يعد من الشائع البحث عن علاج التهاب اللوزتين في مثل هذه الأيام من العام، حيث نعيش أجواء فصل الربيع استعدادا لاستقبال موسم الصيف، ويعد فصل الربيع من الفصول التي تكثر فيها أعراض الحساسية والالتهابات المتفرقة في الجسم، عند الأطفال والبالغين؛وفي هذا المقال من معلومة مفيدة نستعرض أسباب وعلاج هذا المرض لمساعدتك على حماية نفسك وأسرتك.
علاج التهاب اللوزتين
اللوزتان عبارة عن غدتان ليمفاويتان صغيرتان لونهما وردي، يمكن رؤيتهما على جانبي الفم في الحلق عند فتح الفم. وهما جزء من الجهاز المناعي الذي يكافح الجراثيم والميكروبات في الجسم؛ وهي معرضة للالتهاب نتيجة وجود فيروس أو بكتيريا إذ يؤديان إلى تضخمهما وميلهما للإحمرار، وفيما يلي أشهر علاجات التهاب اللوزتين:
- استخدام خوافض الحرارة: كالأسبيرين والباراسيتامول، فكلاهما يستخدم كمسكن، ولا يؤثر استخدامهم على حرارة الشخص الطبيعي.
- استخدام مضادات الاحتقان: تساهم في تخفيف احتقان الحلق، ويتعارض استخدامها مع مرضى ارتفاع ضغط الدم.
- استخدام المضادات الحيوية: وتسمى أيضا مضادات الميكروبات، فهي تقوم بمقاومة الالتهابات البكتيرية، وينصح بالالتزام بجرعتها دون زيادة أو نقصان.
- التدخل الجراحي: كأي تدخل جراحي، له مزاياه وعيوبه؛ وعادة ما يلجأ له الأطباء لانه يحسن من عملية التنفس، ويقلل من فرص المريض إن كان طفلًا للتعرض لالتهابات الحلق والأنف.
أسباب التهاب اللوزتين للكبار
للوزتين وظيفة مناعية هامة وهي مقاومة البكتيريا والفيروسات التي تنتقل عن طريق الفم؛ ومع أن وظيفتها تتناقص مع زيادة العمر؛ إلا أن التهاب اللوزتين وارد الحدوث عند الكبار بسبب عدة فيروسات وجراثيم؛ ومن الفيروسات التي تسبب التهاب اللوزتين:
- فيروسات الزكام وفيروسات الانفلونزا.
- الفيروسات الغدية.
- فيروسات ابشتاين – بار.
- فيروس الحماق.
- الفيروس المضخم للخلايا.
أعراض التهاب اللوزتين
يحدث الالتهاب الجرثومي للوزتين بشكل فجائي وتكون أعراضه أشد تأثيراً من أعراض التهاب اللوزتين الفيروسي، فأعراضه لا تشمل السعال وإنما قد تشمل:
- رائحة الفم الكريهة.
- ارتفاع في درجة حرارة المريض.
- تضخم العقد الليمفاوية في العنق.
- ظهور بقع بيضاء وتقيحات في اللوزتين.
علمًا بأن كلًا من التهاب اللوزتين الفيروسي والجرثومي معديان بشكل كبير؛ بمعنى أن الالتهاب ينتقل بسهولة من فرد لآخر؛ وتكون العدوى في مراحل المرض المبكرة من أشد ما يكون.
علاج التهاب اللوزتين للكبار
ينقسم علاج اللوزتين للبالغين وكبار السن إلى علاج جراحي وعلاج غير جراحي، فعادة ما يستغرق الشفاء من الإلتهاب مدة أسبوع. أما إذا طالت مدة الشفاء أو رافق الإلتهاب صعوبات تنفسية أو صعوبة في النوم؛ فيلجأ الأطباء في هذه الحالة إلى استئصال اللوزتين. ومن فوائد التدخل الجراحي:
- علاج المشكلة جذريًا دون الحاجة لتناول الأدوية والعقاقير
- تجنب الإصابة بهجمات فيروسية أو جرثومية متكررة في اللوزتين
- ازالة الخراج المتكون حول اللوزتين
- تحسين العملية التنفسية
- التخلص من النوم بشكل متقطع بسبب الإلتهاب
أما العلاج غير الجراحي فيشمل علاج التهاب اللوزتين الجرثومي، ويعتمد بشكل أساسي على العلاج بالمضادات الحيوية، وخاصًة لعلاج الإلتهاب المصاحب بالعقديات المتقيحة؛ وفي هذا الصدد نعاود التذكير بضرورة استشارة الطبيب أولًا عند تناول أي مضاد حيوي، كما ننوه على أهمية الالتزام بالجرعة المحددة وعدم التهاون فيها.
