كانت غزوة بدر الشرارة الأولى التي فتحت أبواب الجهاد للمسلمين فيما بعد، وكانت بوابة الانتصارات للمسلمين، هذه الغزوة المباركة التي لم يكن مرتب لها بهذا الشكل ولكن إرادة وقدر الله كان يخبئ من الخير الكثير، سنتحدث عنها في سطور تاريخية من معلومة مفيدة.
غزوة بدر
الغزوة هي الخروج في سبيل الله للدفاع عن الدين؛ والغزوات هي أهم ما شكل التاريخ الإسلامي؛ وموضوعنا اليوم عن إحدى الغزوات الدفاعية التي خاضها المسلمون ضد قوات قريش؛ مزيد من التفصيل حولها في السطور التالية:
- انطلق الجيش الإسلامي في غزوة بدر للدفاع عن دعوى الدين الإسلامي.
- تمكن جيش المسلمين في هذه الغزوة من إحراز النصر على جيش قريش فدمروه بالكامل.
- تسببت هذه الغزوة في تغيير الموازين السياسية والعسكرية في المنطقة.
- أدت إلى توسيع نفوذ المسلمين حيث أثبتت أن الجيش الإسلامي بإمكانه تحقيق النصر حتى في ظل الظروف الصعبة.
- تعتبر غزوة بدر رمزًا للقوة والصمود والإيمان وهي درس لكل مسلم في التعامل مع التحديات المحفوفة بالمخاطر.
تاريخ غزوة بدر ومكان وقوعها
غزوة كهذه خطها التاريخ الإسلامي بالطبع يدفعكم فضولكم لمعرفة وقتها ومكانها:
- وقعت غزوة بدر في صباح يوم الإثنين 17/ رمضان / 2هـ، والذي يصادف يوم السبت 8 أبريل/نيسان من العام الجاري 2023م.
- كان موقعها في أرض بدر، وهي محطة لمرور القوافل المتجهة إلى الشام والعائدة إلى مكة المكرمة.
- كانت تمثل سوقًا من أسواق العرب المشهورة ساعدها في ذلك موقعها الجغرافي بين مكة والمدينة أسفل وادي الصفراء.
أسباب غزوة بدر
لم تندلع غزوة دون سبب وبالنسبة لغزوة بدر فقد كان سببها:
- بعد أن أذن للمسلمين بالجهاد في العهد المدني، بلغ المسلمون تحرك قافلة كبيرة تحمل أموالًا عظيمة لقريش عائدة من الشام بقيادة أبي سفيان، صخر بن حرب.
- فانتدب النبي، صلى الله عليه وسلم، أصحابه للخروج، وتعجل بمن كان مستعدًا للخروج دون انتظار سكان العوالي لئلا تفوتهم القافلة.
- ولذلك لم يكن خروج المسلمين بكامل طاقتهم العسكرية في معركة بدر، فهم خرجوا لأخذ القافلة فحسب.
- لم يكن في حسبانهم كذلك مواجهة جيش قريش.
- وقد خرج من المسلمين ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا، منهم من الأنصار بضع وأربعين ومائتين، ولم يكن معهم إلا (2) فرسان، وسبعون بعيرًا يتعاقبون على ركوبها.
- وصل الخبر إلي أبي سفيان بتحرك المسلمين للاستيلاء علي القافلة، وكان عليمًا بدروب الصحراء فاتخذ طريق الساحل وسار بالقافلة ليلًا واستطاع الإفلات من قبضة المسلمين.
- ولكنه قد أبلغ قريشًا بخروجهم، فاستعدت قريش للخروج دفاعًا عن قافلتها، وحشدت كل طاقتها، ولم يتخلف منهم إلا القليل، فقد رأت قريش في ذلك حطًا لمكانتها، وامتهانًا لكرامتها، وضربًا لاقتصادها.
- وبلغ عددهم نحو ألف مقاتل، ومعهم مائتي فرس يقودونهم.
اختلافات بين المشركين
- ظهرت الخلافات في جيش المشركين بعد نجاة القافلة بين مريد للعودة دون قتال المسلمين حتى لا تكثر الثارات بين الطرفين، وبين مصر على القتال كأبي جهل.
- وأخيرًا غلب رأي أبي جهل ولم يعد هدف قريش نجاة القافلة، بل:
- تأديب المسلمين.
- تأمين طرق التجارة.
- إعلام العرب بقوة قريش وهيبتها.
أحداث الغزوة وبداية المعركة
تواضع النبي صلي الله عليه وسلم وذكاء صحابي:
- عندما عسكر المسلمون بالقرب من آبار بدر، جاء الحباب بن منذر للنبي صلي الله عليه وسلم، وسأله قائلاً:
- يا رسول الله أهذا المكان وحي أوحاه الله إليك أم الأمر في مشوره؟
- فرد النبي: بأنه ليس وحياً
- فأشار الحباب بن المنذر رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل ماء بدر خلفه، ويردم باقي الآبار حتي يكون للمسلمون الظفر بالمياه، فقبل النبي ﷺ مشورته وأخذ برأيه.
