يعد العمل عن بعد أو عبر الإنترنت من الأساليب الحديثة التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة؛ والفضل في هذا يرجع للتطور التكنولوجي وزيادة استخدام الإنترنت في نطاق واسع واعتماد أغلب الأعمال عليه؛ فالعمل عن بعد هو الذي يعتمد على الإنترنت أو على الشبكة العنكبوتية بشكل عام؛ يتم بواسطة الأجهزة الذكية ويمكن الموظف من إتمام المهام الموكلة إليه من أي مكان وفي أي وقت؛ ونظراً للأهمية الكبيرة التي يمثلها هذا النظام خصصنا مقالنا اليوم في معلومة مفيدة للحديث عنه، فتابعونا عبر الأسطر التالية …
العمل عن بعد
نسلط الضوء اليوم على مفهوم العمل عن بعد؛ تلك الآلية التي أصبحت أغلب الشركات تعتمدها حتى وإن كانت تمتلك مقر نظراً لما توفره من مميزات سواء لهم أو للموظفين العاملين بالشركة، مزيد من التفصيل في السطور التالية:
- يتيح للموظف إمكانية التحكم في وقت العمل وبالتالي فإنه يساعد على إدارة الوقت وتنسيقه بشكل أفضل.
- يمنح كذلك الفرصة لتحقيق التوازن بين الحياة العملية والحياة الشخصية.
- من جوانبه الإيجابية أيضاً أنه يساعد على تقليل التكاليف والتشغيل للشركات حيث يمكن أصحاب الأعمال من توفير التكاليف المطلوبة لتجهيز مقر للعمل فضلاً عن المصاريف الفرعية التي يتطلبها إقامة مقر.
- وبالنسبة للموظف كذلك فإنه يوفر تكاليف التنقل من مكان لآخر خاصة إن كان مقر الشركة بعيد عن مقر السكن.
- يوفر كذلك لأصحاب الشركات إمكانية اختيار موظفين ذات كفاءات عالية دون النظر إلى مكان تواجدهم؛ ودون الحاجة إلى توفير إقامة ومعيشة لهم.
- بالنسبة لأصحاب الأعمال فيمنحهم فرصة توظيف عدد أكبر من الموظفين نتيجة توفير التكاليف التي يحتاجها فتح مقر.
مميزات العمل عن بعد
يوفر العمل عن بعد مجموعة مميزات هامة سواء لأصحاب الأعمال أو الموظفين؛ وإليكم مزيد من التفصيل:
- المرونة:
- يتمكن الموظفين من أداء الأعمال من أي مكان سواء في المنزل أو في الخارج؛ كما يتمكنوا من تحديد وقت للعمل.
- توفير المال والوقت:
- لن يحتاج الموظف في هذه الحالة لوقت التنقل إلى مقر الشركة وبالتالي يتمكن من الاستفادة من هذا الوقت في ممارسة أنشطة أخرى.
- هذا بجانب العبء المادي الذي يوفره هذا النظام سواء على العامل أو صاحبه.
- زيادة الإنتاجية:
- بعض الأشخاص يجدون راحة في العمل من منازلهم وبالتالي تزيد إنتاجيتهم وتزيد دافعيتهم.
- التوازن بين الأعمال والحياة الشخصية:
- بتنظيم الوقت يتمكن الشخص من تحقيق التوازن بين متطلبات الوظيفة وحياته الاجتماعية.
- الحصول على حياة صحية:
- يتمكن العاملين عن بعد من الاهتمام بالنظام الصحي لحياتهم بحيث يتوفر لديهم وقت لممارسة التمرينات الرياضية وتناول الوجبات الصحية.
