يٌعد قيام الليل من أحب الأعمال إلى الله، حيث أن صلاة قيام الليل سُنه مُؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تٌقام هذه الصلاة في أي وقت من بعد صلاة العشاء حتى الثلث الأخير من الليل، ومن الجدير بالذكر أن الثلث الأخير من الليل هو أفضل الأوقات لأدائها، ومن خلال مقالنا هذا في معلومة مفيدة، سوف نتناول فضل قيام الليل؛ وجميع ما يرتبط به من أحكام.
قيام الليل
أشار النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل صلاة بعد الفريضة هي قيام الليل؛ وقبل أن نبدأ في الحديث عن فضلها دعونا نسلط الضوء على القيام بشكل عام:
- قيام الليل صلاة يؤديها المسلم في أوقات متأخرة من الليل، من بعد صلاة العشاء وينتهي وقتها قبل طلوع الفجر.
- هو من العبادات النافلة المستحبة في الإسلام، وله فضل كبيير سواء في الحياة الدنيا أو في الآخرة.
- تعتبر فرصة للتأمل والتفكر في آيات المولى عز وجل وبالتالي تحسين العلاقة الروحانية مع الله.
- يحصل المسلم بأدائها على الكثير من الفوائد أهمها الأجر والثواب وتطهير النفس والتقرب للمولى عز وجل.
- صلاة القيام من أحب العبادات المسنونة عند المولى عز وجل.
فضل قيام الليل
ذكرنا في الفقرة السابقة أن صلاة قيام الليل من أفضل الأعمال وأعظمها عند الله سبحانه وتعالى، من خلال النقاط التالية نذكر فضل قيام الليل:
- صلاة القيام من أولى الأسباب في دخول المسلم للجنة، والدليل على ذلك، ذكر الله تعالى في القرآن الكريم في سورة السجدة في الآية رقم 16 {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}.
- تعد صلاة قيام الليل بمثابة شكر لله تعالى على نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى.
- تزيد من الرزق والخير والبركة على من يقيمها.
- تعمل صلاة قيام الليل على زيادة درجة قرب المسلم من الله سبحانه وتعالى.
- تكون من أهم وأولى أسباب تكفير الذنوب والمغفرة للفرد المسلم.
- يكون الدعاء في هذه الصلاة مجاب؛ وذلك لأن الله سبحانه وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الليل من الليل.
- تضاعف من ثواب الفرد، وتجلب له الخير والرزق.
- بها تطمئن النفس وتزيد التقوى وفي تأكيد على الربوبية.
حديث عن فضل قيام الليل
يوجد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تناولت فضل قيام الليل، من خلال النقاط التالية نذكر عدد من تلك الأحاديث:
- عن عبد الله بن سلام قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- “لمَّا قدمَ النَّبيّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ المدينةَ، انجَفلَ النَّاس قبلَه، وقيلَ: قد قدمَ رسول اللَّهِ صلَّى اللَّه علَيهِ وسلَّمَ، قد قدمَ رسولُ اللَّهِ، قد قدمَ رسول اللَّهِ ثلاثًا، فَجِئْت في النَّاسِ، لأنظرَ، فلمَّا تبيَّنت وجهَه، عرفت أنَّ وجهَه ليسَ بوَجهِ كذَّابٍ، فَكانَ أوَّل شيءٍ سَمِعْته تَكَلَّمَ بِهِ، أن قالَ: يا أيّها النَّاس أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلّوا باللَّيلِ، والنَّاس نيام، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ.
- عن أبو هريرة رضى الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- “سُئِلَ [أي النبي صلى الله عليه وسلم]: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقالَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ”.
- روى عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- “إنَّ في الجنَّةِ غرفًا يرى ظاهرها من باطنِها وباطنها من ظاهرِها أعدَّها الله لمَنْ أطعم الطَّعامَ وأفشى السَّلامَ وصلَّى بالليلِ والنَّاس نيام”.
- روى كلاً من “بلال وأبو أمامة وأبو الدرداء وسلمان وجابر بن عبدالله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- “عليكمْ بقيامِ الليلِ فإنَّه دأبُ الصالحينَ قبلكمْ، و قربةٌ إلى اللهِ تعالى، و منهاةٌ عنِ الإثمِ، و تكفيرٌ للسيئاتِ، و مطردةٌ للداءِ عنِ الجسدِ”.
فضل قيام الليل من الكتاب
يوجد عدد من المواضع ذكر بها صلاة قيام الليل في القرآن الكريم، ومن ثم نذكر تلك الآيات في النقاط التالية:
- سورة الإسراء الآية رقم 79 : {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}.
