الخير والشر قائم منذ بداية الخلق وتجسدت صوره في الكثير من الأشخاص والقصص، واليوم معنا أربع أمثلة على ذلك فهم ملوك الأرض الأربعة الذين أتاهم الله ما لم يؤتِ أحدًا من العالمين، فمنهم من شكر ومنهم من كفر ومنهم من كان عبرة للبشر، مقال جديد وقصص جديدة في معلومة مفيدة.
ملوك الأرض الأربعة
هم 4 أشخاص أعطاهم الله القدرة والنفوذ والسلطة ومنحهم من العطايا والنعم الكثير والكثير وهم دليل علي قدرة الله عز وجل وأن عطاءه لا ينفذ ولا ينضب، فكان منهم اثنان مؤمنان واثنان كافران، وهم:
- النبي سليمان عليه السلام.
- ذو القرنين.
- النمرود.
- بختنصر.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ملك الأرض أربعة: مؤمنان وكافران؛ فالمؤمنان: ذو القرنين وسليمان، والكافران: نمرود وبخت نصر، وسيملكها خامس من أهل بيتي.
النبي سليمان عليه السلام
سيدنا سليمان عليه السلام كان ملكًا عظيمًا وهو واحدًا من الأنبياء الذين حصلوا على العلم والحكمة من المولى عز وجل:
- هو ابن النبي داود عليهما السلام، وهو أحد ملوك الأرض الأربعة.
- يقال أن مولده كان في فلسطين وبالتحديد في غزة.
- وهناك مصادر أخرى ذكرت أنه ولد في مدينة القدس وكانت نشأته بها.
- بعد وفاة أبيه النبي داود عليه السلام، أصبح ملكًا من بعده وورثه سيدنا سليمان.
- ورث علم سيدنا داوود وحكمته فكان يكلم الطير مثل أبيه.
- امتلك سيدنا سليمان الكثير من المعجزات
- فقد كان يكلم الطير والحيوانات.
- وقد سخر الله الريح لتجري بين يديه.
- وسخر الجن ليطيعوه.
- وسخر له النحاس وهو كان معدن نادر هذه الأيام.
- سيدنا سليمان في حياته الكثير من القصص والعبر ونحن نعرف عنها مثل قصة الهدهد، ولكن يمكننا التحدث عن أغربها.
النبي سليمان وقصته مع الأحصنة المجنحة
كان النبي سليمان عليه السلام يحب الخيل ويشرف علي شئونها بنفسه وكان يجهزها بنفسه للغزو، ومما زاد في حبِّه لها ما حباه الله تعالى من خيول مُجنحة لا مثيل لها.
- وذات يوم كان عندما كان يستعرض الخيل تأمل فيما أتاه الله من ملك فتمنى أن يكون عنده الكثير من الأولاد ليركبوا على هذه الخيول ويجاهدوا بها في سبيل الله.
- ويحدثنا النبي صلى الله عليه وسلم عن أمنية سيدنا سليمان تلك، وما وَقَع له فيها من الفتنة والاختبار الربانيِّ؛
- فيقول:
- (قال سليمان بن داود عليهما السلام: لأَطوفنَّ الليلة على مئة امرأة – أو تسع وتسعين- كلُّهنَّ يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه: قُل إن شاء الله. فلم يقل إن شاء الله، فلم يحمل منهنَّ إلَّا امرأة واحدة، جاءت بشِقِّ رجل، والذي نفس محمَّدٍ بيده؛ لو قال: إن شاء الله، لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعين)
- هناك رواية أخري:
- وهي أنه ظل يمسح علي أعناق ورؤوس الخيل حتي وقت الغروب مما جعله ينسى الصلاة الوسطى.
- فأمر بذبحها حتي لا تشغله عن العبادة مرة أخرى وحتى لا يشغل قلبه أبدًا شيئًا غير ذكر الله.
- وكان من بين هذه الخيول الأحصنة المجنحة وقد كان يقدر عددها بألف حصان.
