عالمنا الحالي لم يعد متشعبًا كما كان من قبل، بسبب التطورات الاتصالية التي حلت عليه، والتي بدورها كانت سببًا أكبر في توسع العولمة وامتداد معنى العولمة في الحقبة الأخيرة ليشمل العالم بأكمله، وأصبح النظام العالمي كله يميل ناحية الغرب المتحكم، سنتناول أبعاد العولمة في هذا المقال من معلومة مفيدة.
معنى العولمة
بداية ظهور المصطلح على يد ثيودور ليفيت، الاقتصادي الأمريكي المولود في ألمانيا؛ فقد صاغها في مقالته عام 1983م بعنوان عولمة الأسواق؛ وإليكم مزيد من التفصيل حولها:
- يُعتقد على نطاق واسع أن هذه الظاهرة بدأت في القرن التاسع عشر بعد ظهور الثورة الصناعية، لكن بعض العلماء يؤرخونها بشكل أكثر تحديدًا في حوالي عام 1870م، عندما أصبحت الصادرات حصة أكثر أهمية من الناتج المحلي الإجمالي لبعض البلدان.
- وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يمكن تعريف العولمة على أنها “زيادة الترابط والاعتماد المتبادل بين الشعوب والبلدان.
- المفهوم بشكل عام يشمل عنصرين مترابطين:
- فتح الحدود الدولية أمام التدفقات السريعة المتزايدة للسلع والخدمات والتمويل والأشخاص والأفكار.
- التغييرات في المؤسسات والسياسات على المستويين الوطني والدولي التي تسهل أو تعزز مثل هذه التدفقات
- العولمة في الاقتصاد؟:
- وفقًا للجنة سياسات التنمية (هيئة فرعية تابعة للأمم المتحدة)، من وجهة نظر اقتصادية، يمكن تعريف العولمة على أنها:
- الترابط المتزايد للاقتصادات العالمية نتيجة للنطاق المتزايد للتجارة عبر الحدود للسلع والخدمات، وتدفق رأس المال الدولي، والانتشار الواسع والسريع للتكنولوجيات.
- إنه يعكس التوسع المستمر والتكامل المتبادل لحدود السوق والأهمية المتزايدة السريعة للمعلومات في جميع أنواع الأنشطة الإنتاجية والتسويق هما القوتان الدافعتان الرئيسيتان للعولمة الاقتصادية.
- وفقًا للجنة سياسات التنمية (هيئة فرعية تابعة للأمم المتحدة)، من وجهة نظر اقتصادية، يمكن تعريف العولمة على أنها:
كيف انتشرت العولمة
بعد أن تعرفنا على معنى العولمة ننتقل لتوضيح كيف انتشرت، فقد انتشرت بشكل رئيسي نتيجة لعدة عوامل:
- التطور التكنولوجي.
- تطور وسائل النقل والاتصال التي جعلت الاتصالات الدولية أسهل وأكثر فعالية.
- بدأ بزيادة التجارة الدولية وتبادل البضائع بين الدول.
- زيادة بالتطور التكنولوجي الذي جعل التجارة الإلكترونية والعمل عن بعد وسفر الناس إلى الخارج أمراً مذهلاً.
- كما قامت الحكومات بتخفيض الحواجز التجارية بشكل كبير، الأمر الذي جعل الاقتصادات الأكثر تطوراً أكثر قوة وتمكناً من استغلال اقتصادات الدول النامية للاستفادة من عمالتها ومواردها.
- ومن ناحية أخرى، تبادلها الثقافي والنقل الدولي للأفكار والتقاليد والأساليب اللغوية، أدى إلى تأثير الثقافات المختلفة على بعضها البعض وتطورها.
- في الوقت الحاضر، تهدف العديد من المؤسسات والمنظمات الدولية إلى تعزيز التعاون والتفاعل بين الدول والثقافات المختلفة وتحقيق فوائد اجتماعية واقتصادية للجميع.
أهم مظاهر العولمة
مظاهر العولمة تشمل العديد من العوامل والتغيرات التي حدثت في الاقتصاد والثقافة والتواصل والتكنولوجيا والتنقل والسياسة، ومن أهم هذه المظاهر:
- تزايد التفاعلات الاقتصادية العالمية بين الدول وتبادل السلع والخدمات والرأسمال.