- سورة السجدة الآية رقم 16 {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}.
- سورة الذريات الآية رقم 17 {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}.
- سورة الفرقان الآية رقم 64 {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}.
ما هي الأمور التي تعين على قيام الليل
يود الكثير من أبناء الأمة الإسلامية التعرف على عدد من الأمور التي تزيد من همتهم لأداء صلاة قيام الليل، ومن خلال النقاط التالية نذكر العديد من السبل التي تعيين على قيام صلاة الليل:
- الالتزام بنوم القيلولة وهذا الأمر يؤدي إلى التقليل من النوم ليلاً، ومن ثم يستطيع الفرد في هذه الحالة باستغلال الوقت في صلاة القيام وذكر الله.
- المجاهدة في الاستيقاظ والوضوء للبدء في الصلاة، وبذلك يحل عقد الشيطان.
- التوقف عن أي من العادات السيئة التي تغضب الله ومجاهدة النفس في ذلك.
- طلب معية المولى عز وجل فخير ما يفعل المسلم أن يسأل الله التقوى والثبات.
- كذلك معاملتها على أنها فرض يساعد على الالتزام بها.
- كما قد تفيد محاولات إنجاز المهام الموكلة إليكم نفعاً في الحفاظ على القيام.
- الالتزام بأدائها حتى ولو بركعتين فقط.
- قد تساعدكم كذلك قراءة السور المحفوظة في الاستمتاع بالصلاة فيدفعكم ذلك لقيام مزيد من الركعات.
أدعية قيام الليل عن الرسول
يوجد العديد من الأدعية التي كان يرددها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن المستحب ترديدها في أثناء صلاة قيام الليل، ومن خلال النقاط التالية نذكر تلك الأدعية:
- ورد في صحيح السنة النبوية قول النبي صلى الله عليه وسلم:
- “لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، لاحولَ ولا قوةَ إلا بالله العليِّ العظيمِ، سبحان اللهِ، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”.
- “عن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- {اللَّهمَّ ربَّ جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ عالِمَ الغيبِ والشَّهادةِ أنتَ تحكُمُ بينَ عبادِكَ فيما كانوا فيهِ يختلِفونَ اهدِني لما اختُلِفَ فيهِ منَ الحقِّ بإذنِكَ إنَّكَ تهدي من تشاء إلى صِراطٍ مستقيمٍ”.
- روى عبدالله بن عباس رضى الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- “اللَّهمَّ لَكَ الحمد أنتَ ربّ السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ، ولَكَ الحمد أنتَ قيّوم السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ، ولَكَ الحمد أنتَ نور السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ، أنتَ الحقّ، وقولكَ الحقّ، ووعدك حقّ، والجنَّة حقّ، والنَّار حقّ، والنَّبيّونَ حقّ، ومحمَّد حقّ، اللَّهمَّ لَكَ أسلمت، وبِكَ آمنت، وعليْكَ توَكَّلت، وإليْكَ أنَبت، وبِكَ خاصَمت، وإليْكَ حاكمت، فاغفِر لي ما قدَّمت وما أخَّرت، وما أسررت وما أعلَنت، أنتَ إلَهي لاَ إلَهَ إلَّا أنتَ”.
أسئلة شائعة
هل صحيح قيام الليل يحقق المعجزات؟
يتساءل الكثير من المسلمين عن ما إذا كانت صلاة قيام الليل تحقق المعجزات، تكمن الإجابة في أنها نعم حيث يشهدها الملائكة والدليل على ذلك ما جاء في القرآن الكريم في سورة الإسراء في الآية رقم 78 {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}.
ما هي الساعة التي يكون فيها الثلث الأخير من الليل؟
في حالة كان الليل تسع ساعات فإن الثلث الأخير من الليل يبدأ من الساعة السابعة حتى طلوع الفجر، وفي حالة كان الليل اثني عشر ساعة، فإن الثلث الأخير من الليل يكون من الساعة التاسعة مساءاً حتى طلوع الفجر، ومن ثم يتم احتساب الثلث الأخير وفقاً لطول أو قصر مدة الليل.
هل يجوز صلاة قيام الليل قبل الساعة 12؟
أجاب أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء الدكتور/ محمود شلبي بأنه نعم يجوز صلاة قيام الليل قبل الساعة الثانية عشر منتصف الليل، حيث تبدأ قيام اللي بداية من الانتهاء من صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر.
هكذا نكون قد ختمنا مقالنا اليوم عن قيام الليل، موضحين فضل صلاة القيام وما يرتبط بها من أحكام، نلقاكم في مقال آخر بمعلومة جديدة في موقعنا هذا معلومة مفيدة.
