إن نعم الله علينا لا تعد ولا تحصي ولكن هناك رجل أعطاه الله ملكاً لم يناله أحد من قلبه ولا من بعده، إنه النبي سليمان عليه السلام، فقد منحه الله معجزات كثيرة، وخلال مقالنا التالي في معلومة مفيدة سنروي بعض القصص من حياة سيدنا سليمان.
النبي سليمان
سيدنا سليمان عليه السلام كان ملكًا عظيمًا وهو واحدًا من الأنبياء الذين حصلوا على العلم والحكمة من المولى عز وجل:
- هو ابن النبي داود عليهما السلام، وهو أحد ملوك الأرض الأربعة.
- قال مجاهد: (ملك الدنيا أربعة: مؤمنان وكافران، فأما المؤمنان: فسليمان بن داود، وذو القرنين، وأما الكافران: فالنمرود بن كنعان وبختنصر).
- يقال أن مولده كان في فلسطين وبالتحديد في غزة.
- وهناك مصادر أخرى ذكرت أنه ولد في مدينة القدس وكانت نشأته بها.
- بعد وفاة أبيه النبي داود عليه السلام، أصبح ملكًا من بعده وورثه سيدنا سليمان، ولكن ليس إرثًا ماديًا فالأنبياء لا يورثوا أموالًا وأملاكًا، وقد كان ذلك قول نبينا صلي الله عليه وسلم:”لا ترث أموال الأنبياء، وما نتركه يصدق عليه”.
- ولكنه ورث علم سيدنا داود عليه السلام، ومقدراته فقد كان يكلم الطير مثله، فقد قال الله تعالي في كتابه الكريم:
- “وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ” سورة النمل الآية(16).
- وقد دعا سيدنا سليمان ربه قائلاً :
- “قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ” سورة ص الاية35.
- فمن الله عليه بملك عظيم:
- فقد سخر الله الحيوانات والطير والرياح والجن يعملون له ولا يخرجون عن أمره.
- ووهبه الله من كل شيء ومملكة عظيمة.
- ووجهه الله تعالى أن يعلّم الرجال والجن على السواء أن يستخرجوا الأرض ويستخرجوا معادنها لصنع الأدوات والأسلحة.
- كما فضله بمنجم النحاس الذي كان معدنًا نادرًا في تلك الأيام.
قصة النبي سليمان مع الأحصنة المجنحة
في حياة الأنبياء قصص نطالعها لفهم الحكمة والعبرة ولتكون هدى لطريقنا، وبين أيديكم في السطور التالية قصة سيدنا سليمان مع الأحصنة المجنحة:
- كان سيدنا سليمان يحب الخيل يشرف على شؤونها والعناية بها بنفسه.
- ومما زاد في حبِّه لها ما حباه الله تعالى من خيول مُجنحة لا مثيل لها بالعديد من النعم.
- ولأنه كان يحب استعراض خيله قبل الانطلاق للجهاد ففي أحد المرات عندما رأى ما أتاه الله من ملك تمنى أن يكون لديه الكثير من الأولاد ليجاهدوا على ظهور هذه الأخيلة.
- ويحدثنا النبي صلى الله عليه وسلم عن أمنية سيدنا سليمان تلك، وما وَقَع له فيها من الفتنة والاختبار الربانيِّ؛ فيقول:
- (قال سليمان بن داود عليهما السلام: لأَطوفنَّ الليلة على مئة امرأة – أو تسع وتسعين- كلُّهنَّ يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه: قُل إن شاء الله. فلم يقل إن شاء الله، فلم يحمل منهنَّ إلَّا امرأة واحدة، جاءت بشِقِّ رجل،الذي نفس محمَّدٍ بيده؛ لو قال: إن شاء الله، لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعين)
- هنا أدرك سيدنا سليمان أنه حبه للخيل جعله لم يرد الأمر لله تعالي فأمر بذبحها جميعًا، حتى لا تشغل قلبه أبدًا عن الله.
وهناك رواية أخري:
- وهي أنه ظل يمسح علي أعناق ورؤوس الخيل حتي وقت الغروب مما جعله ينسي الصلاة الوسطي
- فأمر بذبحاه حتي لا تشغله عن العبادة مرة أخرى وحتى لا يشغل قلبه أبدًا شيئًا غير ذكر الله.
- وكان من بين هذه الخيول الأحصنة المجنحة وقد كان يقدر عددها بألف حصان.
