القلق والتوتر شعوران طبيعيان إذا كانا بنسب معينه وحدثا في أوقات تستدعى ظهور هذه المشاعر؛ فهذه المشاعر عبارة عن رد فعل فسيولوجى طبيعي لجسم الإنسان؛ تظهر في هيئة أعراض جسدية ونفسية للشخص إذا تعرض لمواقف تستدعى ظهور هذه المشاعر؛ وفى هذه المقالة على موقعنا معلومة مفيدة سوف نتعرف على ما الفرق بين القلق والتوتر و ما هي الأعراض التي تظهر لكل منهم وكيفية علاجها.
ما الفرق بين القلق والتوتر
هناك فرق بين القلق والتوتر وإليكم تفصيل ذلك:
- القلق يجسد ويبني التفكير السليم لكى يتخذ الشخص الاحتياطات اللازمة اتجاه قرار معين أو لمواجهه موقف ما؛ أما التوتر فهو الذي يمنع قدرتنا على إنجاز المهام اليومية؛ ويحدث الإجهاد السيئ عندما يتراكم الكثير من الضغط حولنا.
- يختلف القلق عن التوتر بكونه داخليًا أكثر أي أنه رد فعل على التوتر المصاحب للحالة، ويتضمن القلق عادة شعورًا مستمرًا بالضيق لا يقل على الرغم من عدم وجود تهديد مباشر، ويؤثر سلبًا على أداء الفرد في حياته، وفي أغلب الأحيانّ يُعدّ القلق حالة مرضية تتطلب الاهتمام والمساعدة المختصة.
الاختلاف بين القلق والتوتر يضعنا بصدد توضيح تعريف كليهما لتوضيح الفرق كما كتبه العلم:
- تعريف القلق:-
- القلق هو حالة نفسية تحدث حينما يشعر الفرد بوجود خطر يهدده وينتظر وقوعه أو يخشي من وقوعه.
- ينطوى القلق على توتر انفعالي تصحبه اضطرابات فسيولوجيه مختلفة.
- تعريف التوتر:-
- هو و رد فعل الجسم لأي تغيير يتطلب تكيف أو استجابه؛ حيث يتفاعل الجسم مع هذه التغيرات باستجابات جسدية وعقلية وعاطفية.
- يحفز التوتر الاستجابة المناعية لديك، وذلك لتحارب التوتر أو لتهرب منه، وبعد حدوث الاستجابة، يشعر الجسم بالاسترخاء، فالتوتر المستمر قد يكون له تأثيره السلبي على الصحة على المدى الطويل.
هل التوتر والقلق متشابهان
على الرغم من الاختلاف بين القلق والتوتر إلا أنهما متشابهان في بعض الأعراض وهذا ما يجعل الكثير يخلط بينهم؛ ومن الأعراض المتشابهة بينهما نذكر:
- الأعراض العصبية مثل الصداع؛ التحزُّم؛ الدوار؛ أو التنظير المسبق.
- الجهاز الهضمي؛ مثل آلام البطن، والغثيان، والإسهال، وعسر الهضم؛ وجفاف الفم؛ أو البلعة.
- تؤثر هرمونات الإجهاد التي يتم إطلاقها في حالة القلق على وظيفة الأمعاء ويمكن أن تظهر أعراض جسدية قد تساهم في تفاقم متلازمة القولون العصبي.
- مشكلات الجهاز التنفسي، كضيق التنفس أو تنهد التنفس.
- القلب؛ مثل خفقان القلب أو عدم انتظام دقات القلب أو ألم الصدر.
- تعب عضلي؛ كالإرهاق أو الرعشة أو التكزز.
- أعراض جلدية؛ كالعرق، والحكة في الجلد.
- الجهاز البولي التناسلي؛ مثل التبول المتكرر، والإلحاح البولي، وعسر الجماع، أو العجز الجنسي، ومتلازمة آلام الحوض المزمنة.
- إفراز الأدرينالين بشكل كبير؛ وبالتالي تحدث زيادة في ضربات القلب وزيادة المعدل التنفسي و يحفز إفراز العرق.
- الأرق أثناء النوم.
- الصداع وارتفاع ضغط الدم.
- يلعب الكورتيزول دور فى الشعور بالتوتر مما يؤدى إلى ارتفاع نسبة الجلوكوز فى الدم ويغير من استجابة الجهاز المناعي.
كيف اسيطر على قلقي
محاولة السيطرة على القلق في بعض الأحيان قد تجدي نفعاً ففي بعض الحالات يكمن العلاج في القدرة على التحكم بالنفس؛ وهناك سُبل متعددة يمكنكم اتباعها للسيطرة على تلك الحالة؛ هذه الطرق نذكرها لكم عبر الأسطر التالية:
- النصيحة الأكثر شيوعًا للتحكم في القلق هي إقناع العقل بأننا بمأمن.