- انتشار الثقافة والمعلومات بفضل تطور وسائل الاتصال الحديثة والإنترنت.
- تزايد حركة العمالة والهجرة بين الدول وتحرك القوى العاملة.
- توسع نطاق الشركات والمؤسسات العالمية في الدول المختلفة.
- تشكيل المنظمات والاتفاقيات العالمية للتعاون بين الدول في مجالات مختلفة، مثل التجارة والصحة والبيئة.
- تأثير العولمة على الحكومات الوطنية وعلى قدرتها في اتخاذ القرارات المستقلة في بعض المجالات.
- تزايد الوعي بأن القضايا والمشكلات العالمية مترابطة ويمكن أن يكون التعاون والحلول العالمية لها دور فعال في حلها.
كيف غيرت العولمة العالم
العولمة غيرت العالم بشكل كبير، فهي:
- أسفرت عن زيادة التبادل التجاري بين الدول وتسهيل التنقل وانتقال الأفكار والتكنولوجيا والتجارب الحضارية بين الثقافات المختلفة.
- كما زادت العولمة من حجم الاقتصاد العالمي وجعلت الشركات الدولية تعمل بشكل أكثر فعالية في سوق عالمي متنوع ومتغير، ومع ذلك، فإن هذه الظاهرة تأتي مع مجموعة من التحديات الجديدة، مثل الفجوات الاقتصادية بين الدول المتقدمة والنامية وتردي بيئي للعالم، فضلاً عن زيادة التوترات بين الحضارات وتعزيز التطرف والتعصب الديني.
- بالتالي، فإن العولمة تحقق تغييرًا شاملًا ومتعدد الأوجه في العالم، ومن المهم مواجهة التحديات التي تطرحها والسعي للتعايش معها بشكل فعال.
ويمكن القول أيضًا أن العولمة قد غيرت العالم بعدة طرق من بينها:
- تحول الاقتصادات الوطنية إلى اقتصادات عالمية، حيث توسعت المنافسة الدولية وتم تحرير حركة رؤوس الأموال والتجارة.
- انتشار الثقافة والإعلام و اللغات الأجنبية، مما يؤدي إلى تقريب المسافة بين الثقافات والشعوب.
- الزيادة في الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والتي تجذب الشركات الأجنبية إلى فتح فروع ومصانع في بلدان أخرى.
- توسع المسافات في حركة النقل، إذ أصبحت المسافات العالمية أقرب بسبب مستويات عالية في النقل الجوي والسكك الحديدية والموانئ.
- ظهور العديد من المنظمات العالمية، التي تسعى للتعاون بين الدول في مجالات مختلفة، مثل التجارة والصحة والبيئة وحقوق الإنسان.
- تزايد حجم الهجرة وتحرك العمالة والقوى العاملة بين الدول.
- تسهيل الاتصالات والتواصل بين الدول، حيث أصبح الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أداة سهلت الوصول والتواصل بين الناس.
مزايا العولمة
العولمة من الظواهر التي تؤثر على الاقتصاد والثقافة والسياسة والتكنولوجيا وغيرهم الكثير من المجالات، وبجانب هذا فتحمل العولمة عدة مميزات، نذكرها عبر سطورنا التالية:
- الوصول إلى ثقافات وأفكار ووجهات نظر جديدة.
- انتشار التكنولوجيا والابتكار عبر الحدود.
- انخفاض تكاليف المنتجات والخدمات بسبب المنافسة المتزايدة.
- زيادة تدفق رأس المال والاستثمار، مما يمكن أن يدفع النمو الاقتصادي.
- التعاون وتقاسم الموارد بين البلدان.
- زيادة التجارة عبر الحدود، والتي يمكن أن تؤدي إلى منتجات عالية الجودة وزيادة اختيار المستهلك.
- زيادة الوصول إلى المواهب والعمالة عبر الحدود.
سلبيات العولمة
العولمة بما تحويه من معنى تشمل مجموعة من الفوائد وعلى العكس مجموعة من السلبيات، من هذه السلبيات نذكر:
- تركيز السيطرة في اليد القليلة: حيث أن الشركات متعددة الجنسيات والبنوك والمؤسسات الدولية تسيطر على الاقتصاد والحياة السياسية للعديد من الدول.