قصة النبي سليمان مع الجن
سخر الله تعالي الجن لسيدنا سليمان فقد قال الله تعالي: ” وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ”سورة سبأ (الآية12)، وإليكم مزيد من التفصيل حول قصة النبي سليمان مع الجن:
- أمر سيدنا سليمان الجن ببناء المسجد الأقصى وهنا حدثت إشكاليات:
- فهناك رواية تقول هو الذي ابتدأ بعمارة المسجد، فبناه بالرخام وزخرفه بالذهب ورصعه بالجواهر، وقوِيَ على ذلك بالجن والشياطين، حتى غدا آية في الفن والجمال.
- وهناك مصادر تقول أن أول من بناه هو النبي يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
- وأما فعل سليمان أو داود فكان من باب التجديد.
- لا يخفى عليكم أن ما آتاه الله لسليمان من الإمكانات وتسخير الجن له يعد ما بناه هو البناء الأكمل والأجمل.
- كان الجن يدعون معرفة الغيب، وكان قد أمرهم النبي سليمان ببدء بناء المسجد الأقصى فلما بدأوا العمل في المسجد، توفى الله سيدنا سليمان ولم يكن الجن يعلمون بموته.
- مات في غرفته التي كان يتعبد فيها.
- وكان معروفا عنه أنه يحب أن يختلي بنفسه فترات طويلة للعبادة.
- ولم يكن يجرؤ أحد من الجن علي أن يسترق النظر علي سيدنا سليمان لأنهم كانوا يحترقون.
- ولكن أحدهم تجرأ ذات يوم فوجد أن سيدنا سليمان ملقي علي الأرض لأن العصا التي كان يتكئ عليها قد أكلتها الحشرة، وقد مر على وفاته عام وهو في هذه الحالة.
- أراد الله بهذا أن يري الجن أنهم لا يعلمون الغيب وكاذبون.
سيدنا سليمان وملك الموت
قصة النبي سليمان مع ملك الموت من القصص المعروفة في الأدب الإسلامي، نرويها لكم في سطور:
- النبي سليمان عليه السلام كان يوماً جالساً في مجلسه وعنده وزيره فدخل عليه رجل فسلّم عليه وجعل هذا الرجل يحادث سليمان ويحدّ النظر إلى هذا الوزير ففزع الوزير منه.
- فلما خرج سأل الوزير عنه، فقال سليمان: هذا ملك الموت، ففزع الوزير وقال: يا نبي الله أسألك بالله أن تأمر الريح فتحملني إلى أبعد مكان إلى الهند، فأمر سليمان الريح فحملته.
- فلما كان من الغد دخل ملك الموت، فقال له سليمان: قد أفزعت صاحبي.
- فقال ملك الموت: يا نبي الله إني دخلت عليك في الضحى وقد أمرني الله أن أقبض روحه بعد الظهر في الهند فعجبت أنه عندك
- قال سليمان: فماذا فعلت؟ فقال ملك الموت: ذهبت إلى المكان الذي أمرني بقبض روحه فيه فوجدته ينتظرني، فقبضت روحه؟.
أسئلة شائعة
ما هي قصة خاتم سيدنا سليمان؟
- هذه القصة فيها الكثير من الأقاويل لأن أغلب مصادرها هي من أهل الكتاب، و فيها من الطعن والتشكيك الكثير.
- فقد ذكروا أن سيدنا سليمان كان يسيطر علي الجن ويملك هذه القدرات بسبب هذا الخاتم، وقد أدعوا أنه ساحر.
- ثم إن الشيطان تمثل بصورة سليمان وخدع امرأته وأخذ منها الخاتم، فدانت له الشياطين والإنس والجن.
- ونزع من سليمان ملكه، وجلس هذا الشيطان (المتمثل بصورة سليمان) على عرش سليمان.
- وكان يقضي بين الناس حتى إنهم ذكروا أن هذا الشيطان كان يأتي نساء سليمان.
- ولكنها قصة مكذوبة فهي من افتراءات اليهود، فإن طوائف منهم لا يعتقدون بنبوة سليمان عليه السلام.
- ومنهم من يقول إنه كان ملكًا ساحرًا، ولعلهم اختلقوا هذه القصة ليروجوا سحرهم على الناس.
كيف مات سيدنا سليمان؟
توفى سيدنا سليمان في حجرته في المسجد الأقصى حيث كان متكئًا علي عصاه فلما أكلت دودة الأرضة العصا سقط على الأرض وبعدها علم الناس بموته.
النبي سليمان هو أحد الملوك الأربعة الذين حكموا الأرض وكان عبدًا مخلصًا لله فلم يتكبر بما أنعم الله عليه، وجعله خالصًا لوجهه الكريم، ونحن قدمنا في معلومة مفيدة إضاءات من حياته عليه السلام، نلقاكم في مقال آخر.