة على إدارة المهام وإصدار القرارات.
- الإلمام باللوائح والقوانين الخاصة بمجال عمله وإدارته.
- القدرة على عقد الاجتماعات لمناقشة المستجدات ووضع الجداول الزمنية للأعمال وتقسيم المهام.
هل أنت قيادي
سمعنا عن كثير من الدورات لإعداد القادة؛ ولكن ليس بوسع الجميع أن يكونوا قادة حتى أولئك الذين يحضرون ويجتازون هذه الدورات لابد أن يتم اختيارهم وفقاً لمعايير؛ فتكون الدورة بمثابة تنظيم وبلورة لصفات هي أصلاً موجودة فلن يكون الجميع قادة وليس عيباً أن تكون فرد في فريق، ولكن كي تصبح قائد فللقيادة سمات واضحة وهي:
- الذكاء الاجتماعي بدرجة والثقة بالنفس والقدرة على التأثير في الناس وهو ما أطلق عليه البعض نظرية الرجل العظيم.
- أن يكون لديك العديد من الأصدقاء ودائرة العلاقات وتهتم بأنواع مختلفة من الأنشطة.
- هناك كذلك نظرية السمات أي إذا كنت قائداً فإن ذلك يعني أنك ورثت مجموعة من الصفات التي تمكنك من أن تكون قائداً ناجحاً، مثل: الذكاء الوجداني والقدرة على التفكير والثقة بالنفس.
- لابد أن تكون مؤمناً بنفسك فالإيمان بالنفس هو أول درجة في سلم القيادة.
- وفقاً للنظرية السلوكية أن القيادة صناعة وليست صفات مكتسبة بالولادة؛ فيمكنك أن تصنع نفسك بنفسك.
- إذا كنت داعماً أي تدعم الفشل باستمرار حتى يتحقق النجاح فأنت قائد.
- ووفقاً لنظرية قيادة المعاملات؛ إذا كنت قادراً على إدارة العمل وكذلك التحفيز والعقاب، كمكافأة الموظف الذي ينجز عمله، وكذلك الخصم أو العمل الإضافي لمن قصر في عمله فأنت قائد.
- تركيزك على العلاقة البناءة بينك وبين فريق عملك يعني أنك قائد وفقاً لنظرية القيادة التحويلية؛ كذلك إذا كنت قادراً على إثارة الحماسة والشغف في موظفيك فأنت تمتلك مهارات القيادة الناجحة.
هل أنت مدير
البعض تسير حياته وفقاً لأسهم ومخططات في دفتره؛ ينتقل بين المواعيد في دقة شديدة ساعة يده هي أهم شيء؛ وقته ثمين وبثمن حيث إن الدقيقة تستغل لإنجاز مهمة، هل أنت منهم، في السطور التالية نتعرف على أهم الصفات التي يجب أن تتوافر في المدير:
- إذا كنت تكتشف الأخطاء أكثر من التشجيع على الصواب فأنت مدير.
- كذلك إذا كنت تقيم الناس وفقاً لسنوات الخبرة والكفاءة والتدرج الوظيفي فأنت مدير.
- استخدام الورقة والقلم في التخطيط ودراسة الجدوى لأي مشروع يعني أنك مدير ناجح.
- إذا كنت تجيد ترتيب الأوراق وتنظيم مواعيد العمل وإعطاء التوجيهات فأنت إداري من الدرجة الأولى.
- اهتمامك بالقواعد الصارمة وأوقات العمل الرسمية وتنفيذ اللوائح والقوانين يدل على أنك مدير ناجح.
- إذا كانت لديك القدرة على تحليل البيانات ومتابعة كل مستجدات سوق العمل في مجالك فأنت مدير ناجح.
- كما إذا كنت تستخدم عبارة لديك الأفضل أكثر من التشجيع فأنت كذلك مدير.
- تهتم بإنجاز العمل أكثر من اهتمامك بالموظفين فأنت كذلك إداري بالدرجة الأولى.
- تنظيم الوقت والتخطيط والقواعد الصارمة هي القواعد الأساسية للإدراة.
إعداد القادة والمديرين
القادة والمديرون محركان أساسيان بداية من قيادة الدولة وإدارتها وصولاً إلى مؤسسة الأسرة لذلك لابد أن نعتني بإعدادهم إعداداً سليماً، ومن أهم وسائل الإعداد:
- تبدأ من المدرسة من خلال أنشطة الإدارة المختلفة وقيادة الفريق.
- إشراك الطلاب في العمليات القيادية بالتناوب حتى يتسنى للأخصائيين التربويين اكتشاف ذوي الكفاءات القيادية وتعزيزها في الآخرين.
- تنمية مفهوم أن القائد أو المدير ينبغي أن يكون ديمقراطياً مستمعاً صاحب مشورة؛ هو ليس فوق الجميع بل هو موجه لتسيير الأعمال.
- إعداد الدورات التدريبية على مستويات مختلفة لمساعدة الناس على اكتشاف مهاراتهم القيادية.
- كما من الضروري كذلك عقد الدورات التدريبية للقادة والمديرين.
أسئلة شائعة
ما الفرق بين المدير والقائد والقدوة؟
يهتم المدير بسير الأعمال وتنفيذ المهام واكتشاف الأخطاء؛ بينما يهتم القائد بالإلهام والتغيير والتجديد، والقائد دائماً ما يكون قدوة لفريق عمله فالإلهام هو اقتداء في حد ذاته بفكرة.
هل يمكن للمدير أن يكون قائد؟
بالطبع، هناك الكثير من الناس ينجح في الجمع بين الصفتين التخطيط والحفاظ على الهيكل الإداري إلى جانب مهاراتهم في التغيير والتطوير.
تعرفنا في المقال السابق على الفرق بين القائد والمدير؛ مهارات القيادة والإدارة ضرورية لكل منا في أضق تفاصيل حياته؛ ليس بالضرورة أن تكون رائد أعمال أو قائد فريق، ولكنك ستحتاج تلك المهارات في إدارة ذاتك وتفاصيل يومك أو حتى أطفالك وأفراد أسرتك فاحرص دائماً على تنمية مهاراتك القيادية والإدارية، إلى اللقاء مع مقال آخر على موقعنا معلومة مفيدة.