عن فضل صلاة التراويح نتحدث فهي من السنن الجليلة في الإسلام، والتي يجتمع المسلمون لتأديتها في شهر رمضان المعظم؛ وهناك إجماع من علماء السنة والفقه في الإسلام على أنها إحدى السنن المؤكدة عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولذلك تحويها أدلة من الكتاب ومن السنة النبوية العطرة، فهي جزء من قيام الليل؛ وتقدم معلومة مفيدة في السطور التالية كل المعلومات المتاحة عن صلاة التراويح لمساعدتك على الفوز بثوابها الكبير والإحاطة بفضلها.
فضل صلاة التراويح
تعتبر صلاة التراويح من الصلوات النافلة التي يقوم بها المسلمون خلال شهر رمضان المبارك. وتعد هذه الصلاة من الأعمال الصالحة التي يحصل بها المسلمون على الثواب من الله عز وجل؛ ومن فضل صلاة التراويح:
- تقرب العبد من الله: فإن الصلاة من أعظم الأعمال التي يتقرب بها المؤمن إلى الله؛ هذا بجانب أنها تساعد المؤمنين على الانصراف عن الدنيا والتفكير في الآخرة.
- تطهير النفس: فإن الصلاة تمحو الذنوب وتغسل الخطايا، وتجعل النفس تشعر بالراحة والسكينة.
- زيادة الثواب: فإن الله سبحانه وتعالى وعد المؤمنين بزيادة الثواب عند أداء الصلاة، وخاصةً التراويح التي تقام في رمضان المبارك.
- تعليم القرآن الكريم: فإن صلاة التراويح تتضمن قراءة جزء من القرآن الكريم، مما يساعد المؤمنين على تعلم القرآن وفهم معانيه.
- تعزيز الأخلاق الحسنة: فإن الصلاة تساعد على تعزيز الأخلاق الحسنة مثل الصبر والتواضع والتقوى والإخلاص.
- تعزيز الإيمان: فإن الصلاة تعزز الإيمان وتجعل المؤمنين يشعرون بالثقة بالله وبالتوفيق والنجاح في الحياة.
- تحفيز العمل الصالح: فإن صلاة التراويح تحفز المؤمنين على العمل الصالح، وتشجعهم على الاستمرار فيه.
- وبالإضافة إلى ما سبق، فإن صلاة التراويح تعد فرصة للتواصل مع المسلمين الآخرين في المسجد، وتعزيز الأخوة والمحبة بينهم.
وبشكلٍ عام، فإن صلاة التراويح تعمل على تعزيز الروحانية لدى المؤمنين، وتجعلهم يشعرون بالقرب من الله والانصراف عن الدنيا والاهتمام بالآخرة؛ ولذلك تعد التراويح من الأعمال النافلة الهامة التي يحرص عليها المسلمون خلال شهر رمضان المبارك.
تعريف صلاة التراويح
التراويح صلاة يصليها المسلم في الليل بعد صلاة العشاء يومياً في شهر رمضان المبارك. وهي إحدى السنن المؤكدة عن رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؛ وإليكم مزيد من التفاصيل حولها:
- وأصل تسميتها بلفظ “التراويح”: يرجع لأن المصلين يجوز لهم الجلوس للاستراحة بعد كل أربع ركعات من الصلاة؛ فالجلوس للاستراحة هو “التراويح”.
- قد نسب للسلف الصالح أنهم:
- كانوا يقومون بصلاة التراويح لأوقاتاً طويلة، وورد عنهم أنهم كانوا يجلسون بعد كل أربع ركعات من صلاة التراويح للاستراحة.
- ولم يرد عنهم أنهم شغلوا وقت الراحة هذا بالدعاء بدعاء معين أو ما شابه.
- بالتالي يسن للمصلي إشغال وقت الاستراحة إما بالصلاة أو قراءة القرآن، وإما بالتسبيح أو بالصمت.
وقت صلاة التراويح
قد سبق وأن أشرنا أن صلاة التراويح ليلية تتبع صلاة العشاء في شهر رمضان المبارك، أما فيما يخص الوقت المحدد لإقامتها فقد ذهب إجماع علماء الفقه إلى تحديد الوقت من بعد صلاة العشاء على أن تنتهي قبل صلاة الوتر، كي تتبع صلاة العشاء كسنة مكملة لها فضل في شهر رمضان؛ وقد روي عن الصحابة أنهم مدوا وقتها إلى قبيل طلوع الفجر؛ وأما رأي المذاهب الأربعة:
- المالكية:
- رأى المالكية أن من صلى التراويح في الفترة من بعد صلاة المغرب وقبل صلاة العشاء فإنها كذلك تكون كالنافلة “لا تجزأ”.
- الحنفية والشافعية:
- أما الحنفية فقد رأوا أن وقت صلاة التراويح هو جميع الليل؛ وعليه فإن من صلاها في الفترة ما بين صلاتي المغرب والعشاء فهي تجزأ عن صلاة التراويح، فمن إسمها فهي جزء من قيام الليل. وذهبوا مع الشافعية إلى أن الوقت من بعد ثلث الليل أو نصف الليل هو الأفضل للقيام بالتراويح.