النبي سليمان والجن
- أمر سيدنا سليمان الجن ببناء المسجد الأقصى:
- هناك رواية تقول أنه الذي ابتدأ بعمارة المسجد، فبناه بالرخام وزخرفه بالذهب ورصعه بالجواهر، وقوِيَ على ذلك بالجن والشياطين، حتى غدا آية في الفن والجمال.
- وهناك مصادر تقول أن أول من بناه هو النبي يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وأما فعل سليمان أو داود فكان من باب التجديد.
- ولكن ما آتاه الله لسليمان من الإمكانات وتسخير الجن له يعد ما بناه هو البناء الأكمل والأجمل.
- وكان الجن يدعون معرفة الغيب، وكان قد أمرهم النبي سليمان ببدء بناء المسجد الأقصى فلما بدأوا العمل في المسجد، توفى الله سيدنا سليمان ولم يكن الجن يعلمون بموته، وقد مات في غرفته التي كان يتعبد فيها.
- وكان معروفًا عنه أنه يحب أن يختلي بنفسه فترات طويلة للعبادة، ولم يكن يجرؤ أحد من الجن علي أن يسترق النظر علي سيدنا سليمان لأنهم كانوا يحترقون.
- ولكن أحدهم تجرأ ذات يوم فوجد أن سيدنا سليمان ملقى على الأرض لأن العصا التي كان يتكئ عليها قد أكلتها الحشرة، وقد مر على وفاته عام وهو في هذه الحالة.
- فأراد الله بهذا أن يٌري الجن أنهم لا يعلمون الغيب وأنهم كاذبون.
وكان سيدنا سليمان قد دعا الله أن يهبه ملكاً لا ينبغي لأحد من قبله ولا من بعده، فلم يؤت أحد مثل ما أوتي سيدنا سليمان عليه السلام.
أقرأ أيضًا: النبي سليمان
ذو القرنين
تدور حوله الكثير من التفسيرات ولا يُعلم أيا منها هو الأصح فقد قال أهل التفسير الآتي:
- كان نبيًا، وهذا ضعيف.
- وقيل: كان ملكًا، واستغربه ابن كثير رحمه الله، فهو قول غريب جداً.
- قال ابن كثير: “والصحيح أنه كان ملكًا من الملوك العادلين”.
- قال ابن عباس رضي الله عنهما: “كان ذو القرنين ملكًا صالحًا، رضي الله عمله، وأثنى عليه في كتابه”.
- وسئل علي بن أبي طالب عن ذي القرنين؟ فلم يقل: لم يكن نبيًا ولا رسولاً ولا ملكًا، ولكن كان عبدًا صالحًا.
- وقال البعض أنه الإسكندر الأكبر، ولكن هذا خطأ فذو القرنين كان عبداً مؤمنًا وموحدًا بالله.
أما عن سبب التسمية بذو القرنين فقد اختلفت الآراء:
- لأنه كان له في رأسه شبه القرنين.
- وقيل أنه كان له قرنان من نحاس في رأسه، قال ابن كثير: “وهذا ضعيف”.
- وقال بعض أهل الكتاب: “سمي بذي القرنين؛ لأنه ملك فارس والروم، فلقب بهذا.
- وقيل: لأنه بلغ قرني الشمس شرقًا وغربًا، وملك ما بينهما من الأرض، قال ابن كثير: “وهذا أشبه من غيره” يعني هذا أقرب إلى الصواب من غيره من الأقوال.
بلغ ذو القرنين مشارق الأرض ومغاربها، ولكن قصته المشهورة مع يأجوج ومأجوج والتي جاء ذكرها في القرآن الكريم في سورة الكهف.