- وبين صلى الله عليه وسلم مصارع رجال من أهل بدر بأسمائهم، فقال:
- «هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله تعالى، وهذا مصرع فلان غدا إن شاء الله تعالى».
- في صبيحة يوم المعركة جعل صلى الله عليه وسلم جيشه في صفوف للقتال، وبقي صلى الله عليه وسلم في قبة (عريش) ،بمشورة سعد بن معاذ يدير المعركة.
- وجعل صلى الله عليه وسلم يكثر من دعاء ربه، حتى سقط رداؤه، فأتاه أبو بكر، وقال:
- يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك؛ فإنه سينجز لك ما وعدك؛ فأنزل الله عز وجل:
- {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9]، فخرج وهو يقول: {سيهزم ٱلجمع ويولون ٱلدبر} [القمر: 45].
- يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك؛ فإنه سينجز لك ما وعدك؛ فأنزل الله عز وجل:
- وبدأت المعركة بتقدم عتبة بن ربيعة، وتبعه ابنه الوليد، وأخوه شيبة طالبين المبارزة، فخرج لهم شباب من الأنصار، فرفضوا مبارزتهم طالبين مبارزة بني عمومتهم، فأمر صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب، وعبيدة بن الحارث رضي الله عنه، فقتل حمزة عتبة، وقتل علي شيبة، وأثخن عبيدة والوليد كل واحد منهما صاحبه، ثم مال علي وحمزة على الوليد فقتلاه، واحتملا عبيدة، وتأثرت قريش بنتيجة المبارزة، وبدأت الهجوم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر أصحابه برمي المشركين بالنبل إذا اقتربوا من المسلمين ودنوا.
- بدأ القتال بين الطرفين وقد أنزل الله ملائكته تقاتل مع المسلمين، وقتل من المشركين في هذه المعركة سبعون رجلًا.
نتائج الغزوة
تخلف كل غزوة نتائج فما هي نتائج غزوة بدر؟ :
- قتل عدد كبير من المشركين وكان من بين القتلى عدد من زعماء قريش، ومنهم:
- أبو جهل عمرو بن هشام قتله معاذ بن عمرو ابن الجموح ومعاذ بن عفراء وهما غلامان، وأجهز عليه عبد الله بن مسعود، أمية بن خلف، قتله وابنه عليا بلال بن رباح، مع فريق من الأنصار وغيرهم.
- أمر صلى الله عليه وسلم بسحب قتلى المشركين إلى آبار ببدر، فألقوا فيها، وكان عدد الأسرى من قريش سبعون رجلًا، وفر بقية المشركين.
- وكانت خسارة فادحة لقريش؛ تركوا ورائهم غنائم كثيرة في أرض المعركة.
- دفن النبي صلي الله عليه وسلم شهداء المسلمين وهم أربعة عشر شهيدًا.
- كسب المسلمون مهارة عسكرية وقدرة جديدة في الحرب، وانتشرت أخبارهم في شتي الجزيرة العربية.
- وتعززت مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، وارتفع نجم الإسلام فيها.
- لم يعد المتشككون في الدعوة الجديدة، والمشركون في المدينة يتجرؤون على إظهار كفرهم، وعداوتهم للإسلام؛ لذا ظهر النفاق، والمكر، والخداع، فأعلنوا إسلامهم ظاهرًا أمام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
- رفع معنويات المسلمين الذين كانوا لا يزالون في مكة، فاطمئنوا أن نصر الله قريب.
- الخسارة المعنوية لقريش كانت كبيرة، فقد أصبحت المدينة المنورة تهدد سيادتها ونفوذها في الحجاز.
- كانت تمهيدًا لغزوة أحد بعدها، حيث أراد الكفار الثأر من المسلمين.
أسئلة شائعة
كم عدد الملائكة التي نزلت في غزوة بدر؟
أنزل المولى عز وجل في الغزوة 3000 ملاك ودليل هذا قوله تعالى: {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ (124)} [سورة آل عمران].
ما سبب تسمية معركة بدر بهذا الاسم؟
سميت المعركة بهذا الاسم نسبة إلى بئر بدر الذي عسكر عنده المسلمون.
غزوة بدر علي الرغم من أنها جاءت بدون ترتيب من المسلمين وإنما بترتيب الله عز وجل، إلا أن أثرها عظيم، فقد سميت بيوم الفرقان،وستظل علامة خالدة في تاريخنا الإسلامي، لنا لقاء آخر في معلومة مفيدة.