عدد ركعات صلاة التراويح
مما ورد عن النبي، أنه كان لا يزيد في صلاته عن إحدى عشر ركعة، في رمضان أو غيره. وقد ذكر الحديث عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه:
- {أنَّه سأل عائشةَ: كيف كانت صلاةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في رمضانَ ؟ فقالت : ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يزيدُ في رمضانَ ولا في غيرِه، على إحدَى عشرةَ ركعةً، يُصلِّي أربعًا، فلا تسألُ عن حُسنِهنَّ وطولِهنَّ، ثمَّ يُصلِّي أربعًا، فلا تسأَلْ عن حُسنِهنَّ وطولِهنَّ، ثمَّ يُصلِّي ثلاثًا فقالت عائشةُ: فقلتُ يا رسولَ اللهِ أتنامُ قبل أن تُوترَ ؟ فقال: (يا عائشةُ إنَّ عينيَّ تنامان ولا ينامُ قلبي)}
- أما عن حكم الزيادة في عدد الركعات، فلم يتفق فقهاء السنة على رقم معين لركعات صلاة التراويح، بل واختلفوا في فضل الزيادة في عددها.
- فقد نقل عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، أنهما قد أقاماها لعشرين ركعة. وعليه فقد أجاز كل من الشافعي، وسفيان الثوري، وأبو حنيفة، وأحمد، وابن المبارك إلى أنها عشرون ركعة أسوة بالصحابيين الجليلين.
- أما الإمام مالك، فقد أجاز أن تصلى صلاة التراويح في ستة وثلاثين ركعة.
- فيما وقد اتفق العلماء على مراعاة فروق القدرات الصحية والجسدية للمصلين وأحوالهم.
حديث نبوي عن صلاة التراويح
وبالطبع روي عن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، بعض الأحاديث المتعلقة بصلاة التراويح، ومنها:
- حديث عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أن قالت: {أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ في المَسْجِدِ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إليهِم رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قالَ: قدْ رَأَيْتُ الذي صَنَعْتُمْ ولَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ علَيْكُم وذلكَ في رَمَضَانَ}.
- هذه السنة المؤكدة التي اتخذها المسلمون عن النبي ﷺ يشرع أن تصلى أو تترك فهي ليست فرض واجب.
- خير دليل على كونها ليست فريضة ما جاء في الحديث السابق بامتناع النبي ﷺ عن الخروج للناس ليصلي بهم في اليوم الثالث خشية أن تفرض.
أيهما أفضل صلاة التراويح في المنزل أم في المسجد
اختلف جمهور الفقهاء عما إذا كان من الأفضل للمسلم أن يهم بالذهاب للمسجد لصلاة التراويح، أو أن يقيمها في بيته كما اختلفوا على أجرها في الحالتين؛ وانقسموا إلى رأيين فاجتمعو في أمور واختلفو في أمور:
- ما اختلفوا فيه:
- الأول: يرى أفضلية صلاة التراويح بالمسجد، كمعتمد الحنفية والحنابلة والشافعية.
- أما الثاني: فيرى بأفضلية التراويح بالبيت، كمعتمد المالكية.
- ما أجمعوا عليه:
- الأول: أنه لا يجوز التسبب بتعطيل الجوامع والمساجد منها سوى بالحالات الضرورية، كما في حالات الأوبئة والأمراض المعدية المتفشية مثلاً.
- والثاني: أنه يفضل أن تقام بالمسجد لمن لا يتيسر له أن يصليها ببيته، وأيضاً في حالة أن تكون زائراً للحرمين الشريفين.
دليل صلاة التراويح من القرآن
من الصحيح أنه لم يرد ذكر صريح لصلاة التراويح بنص القرآن الكريم، ولكنها جزء ثابت من قيام الليل الذي ورد ذكره في آيات الذكر الحكيم كقوله تعالى:
- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)، [سورة الزمر: الآية 9]
- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا) [سورة المزمل].
وقد ورد غيرهم من الآيات التي تتحدث عن قيام الليل.
فضل صلاة التراويح للنساء
من المعروف أن صلاة التراويح ليست واجبة شرعاً على الرجال ولا على النساء، ولكنها سنة مؤكدة عن النبي ﷺ؛ والآن نتعرف عن فضلها بالنسبة للنساء:
- يشرع للمرأة أن تصلى صلاة التراويح في المنزل أو في المسجد لكن صلاة المرأة في منزلها تعد أفضل من الخروج للصلاة بالمسجد وذلك لقول النبي ﷺ:
- {لا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ الْمَسَاجِدَ وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ}.
- {صلاة المرأةِ في بيتِها أفضل من صلاتِها في حجرتِها وصلاتُها في مَخدعِها أفضَل مِن صلاتِها في بيتِها}.
- وعليه فإن أفضليتها بالمنزل لا تمنعها من الذهاب للمسجد ولكن بضوابط هي كالتالي:
- أن تكون بحجابها الكامل.
- أن تخرج غير متعطرة.
- أن تستأذن زوجها أو ولي أمرها أولاً.
وبعد فضل صلاة التراويح، فإن شهر رمضان المبارك هو للمسلم كنز من الحسنات، فيتسابق المسلمون خلاله على إقامة شعائره لمضاعفة ثواب كل منسك وعليه فالمواظبة على قيام الليل وصلاة التراويح هي فرصة عظيمة لاغتنام الأجر العظيم والتقرب إلى المولى عز وجل. جعلنا الله وإياكم من الفائزين بالجنة وإلى اللقاء في مقال آخر من معلومة مفيدة.