سلبيات العمل عن بعد
انتشر العمل عن بعد وكثر الاعتماد عليه منذ عام 2020 مع ظهور كوفيد 19، الوباء العالمي الذي هدد أمان البشر حول العالم؛ فمنذ ذلك الوقت اتجه الكثير من أصحاب الأعمال لتفعيل ميزة العمل عن بعد للموظفين لمنع التكدس في مقرات الشركات؛ واتجه الكثير ممن فقدوا وظائفهم لبدء مشروعاتهم عن بعد عبر الشبكة العنكبوتية وضمن سلسلة المقالات المميزة التي اعتدنا على توفيرها لكم ناقشنا مميزات العمل عن بعد؛ والآن ننتقل لتوضيح سلبياته:
- الشعور بالعزلة:
- قد يشعر الفرد بالعزلة نتيجة عدم التفاعل مع الزملاء كما هو الحال في التواجد في مقر شركة.
- الإجهاد والشعور بالضغط النفسي:
- يقع الكثير من موظفي الشركات التي تعتمد النظام عن بعد تحت ضغط نفسي نتيجة عدم القدرة على تنسيق الوقت.
- عدم الثبات في الإنتاجية:
- قد لا يتوفر لديك البيئة المحفزة للإنتاج فقد يفتقر المكان الذي تعمل به إلى الهدوء الذي يعد أساس للإنتاج؛ وقد لا يتوفر لديك إمكانات حديثة تساعدك على إتمام المهام.
- صعوبة الإدارة:
- قد يجد بعض أصحاب الأعمال صعوبة في الإدارة عن بعد نتيجة لعدة أسباب كعدم توفر اتصال جيد بشبكة الإنترنت؛ وكذلك حدوث أعطال غير متوقع وما إلى ذلك.
- الضرر الجسدي:
- بجانب الضرر النفسي الذي قد يسببه الانخراط في الأعمال نتيجة سوء تنظيم الوقت قد يجد الشخص نفسه مصاب بأمراض نتيجة عادات غير صحية يتبعها دون وعي كالمكوث لفترات طويلة أمام الحاسوب الذي بدوره يعمل على إضعاف النظر وقد يسبب آلام في الظهر.
- مخاطر في الخصوصية:
- يزيد من فرص تعرض البيانات الشخصية للاختراق والاستغلال لذا فعليكم الحذر عند التعامل مع الشبكة العنكبوتية.
- تأخر استجابة الموظفين:
- إذا لم يكن الفريق المختار على قدر كاف من المسؤولية سيتعطل سير العمل؛ الأمر الذي يؤدي إلى تحطيم الخطة الموضوعة.
الخطوات الأساسية لتنظيم العمل عن بعد
التنظيم والتخطيط الجيد أولى خطوات نجاح العمل عن بعد سواء لأصحاب الشركات أو للموظفين العاملين بها؛ فالنجاح هنا متوقف على تنفيذ الخطة “المهام المطلوبة” خلال الفترة الموضوعة لتحقيق الهدف؛ وهناك خطوات أساسية يجب اتباعها لتنظيم الأمر؛ من هذه الخطوات نذكر:
- تحديد الأدوار والمسؤوليات:
- يتعين على أصحاب الشركات تحديد الأدوار والمسؤوليات الخاصة بكل موظف وتوضيح ما يتوقع منهم بشكل واضح.
- التواصل والتنسيق:
- على فريق العمل أن يتواصلوا مع بعضهم البعض وكذلك أن يكونوا على تواصل مع مدير الفريق والذي بدوره يوفر إجابة لأي استفسار يطرحه الموظفين بجانب الدعم.
- تحديد الأهداف:
- ينبغي أن يكون الهدف المراد الوصول له محدد لضمان تحقيق النتائج المرجوة؛ وينبغي أن يتم تقييم الأداء بصفة مستمرة لمعالجة أي خلل.
- توفر الإمكانات:
- ينبغي أن يتوفر لدى الموظف وكذلك صاحب المشروع إمكانات كالأجهزة الحديثة والتطبيقات التي تسمح بعقد الاجتماعات أونلاين.
- تحديد مواعيد:
- على صاحب العمل أن يحدد الساعات المقرر فيها تسليم الأعمال وأن يوضح تلك الساعات للموظفين ليتمكنوا من تقديم الإنتاجية اللازمة خلال الفترة المقررة.