- تهدئة الجهاز العصبي باستخدام التنفس الحجابي (التنفس العميق).
- التدريب على التفكير الإيجابي.
- الحركة كذلك قد تجدي نفعاً في حالة الشعور بالقلق.
- استخدام التدوين لإخراج المشاعر والأفكار.
- تقبل عدم القدرة على التحكم بكل شيء.
- كذلك قد تجدي نفعاً محاولات التعوّد على مشاعر الخوف.
متى يجب عليك زيارة الطبيب
القلق هو شعور بعدم الارتياح، مثل التوتر أو الخوف، فالفرق بينهما بسيط فمن الممكن أن يكون الشعور خفيف أو شديد. وقد يعترض أي شخص؛ أما اضطراب القلق العام فهو حالة طويلة الأمد تجعلك تشعر بالقلق حيال مجموعة واسعة من المواقف والقضايا بدلاً من حدث واحد محدد؛ و يمكن أن يسبب أعراض نفسية عقلية وجسدية؛ وفي حالات معينة ينصح بالرجوع للطبيب؛ هذه الحالات تتمثل في:
- عندما تشعر بأن القلق المفرط يؤثر سلباً على عملك أو علاقاتك.
- حينما تشعر بصعوبة السيطرة على الشعور بالقلق أو بالتوتر.
- إذا شعر الفرد بتداخل في أفكار أو سلوكيات انتحارية.
- الاعتقاد في أن القلق بمشكلة صحية بدنية.
ما الذي يسبب اضطراب القلق العام
اضطراب القلق العام قد يحدث نتيجة لعدة أسباب؛ من هذه الأسباب نذكر:
- فرط النشاط في مناطق الدماغ التي تشارك في المشاعر والسلوك.
- خلل في المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين و النورادرينالين، والتي تشارك في التحكم في المزاج وتنظيمه.
- الجينات الوراثية فقد أثبتت الدراسات أن الذين لديهم تاريخ عائلي مرضة أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق العام بخمس مرات.
- وجود تاريخ من التجارب المجهدة أو المؤلمة، مثل العنف المنزلي أو إساءة معاملة الأطفال أو التنمر.
- الإصابة بحالة صحية مرضية طويلة الأمد، مثل التهاب المفاصل.
- وجود تاريخ من تعاطي المخدرات أو الكحول.
ما هي أنواع اضطرابات القلق
تتعدد اضطرابات القلق المعروفة، ومنها الأنواع التالية:
- الهلع: ينتاب الشخص المصاب بهذا الاضطراب مشاعر الهلع بشكل مفاجئ ومتكرر دون سابق إنذار؛ وتتضمن الأعراض الأخرى لاضطراب الهلع التعرق، وألم الصدر، وخفقان القلب (شعور مزعج بدقات غير منتظمة للقلب)، إضافة إلى الإحساس باختناق قد يجعل المرء يشعر أنه يمر بنوبة قلبية أو أنه على وشك أن يفقد عقله.
- الوسواس القهري: تنتاب الشخص المُصاب باضطراب الوسواس القهري أفكار أو مخاوف متواصلة تدفعه إلى القيام بطقوس أو عادات معينة، وتُدعى تلك الأفكار المزعجة بالوساوس، وتسمّى العادات بالأفعال القهرية. ومثال على ذلك الشخص الذي ينتابه خوف غير مبرر من الجراثيم لذلك يقوم بغسل يديه بشكل متواصل.
- الإجهاد بعد التعرض لصدمة نفسية: ينجم إجهاد ما بعد الصدمة النفسية جراء التعرض لحدث مؤلم أو مُروع، مثل التعرض لاعتداء جسدي أو جنسي أو موت فجائي لشخص عزيزأو كارثة طبيعية. وغالباً ما تساور المصاب بهذا النوع من الاضطراب أفكار وذكريات دائمة ومخيفة من الماضي، كما أنه يميل لأن يكون فاقداً للحس عاطفياً.
- القلق الاجتماعي: أو ما يُدعى بالرهاب الاجتماعي، وهو عبارة عن شعور بالقلق واستحواذ الوعي الذاتي على المريض حيال المواقف الاجتماعية اليومية، حيثأن القلق غالباً مايتركز على خوف المريض من أحكام الآخرين أو التصرف بطريقة قد تسبب إحراجه أو تؤدي إلى استهزاء الغير به.
- أنواع معينة من الرهاب: الرهاب هو خوف شديد من شيء أو موقف معين، مثل الأفاعي أو المرتفعات أو الطيران، ويكون مستوى الخوف غير متناسب عادة مع الموقف، وقد يدفع الشخص إلى تجنب المواقف اليومية الشائعة.
- القلق العام: ويتضمن هذا الاضطراب قلق وتوتر مفرط وغير واقعي، حتى ولو كان السبب الذي يثير القلق بسيط أو غائب.
