يعد الصداع النصفي من الحالات المزعجة التي يعاني منها الكثيرون حول مستوى العالم، فآلام الصداع النصفي غالبًا ما تتسم بالشدة والاستمرارية في معظم الحالات، كما يعد في الكثير من الحالات عرضًا لمشكلات صحية أكثر تعقيدًا وقد تتعلق بمختلف أجهزة الجسم، ولذلك يظل المريض في بحث دائم عن أفضل مسكن للصداع النصفي، وهو موضوع هذا المقال من معلومة مفيدة.
أفضل مسكن للصداع النصفي
على عكس الشائع، يعد سلوك احتمال ألم الصداع النصفي وتأخير تناول الدواء حتى اشتداد النوبة سلوكًا خاطئًا، يزيد من حدة الألم ويضعف من تأثير الدواء أيضًا، ويفضل عند الإحساس ببوادر نوبة الصداع النصفي الإسراع بتناول أحد مسكنات الألم التي لا تحتاج وصف الطبيب مثل:
- الأسبرين والإيبوبروفين: في حال استخدامها بإفراط قد تتسبب في صداع مصحوب بقرح أو نزيف معدي معوي.
- أدوية تتكون من كافيين وأسبرين وأسيتامينوفين: تظهر فعاليتها في حالات الألم ذو الشدة المتوسطة.
وبشكل عام، تختلف طرق علاج الصداع النصفي بحسب التشخيص، وبحسب نوعه وأسبابه.
ما هو الصداع النصفي Migraine
يطلق على الصداع النصفي بالإنجليزية: Hemicrania، وتعني بالترجمة الحرفية: نصف الجمجمة! كما يسمى في اللغة العربية باسم: الشقيقة، التي تحمل تقريبًا نفس المدلول المنبثق من الجذر اللغوي: شق، وهو ما يصف أعراض الصداع النصفي بدقة، حيث يشعر فيه المريض بآلام شديدة في نصف الرأس عادة.
يصاحب الصداع النصفي عادة بعض الأعراض الأخرى، جسدية ونفسية، وتشير الدراسات لنسبة حدوثه بمعدل 12% لدى البالغين على مستوى العالم.
تشخيص الصداع النصفي
لا يحتاج الطبيب في الغالب لطلب فحوصات متخصصة لتشخيص الصداع النصفي، ويكتفي عادة بخطوات الكشف المعتادة وهي:
- سماع شكوى المريض ووصف الأعراض التي يشعر بها.
- معرفة التاريخ المرضي للمريض ولعائلته أيضًا لتبيان العامل الوراثي في الإصابة.
- إجراء الكشف البدني العصبي للمريض داخل العيادة.
أما إذا شك الطبيب في وجود أعراض غير مألوفة، أو حدث أن تفاقمت الحالة بشكل مفاجئ؛ فقد يلجأ للتشخيص باستبعاد الأسباب الأخرى للألم، عن طريق:
- تصوير الدماغ المقطعي المحوسب (CT: Computed Tomography).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI: Magnetic Resonance Imaging).
- التخطيط الكهربي للدماغ (EEG: Electroencephalogram).
- فحوصات الدم.
أنواع الصداع النصفي
يصنف الصداع النصفي إلى نوعين أساسيين تبعًا للأعراض المصاحبة لكل منهما:
- صداع نصفي بدون أورة (Migraine without Aura): وهو النوع الأكثر انتشارًا بنسبة تصل لـ 66% من الحالات، ويسمى أيضًا بالشقيقة الكلاسيكية، وتتلخص أعراضه الأساسية كالتالي:
- تترواح مدته من 4-72 ساعة متواصلة.
- عادة ما يتمركز الألم بجانب واحد من الرأس.
- الشعور بالألم على هيئة نبض.
- تتراوح شدة الألم من معتدل إلى حاد.
- يتضاعف الألم عند بذل مجهود جسماني.
- لا يشير حدوث النوبة بالضرورة لوجود مشكلة صحية أخرى.
- صداع نصفي مع أورة (Migraine with Aura): ,يسمى أيضًا الصداع البؤري، ويقصد بالأورة الاضطرابات أو الأعراض الممهدة لهذا النوع من الصداع النصفي، وتشمل:
- قد يحدث اضطراب وألم في جهة واحدة من الرأس أو بالجهتين.
- اضطراب في الكلام وتثاقل خفيف في اللسان، يختفيان تلقائيًا.
- ظهور ومضات أو بقع أو خطوط في مجال الرؤية، أو انعدامها مؤقتًا.
- يتطور الصداع النصفي النموذجى أثناء حدوث الأورة، أو في خلال ساعة من بدايتها.