- توفير التدريب والدعم:
- على أصحاب الأعمال كذاك توفير الدعم اللازم للموظفين طوال فترة التوظيف وإذا لم يكن لدى الموظف علم بطبيعة العمل يمنح فترة تدريب ليتزود خلالها بالخبرات اللازمة للعمل.
- المحافظة على التركيز والانتباه:
- يقع على عاتق العاملين عن بعد أمر تنظيم المواعيد؛ وعلى صاحب الأمر أن يختار أُناس على قدر كافي من المسؤولية للعمل ضمن الفريق.
كيف تتغلب على إرهاق العمل عن بعد
قد يصبح العمل عن بعد ممل ومنفراً بعض الشيء خاصة بالنسبة لهؤلاء الذين مضى وقت طويل على عملهم بالمنزل ولتخفيف وطأة هذا الشعور يمكنكم اتباع نصائح التغلب على الملل التي سنتركها بين أيديكم عبر سطورنا التالية:
- إنشاء جدول زمني:
- قد يساعدكم ذلك على تجنب الشعور بالملل والروتين نتيجة تنظيم الأعمال وتحديد مواعيد الاستراحة والأنشطة الأخرى.
- تحديث الأدوات والبرامج:
- إذا لم تكن أدواتك محدثة ستحد من قدرتك على الإنتاج ومن المؤكد ستنخفض دافعيتك للعمل.
- البيئة:
- يلعب المكان الذي تقوم فيه بأداء الأعمال دور مهم في الإنتاجية لذا فعليكم اختيار مكان مريح وهادئ ليساعدكم على التركيز؛ واحذروا العمل في مكان الاستراحة “غرفة النوم”.
- تحديد الأهداف:
- أنت كعامل أو موظف بالطبع لديك أهداف تود تحقيقها، إذا وضعت هذه الأهداف نصب عيناك بالطبع سيزيد ذلك من دافعيتك نحو الإنتاج.
- التواصل مع فريق:
- قد يفيدكم التواصل مع الزملاء على تخفيف وطأة الشعور بالملل بل قد يفيدكم في زيادة الإنتاجية.
- تغيير المكان:
- إذا سنحت لك الفرصة بتغيير المكان الذي تعمل منه فلا تتردد حيث يساعد هذا على كسر الروتين.
- الاستراحة:
- تجنب المكوث لساعات طويلة أمام الحاسوب دون أخذ استراحة؛ فالاستراحة مطلوبة لتحفيز الإنتاجية ولتجنب الشعور بالإجهاد.
أسئلة شائعة
ما هو مستقبل العمل عن بعد؟
يمثل جيل الألفية أكبر قوة عاملة وبالتالي ليس متوقع للعمل عن بعد أن يتلاشى بل ستزيد الفرص على المدى الطويل باعتبارها الآلية الأكثر أماناً في حين حلت أزمة أو كارثة سواء محلية أو عالمية كتلك الأزمة التي عاشها العالم أثر تفشي فيروس كورونا وتربع فيها نظام العمل عن بعد على قائمة الأنظمة.
كم عدد ساعات العمل عن بعد؟
يحق لأصحاب الأعمال تخصيص 8 ساعات يومياً للعمل ولا يجوز تأييد العامل بأكثر من ذلك طبقاً لقانون العمل؛ فلا ضرر ولا ضرار.
ختاماً من معلومة مفيدة يمكننا القول بأن العمل عن بعد أصبح اليوم أكثر شيوعاً بفضل تطور التكنولوجيا والاتصالات؛ ومما لا شك فيه أن العمل من المنزل يمثل خيار جيد للعديد من الأشخاص حول العالم ولكن لضمان الحصول على أفضل تجربة عليكم اتباع النصائح والإرشادات السابق ذكرها في المقال؛ نلقاكم في مقال آخر ومعلومة جديدة فريدة.