قصة ذو القرنين مع يأجوج ومأجوج
كان قد اتخذ ذو القرنين طريقًا لا هو الشرق ولا الغرب وإنما بينهما، فوجد هناك قوم بلا حيلة ولا فطنة؛ فاشتكوا له ما فعله يأجوج ومأجوج بهم من سلب وقتل وإفساد، فطلبوا منه المساعدة وعرضوا عليه المال ولكنه رفضه فقد أتاه الله الملك والمال والجند والموارد الهائلة، ولكنه طلب منهم أن يساعدوه لكي يجعل بينهم وبين يأجوج ومأجوج سدً ا،فقد كان الطريق بينهم عبارة عن شق بين جبلين، فقام بسد هذا الشق بالحديد والنحاس؛ وظل هذا السد قائمًا من وقتها حتي يومنا هذا إلى أن يشاء الله أن يخرجوا فيعيثوا في الأرض فسادًا؛ فهم قوم ذو أعداد هائلة ومما قيل عنهم:
- أنهم عند خروجهم سيمرون علي بحيرة طبريا فيشرب منها أولهم حتى إذا وصل آخرهم فلم يجد ماء فيقول لقد كان بهذه مرة ماء.
- وهم سيمرون بكل مكان في الأرض وبكل طريق وممر.
أقرأ أيضًا: من هو ذو القرنين
النمرود بن كنعان
من الشخصيات ذات التاريخ المظلم، كان متكبرًا متجبرًا، وكان مدعي للألوهية، وكان يستبد بشعبه ويجوعهم، اختلف المؤرخون العرب في نسبه:
- أنه “نمرود بن كنعان بن کوش بن حام بن نوح”؛ أو أنه نمرود بن فالح بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ ابن سام بن نوح؛ أو أنه ابن ماش بن ارم بن سام.
- كان النمرود من الكلدانيين والكلدان تعني الجبابرة وهي أول دولة ظهرت بعد الطوفان.
- ومعني اسم النمرود أصيلة في اللغة الكردية مركبة من قسمين:
- نما وتعني ظهور أو بروز أو «نم» أي الندى، أو «نمر» وتعني الخالد.
- الجزء الثاني من الكلمة وهي «رود» و مصدرها رو أي النهر.
- فيكون بذلك معنى كلمة النمرود أي الخالد الذي ظهر من النهر وهذا يفسر إدعاء النمرود للألوهية أو بمعنى أدق ترجمة لادعائه الألوهية.
قصة النمرود مع سيدنا إبراهيم
للنمرود قصة مع سيدنا إبراهيم، ترويها لكم سطورنا التالية:
- كان نبي الله إبراهيم عليه السلام يعيش في زمن النمرود وكان يسكن بابل فخرج ذات مرة ليأتي بالطعام، وكان النمرود لا يعطي الطعام إلا عندما يقول الناس له أنه إله.
- فمر به سيدنا إبراهيم فقال: من ربك؟.
- قال له له ربي الذي يحيي ويميت.
- قال النمرود له: أنا أحيي وأميت فأمر النمرود رجاله بإحضار اثنين من الرجال، فقتل أحدهما وأمر بإطلاق سراح والعفو عن الآخر.
- قال إبراهيم: فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب.
فبهت النمرود ولم يرد، كما جاء ذكر ذلك في سورة البقرة، قال تعالى:- ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ وَاتَهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِ وَيُمِيتُ قَالَ أنا أخي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: ٢٥٨].
- وقد روى عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم: أن النمرود كان عنده طعام، وكان الناس يفدون إليه للميرة، فوفد إبراهيم في جملة من وفد للميرة ولم يكن اجتمع به إلا يومئذ فكان بينهما هذه المناظرة، ولم يعط إبراهيم من الطعام كما أعطى الناس، بل خرج وليس معه شيء من الطعام.
- فلما قرب من أهله عمد إلى كتيب من التراب فملأ منه عدليه، وقال: أشغل أهلي إذا قدمت عليهم، فلما قدم وضع رحاله وجاء فاتكأ فنام، فقامت امرأته سارة إلى العدلين فوجدتهما ملانين طعاماً طيباً، فعملت منه طعاماً.