- الأضرار البيئية: تؤدي العولمة أيضًا إلى زيادة استهلاك الموردات الطبيعية وزيادة مستويات الانبعاثات، مما يتسبب في تغير المناخ والتلوث البيئي.
- زيادة التفاوت الاجتماعي: تؤدي العولمة إلى زيادة التفاوت الاجتماعي والاقتصادي بين بعض الدول، حيث يعيش الأغنياء داخل هذه الدول في ظروف أفضل وأكثر رخاء في حين تعاني الطبقات الفقيرة.
- فقدان الهوية الثقافية: تؤدي العولمة إلى زيادة التأثيرات الشرقية والغربية على الثقافات الأصلية، مما يؤدي إلى فقدان الهوية الثقافية الفريدة الخاصة بكل بلد.
- الاستغناء عن الوظائف والاستعانة بمصادر خارجية، حيث يتم نقل الوظائف إلى بلدان ذات تكاليف عمالة أقل.
- مخاوف بيئية، بسبب زيادة إنتاج ونقل البضائع واحتمال نضوب الموارد.
- التجانس الثقافي، حيث قد تمحى الثقافات المحلية أو تطغى عليها الثقافات العالمية المهيمنة.
- فقدان السيادة الوطنية، حيث قد تضطر البلدان إلى الامتثال للمعايير واللوائح العالمية.
- زيادة المنافسة التي يمكن أن تضر بالأعمال والصناعات المحلية.
- التفاوتات في الدخل والثروة، التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الفوارق الاجتماعية والاقتصادية القائمة.
هل تؤثر العولمة على المجتمعات المستفيدة منها بالسلب
العولمة يمكن أن تؤثر على المجتمعات المستفيدة منها بطرق سلبية، إذا لم تُدار العملية بشكل جيد؛ فقد تؤثر العولمة سلبًا على المجتمعات المستفيدة منها على النحو التالي:
- تزايد التفاوت الاجتماعي والاقتصادي بين الفئات الثرية والفقيرة في المجتمعات، مما يتسبب في تعميق الفجوات الاجتماعية والعرقية والاقتصادية.
- فقدان الهوية والثقافة الأصلية للمجتمعات، وتكرار اعتماد الثقافات الأجنبية، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان الهوية الثقافية وتفسخ المجتمعات.
- تدمير البيئة والموارد الطبيعية نتيجة للاستغلال غير المنظم للموارد الطبيعية، والذي يؤدي إلى تلوث الهواء والمياه، وتدهور البيئة الطبيعية، وفقدان التنوع البيولوجي.
- عدم التوزيع العادل للثروة والفرص الاقتصادية، مما يؤدي إلى تعزيز الشحناء والحد من النمو الاقتصادي.
كما أن هناك نقطة هامة وهي أن القيم إذا خرجت عن بيئتها الأصل فإن نسبة تعرضها للزوال تصبح أكبر، وعبر إضعاف تأثير القيم الإنسانية داخل المجتمعات الغربية نفسها ليحلّ الاستغلال محلّ التضامن والاستعباد الناعم محلّ الحرّية والاستهلاك محلّ الإبداع وثقافة البورنوغافيا محلّ ثقافة الحقيقة والجمال والخير.
أسئلة شائعة
هل العولمة ظاهرة حديثة؟
العولمة ليست وليدة هذه الأيام وإنما بدأت في الظهور في أواخر القرن التاسع عشر، لكن انتشارها خلال هذه الفترة كان بطيء بعض الشيء نتيجة اتباع الدول لسياسة التمركز حول الذات بغرض حماية الصناعات القومية.
ما تأثير العولمة على الدول الفقيرة؟
تسببت العولمة في زيادة معدل الفقر حول العالم، ولا سيما الدول التي ترعاها فقد ازدادت بها ظاهرة الفقر، هذا بالطبع تسبب في زيادة معدل البطالة في مختلف دول العالم.
قد تسقط الأنظمة القائمة الحالية الونظم العالمية السائدة ولكن سيظل معنى العولمة قائما وتتوالي عليه قوالب الأنظمة العالمية، وهذا ما بدأنا بمشاهدته حاليا في تغير للأنظمة وتفكك لها، وسيكون لنا مقالا جديدا في معلومة مفيدة عن الأنظمة الجديدة.