أسباب الصداع النصفي
على الرغم من أن أسبابه غير معروفة، إلا أن آلية عمله تتم بناء على نشاط غير طبيعي بالمخ يؤدي لبعض الاضطرابات العصبية والكيميائية داخله، ويمكن شرحها بإيجاز على النحو التالي:
- يتم تنبيه العصب الثلاثي التوائم (Trigeminal Nerve) والذي يعني بحماية الدماغ من العوامل الضارة بواسطة أحد المحفزات الخارجية.
- يقوم العصب بإفراز منشطات الألم داخل الأوعية الدموية بالدماغ.
- يتسبب ذلك في إفراز وسطاء الخلايا الالتهابية من الخلايا البدينة (Mast Cells).
- تقوم هذه الخلايا بدورها بإفراز مواد كيميائية من شأنها تغيير قطر الأوعية الدموية وزيادة نفاذيتها، أي زيادة استيعابها لمحفزات الألم.
- وهكذا تنشأ الالتهابات العصبية المنشأ (Neurogenic Inflammation)، التي تسبب الشعور بألم الصداع النصفي.
محفزات الشقيقة
تتنوع عوامل الإصابة بالصداع النصفي ومحفزاته، ويتم تصنيفها كالتالي:
- التاريخ المرضي العائلي: أقارب الدرجة الأولى لمرض الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة به بمعدل 1.5-2 مرات أكثر.
- الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي عن الرجال.
- العمر: المراهقين هم أكثر المرشحين للإصابة به وقد يمتد عامل السن ليصل لعمر 40 عام.
- الإصابة ببعض الأمراض: كمرض ثنائي القطب، والاكتئاب، والقلق المزمن.
- تناول بعض الأدوية: كالأدوية التي تحتوي على النترات، أو الريزربرين، وموانع الحمل.
- تغيرات هرمونية: كالتي تحدث عند النساء أثناء الطمث أو الحمل.
- عوامل مناخية: تغيرات في الطقس، أو في الارتفاع الجغرافي.
- نمط حياة غير صحي: كعدم انتظام النوم والوجبات أو الصيام، الإفراط في الكافيين أو الامتناع عنه فجأة.
- محفزات حسية: كالضوء المباشر القوي، وضوء الشمس، والأصوات العالية، والروائح القوية.
مضاعفات الصداع النصفي
قد يؤدي التعرض للصداع النصفي على نحو متكرر لزيادة خطر الإصابة بأحد الأمراض الآتية:
- ارتفاع ضغط الدم.
- بعض أمراض القلب.
- نوبات التشنج.
- السكتة الدماغية.
أفضل علاج للصداع النصفي الشديد
تتنوع طرق علاج الصداع النصفي وتشتمل على بعض الأدوية والتدريبات، وتبني عادات صحية معينة، إلا أنها على اختلافها تندرج تحت فئتين أساسيتين هما:
- علاجات لتخفيف الألم والأعراض المصاحبة للصداع النصفي.
- علاجات للوقاية من الصداع النصفي ومنع حدوث النوبة مجددًا.
وفيما يلي الشرح التفصيلي لكل منهما.
علاج للصداع سريع المفعول
هنالك الكثير من الأدوية والعقاقير التي تستهدف تخفيف أعراض نوبة الصداع النصفي بشكل سريع، وتشمل الأنواع التالية:
- مسكنات لا تحتاج لوصف الطبيب: كالباراسيتامول، ومضادات الالتهاب الاسترويدية: كالأسبرين والإبيوبروفين.
- مسكنات أفيونية: ولكنها ما زالت محل جدل بين الأطباء والباحثين، نظرًا لإمكانية تسببها في الإدمان.
- تربتانات: لسد مسارات الألم في المخ، مثل إليتريبتان، وناراتريبتان،وريزاتريبتان، وغيرهم.
- أدوية مضادة للغثيان والقيء: كالكلوربرومازين، والميتوكلوبراميد، والبروكلوربيرازين، وغيرهم.
- الديكساميثازون: ثبت فعاليته في تخفيف حدة أعراض الصداع النصفي بسرعة إذا تم إعطائه أثناء النوبة.
- الإرجوتات: كالإرجوتامين وثنائي الهيدروأرجوتامين، وتظهر فعاليته في تخفيف حدة الأعراض إذا تم تناوله بعد بدء النوبة بفترة قصيرة، ولكنه يسبب زيادة الغثيان والقيء المرتبطان بالنوبة كعرض جانبي.
حقنة مسكنة للصداع النصفي
- يعكف الباحثون على تطوير علاجات فعالة للصداع النصفي عن طريق الحقن، منها ما أُقر استخدامه بالفعل كمسكن، مثل الحقن بسوماتريبتان الذي قد تجده بالصيدليات بمسمى (Imitrex)، ويمكن للمريض أخذه على هيئة رذاذ للأنف، ولكن فعاليته أضعف من فعالية الحقن.