- فلما استيقظ إبراهيم وجد الذي قد أصلحوه؛ فقال: أنَّى لكم هذا؟ قالت: من الذي جنت به فعرف أنه رزْقٌ رَزْقَهُموه الله عز وجل.
نهاية النمرود
كانت نهاية النمرود عبرة لكل متكبر في الأرض بغير الحق، فقد ذكرت المصادر نهايته المأساوية:
- قال زيد بن أسلم وبعث الله إلى ذلك الملك الجبار ملكاً يأمره بالإيمان بالله فأبى عليه، ثم دعاه الثانية فأبى عليه، ثم دعاه الثالثة فأبى عليه. وقال: اجمع جموعك وأجمع جموعي فجمع النمرود جيشه وجنوده، وقت طلوع الشمس.
- فأرسل الله عليه ذباباً من البعوض، بحيث لم يروا عين الشمس وسلّطها الله عليهم، فأكلت لحومهم وشربت دماءهم وتركتهم عظاماً بادية.
- دخلت واحدة منها في منخّر الملك فمكثت في منخره، يعذبه الله تعالى بها.
- كان النمرود لا يهدأ إلا إذا ضرب بالنعال؛ أو إذا سجد.
- ثم أتي في يوم وقد أمر خادمه أن يضرب رأسه بسيخ من حديد فمات بعدها وكانت تلك نهايته.
أقرا أيضا: النمرود بن كنعان
بختنصر
الشخص الذي سلطه الله على العرب وعلى بين إسرائيل فكان رمزًا للخراب والتدمير، فهو لا يقل عن النمرود.
- هو نبوخذ نصر أو بخترشاه أو بختنصر الملك الكلداني، هناك اختلافات في وقت ميلاده ولكن الغالب أنه ولد قبل الميلاد 634.
- كان قائدًا عسكريًا ذو عقلية رهيبة فقد استطاع التغلب علي الآشوريين وتغلب علي المصريين والآشوريينة معاً.
- له تاريخ مظلم ودموي مع العرب وخصوصا في فلسطين، فقد وجه حملتين ناحية فلسطين:
- الأولى باتجاه القبائل العربية في الأردن ذلك من أجل التحضير للحملة الكبرى على فلسطين فاستطاع دخول القدس عام 579 ق.م وأرسل ملكيها إلى بابل أسيرين.
- الثانية هاجم القدس مرة أخرى وحاصرها 13 عام وأنهى الحصار لها عام 578ق.م
- ثم نهب المدينة ودك سوريا ودمر هيكل سليمان عليه السلام وسبا شعبها وعرف ذلك العام بالسبي البابلي.
- ذكرت المصادر أن هذا كان عقابًا من الله لبني إسرائيل بسبب ظلمهم.
- مات نبوخذ نصر بعد أن أصابه جنون العظمة والذي دام معه لمدة سبع سنوات وبعدها توفي.
- لم تكن شهرة هذا الرجل عسكرية فقط، ولكنه قدم الكثير في مجال الفلك وعلم التنجيم فقد برع البابليون في هذا.
أقرأ أيضًا: بختنصر
أسئلة شائعة
من هو النبي الذي ملك الأرض كلها؟
النبي الذي ملك الأرض كلها هو سيدنا سليمان عليه السلام، آتاه الله الملك والحكمة فتعاظم ملكه على جميع من حكموا الأرض.
كم سنة عاش الملك النمرود؟
حكم النمرود الأرض من مشرقها إلى مغربها لمدة أبرعمائة عام، وعاش في ألم لمدة أربعمائه عام آخرين إلى أن توفاه الله.
التاريخ يملؤه شخصيات تركت لنا العبر ورسمت لنا طريق الخير والشر، وملوك الأرض الأربعة أكبر مثال على ذلك، ولكننا في انتظار الملك الخامس الذي ذكره الرسول صلي الله عليه وسلم، نتمني أن نكون قدمنا معلومة مفيدة تغنيكم عن مواصلة البحث.