عوامل خطر الإصابة بالقلق
هناك عوامل يمكنها أن تزيد من خطر الإصابة باضطراب القلق المتعمم، وهي تشمل الآتي:
- الطفولة القاسية:
- الأطفال الذين عانوا من صعوبات أو ضائقة في طفولتهم كالمرور بأحداث صادمة؛ وكذلك الذين أصيبوا بأمراض خطيرة كالسرطان قد يصابون بنوبة من القلق أو التخوف من المستقبل وما يحمله كالحالة الاقتصادية.
- التوتر النفسي:
- إن تراكم التوتر النفسي نتيجة لحالات موترة وضاغطة في الحياة قد يُولّد شعور بالقلق الحاد، فمثلًا: المرض الذي يستدعي التغيب عن العمل مما يسبب خسارة في الأجر من شأنه أن يسبب توترًا نفسيًا، وبالتالي اضطراب القلق المتعمم.
- الشخصية:
- الأشخاص الذين يتمتعون بمزايا شخصية معينة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق، والأشخاص ذوو الاحتياجات النفسية غير المتوفرة كما يجب؛ كالارتباط بعلاقة عاطفية غير مُرضية الذي يؤدي للشعور بعدم الأمان وهذا يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق.
- العوامل الوراثية:
- وجود تاريخ عائلي وراثيّ لاضطراب القلق المتعمم يجعله ينتقل وراثيًا من جيل إلى آخر.
علاج القلق
يتركب علاج القلق من علاجين رئيسين، هما: العلاج الدوائي، والعلاج النفسي، كل منهما على حدى أو كلاهما معًا، وقد تكون هنالك حاجة إلى فترات تجربة وخطأ من أجل تحديد العلاج العيني الأكثر ملاءمة وفعالية لمريض معين تحديدًا والعلاج الذي يشعر معه المريض بالراحة والاطمئنان، ويمكن توضيح العلاج بالآتي:
- علاج الدوائي للقلق:
تتوفر أنواع شتى من علاج القلق الدوائي الهادفة إلى التخفيف من أعراض القلق الجانبية التي ترافق اضطراب القلق، ومن بينها:
- أدوية مضادة للقلق: كالبنزوديازيبينات (Benzodiazepines) هي مواد مهدئة تتمتع بأفضلية تتمثل في أنها تخفف من حدة الشعور بالقلق في غضون 30 – 90 دقيقة.
- أدوية مضادة للاكتئاب: هذه الأدوية تؤثر على عمل الناقلات العصبية (Neurotransmitter) التي من المعروف أن لها دورًا هامًا في نشوء وتطور اضطرابات القلق كدواء فلوكسيتين (Fluoxetine).
- علاج نفسي للقلق:
- يتضمن العلاج النفسي المعروف العلاج بالتحدث أو الاستشارة النفسية، حيث يتواصل المريض مع معالج لتخفيف أعراض القلق؛ ويُعد العلاج السلوكي الإدراكي (العلاج النفسي) الأكثر فعالية لاضطرابات القلق العام.
- وبشكل عام، يركز العلاج السلوكي الإدراكي قصير الأجل على تعليم مهارات محددة للسيطرة على المخاوف بشكل مباشر، والرجوع تدريجياً إلى الأنشطة التي يتجنبها المريض بسبب القلق. خلال تلك العملية، تتحسن الأعراض لديك استنادًا إلى نجاحك المبدئي.
الوقاية من القلق
الوقاية خير من العلاج؛ لطالما سمعنا هذه العبارة تترد؛ والحقيقة أن الوقاية أسهل وأفضل من العلاج؛ وعلى الرغم من أن الجميع معرض للإصابة بالأمراض إلا أن بعض السُبل قد تحمينا من الإصابة؛ ومن طرق الوقاية من القلق نذكر:
- المحافظة على تناسق وقت النوم والاستيقاظ من يوم لآخر، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع.
- التحقق من الأدوية الخاصة بك لمعرفة ما إذا كانت تساهم في الأرق.
- تجنب أو الحد من القيلولة لأنه تمنع الاستغراق في النوم ليلاً.
- تجنب الكافيين والكحول أو التقليل منها، وكذلك تجنب استخدام النيكوتين (Nicotine).
- البُعد عن تناول الوجبات الكبيرة والمشروبات قبل النوم.
- المحافظة على النشاط؛ فالنشاط المنتظم يُساعد على تعزيز النوم الجيد ليلًا.
يُعد التوتر والقلق رد فعل بشري طبيعي عند الشعور بالخطر أو الخوف، ويشكلان جزءًا من استجابة المواجهة أو الهرب التي تحافظ على أمن المرء وجاهزية الجسد للتعامل مع الخطر , وفى هذه المقالة على موقعنا معلومة مفيدة قد نكون عرفناكم على ما الفرق بين القلق والتوتر وعن كيفية تحول التوتر الى قلق ومن ثم الى اضطراب.