- وقد أعلنت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن تمكن الباحثون من ابتكار دواء جديد يسمى (فريمانيزوماب)، يتم أخذه عن طريق الحقن في البطن أو الفخذ، ليقلل عدد الأيام التي يصاب فيها المريض بالصداع النصفي إلى النصف، ويحسن استجابة المريض لتأثير المسكنات كالإبيوبروفين أثناء النوبة، وقد أصبح متاحًا بالمملكة المتحدة.
- كما اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج الصداع النصفي حديثًا الحقن بإرنوماب، وجالكانيزوماب، وإبتينيزوماب لعلاج الصداع النصفي.
- وقد تساعد حقن أونابيوتولينمتوكسين أ المعروفة بـ”حقن البوتوكس” في الوقاية من الصداع النصفي للبالغين.
الوقاية من الصداع النصفي
تهدف العلاجات الوقائية لتقليل معدل الإصابة بالصداع النصفي وتخفيف حدة النوبات ومدتها، وتنقسم فئاتها إلى:
- أدوية لخفض ضغط الدم: كحاصرات مستقبلات بيتا مثل بروبرانولول ، وحاصرات قنوات الكالسيوم مثل فيراباميل.
- مضادات الاكتئاب: كأميتريبتيلين، وهو مضاد للاكتئاب ثلاثي الحلقات يقي من الصداع النصفي، ولكنه يسبب النعاس كأثر جانبي.
- مضادات التشنج: كفالبورات وتوبيراميت، يجعلان وتيرة الصداع النصفي أقل، وتشمل آثارهم الجانبية الدوخة والغثيان وتغيرات في الوزن.
- علاجات حديثة: كحقن البوتوكس والأجسام المضادة أحادية النسيلة.
دواء الشقيقة في المنزل
من الممكن تخفيف حدة أعراض الصداع النصفي أثناء النوبة، وتقليل معدل الإصابة المتكررة، باتباع بعض السلوكيات والعادات الصحية. وإليك بعضًا منها:
- عند بداية الأعراض، حاول البقاء في غرفة مظلمة وهادئة، جرب سماع موسيقى هادئة وخافتة، واغمض عينيك.
- حافظ على رطوبة جسمك بشرب الكثير من السوائل، خاصة الماء.
- جرب وضع كمادات مثلجة، أو ما يعادل نفس المفعول على رأسك.
- ابتعد عن التوتر قدر المتاح، ومارس تدريبات الاسترخاء.
- التزم بروتين يومي محدد للنوم والطعام.
- مارس التمارين الرياضية بانتظام، والتزم بالإحماء ببطء، وتجنب المجهود المبالغ والمفاجئ.
- تجنب الكافيين قدر المستطاع، وامتنع عن تناول الكحوليات.
- تجنب الإفراط في تناول الأجبان والأطعمة المصنعة.
حملة التوعية بالشقيقة داخل المملكة السعودية
تحت شعار “يسلم راسك”، أطلقت جمعية “دوائي” للتوعية والتثقيف الدوائي بالمملكة العربية السعودية حملة للتعريف بمرض الصداع النصفي “الشقيقة”، واعتمدت في الحملة على عدة محاور من أبرزها: توضيح ماهية المرض وأسبابه وطرق علاجه، وقد انتشرت فاعلياتها عبر منصات التواصل الاجتماعي كي تصل لكافة شرائح المجتمع السعودي، ويأتي ذلك في إطار حرص المملكة على زيادة الوعي الطبي بين المواطنين.
فبحسب موقع وزارة الصحة السعودي، يعاني البعض من أبناء المملكة من أعراض هذا المرض، وتظهر بشكل جلي في سن المراهقة بأغلب الحالات.
أسئلة شائعة
هل يتم الشفاء من الصداع النصفي؟
حتى الآن؛ تستهدف كل علاجات الصداع النصفي تخفيف حدة الأعراض وعدد النوبات ومدتها، تجدها بالشرح التفصيلي أعلاه، ولم يتوصل العلماء لعلاج جذري لمسببات الصداع النصفي.
هل الفيفادول يبعد الصداع؟
يعالج الفيفادول نوع الصداع المصاحب للبرد، وذلك لاحتوائه على الباراسيتامول والكلورفينارمين والسودوايفدرين، ولكنه غير فعال في حالات الصداع النصفي “الشقيقة”.
أخيرًا،من المهم ألا تكتفي بمعرفة أفضل مسكن للصداع النصفي إذا كنت تعاني أيًا من الأعراض المقلقة التي تم ذكرها في السطور السابقة، فالمبادرة بعلاج أسباب المرض تجنبك تفاقم الحالة أو إصابتك – لا قدر الله- بأي من مضاعفاته، كما تساهم في سرعة الشفاء. مع تمنيات معلومة مفيدة بدوام الصحة لكل متابعينا.