كما يشمل العلاج غير الجراحي علاج التهاب اللوزتين الفيروسي، الذي يكفيه بعض اجراءات العناية المنزلية الصحية البسيطة، كالراحة وشرب السوائل الدافئة وغالبًا ما يتم الشفاء منه في مدة قصيرة لا تتعدى الأسبوع.
علاج التهاب اللوزتين بالمنزل
لا يعد مرض التهاب اللوزتين مرضًا خطيرًا في أغلب الأحوال إذ يمكن الشفاء منه ببعض الرعاية المنزلية واتخاذ بعض الإجراءات البسيطة، نذكر منها:
- الحصول على قسط كافي من الراحة.
- المداومة على تناول السوائل الدافئة والمياه.
- تناول العسل.
- تناول مسكنات الألم مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين.
- أخذ أقراص ترطيب الحلق الطبية.
- الغرغرة بمحلول الملح.
- تجنب التدخين.
علاج التهاب اللوزتين بالليمون
حتى الآن، لا توجد دراسة علمية بحثت عن امكانية استخدام الليمون كعلاج لالتهاب اللوزتين ولكن لليمون فوائد عديدة في علاج الأمراض الميكروبية وبعض مسببات الالتهاب، وذلك لاحتوائه على مضادات الأكسدة الطبيعية، كفيتامين ج ومركبات فلافونويد؛ ويدعم ذلك دور الليمون في تعزيز الجهاز المناعي ومقاومة البكتيريا ومسببات الالتهاب كالتهاب اللوزتين؛ ويمكن دمج الليمون بالنظام الغذائي اليومي أثناء الإصابة بالتهاب اللوزتين للاستفادة من خصائصه العلاجية بالطرق الآتية:
- شرب عصير الليمون المخفف: يتم عصر حبات ليمون طازج وتخفف بالماء الدافيء وتحلى عند الرغبة مع معلقة كبيرة من العسل.
- مشروب الشاي بالليمون: بإضافة الليمون للشاي ومن الممكن إضافة القرفة.
- مشروب الزنجبيل والليمون: يشتهر مزج كلًا من القرفة والزنجبيل كمشروب دافىء ويفضل إضافة الليمون إليهما مع إضافة العسل للحصول على أقصى إستفادة.
وككل الأشياء، يفضل التعامل مع الليمون باعتدال وعدم الإسراف في تناوله، حيث أن الليمون كصنف غذائي يعد من الأغذية الآمنة تمامًا على الصحة. ولكن الإفراط في شرب عصير الليمون قد يستدعي بعض الآثار الجانبية السلبية، ومنها:
- حموضة المعدة.
- تقرحات في الفم.
- تآكل مينا الأسنان.
أفضل مضاد حيوي لعلاج التهاب اللوزتين
في البداية يجدر بنا الإشارة إلى أن التهاب اللوزتين الناجم عن الإصابة بفيروس لا يتم فيه اللجوء للمضادات الحيوية؛ أما التهاب اللوزتين البكتيري أو الجرثومي المصاحب بالعقديات المتقيحة أو ما يعرف بالمكورات العقدية بالمجموعة A فيعد المضاد الحيوي الأشهر على الإطلاق لعلاجها هو البنسلين، ويتم تناول جرعته بالكامل في مدة 10 أيام حتى لو تم الشفاء من أعراض المرض قبل انتهاء المدة؛ وفي حالة اكتشاف حساسية من البنسلين، عادة ما يستبدله الطبيب بمضادات أخرى مثل:
- سيفالوسبورين.
- كليندامايسين.
- كلاريثرومايسين.
- أريثرومايسين.
- أموكسيسيللين.
- كلافولانيك أسيد.
وقد يؤدي عدم الإلتزام بالجرعة الكاملة للمضاد الحيوي إلى تدهور الحالة الصحية للمريض، وضعف مناعته تجاه الهجمات التالية من نفس المرض؛ كما قد يؤدي لانتشار المرض بأجزاء أخرى من جسم المريض.
أسباب التهاب اللوزتين عند الأطفال
عادة ما تكون اللوزتان متضخمتان عند الكثير من الأطفال بشكل طبيعي، ودون أن يشكل ذلك أية علامة على حدوث أي مشكلة صحية؛ ولكن برغم ذلك ينصح بالمتابعة مع الطبيب لوجود بعض الأسباب التي يمكن أن تؤدي لالتهاب شديد في اللوزتين قد يكون مصحوبًا بالمضاعفات، ومن هذه الأسباب:
- عدوى فيروسية أو عدوى بكتيرية:
- تؤدي العدوى الفيروسية أو البكتيرية لتضخم اللوزتين والتهاب الحلق، وقد تشمل أعراضها الإرتخاء الفموي وبقع الحلق واللسان.
- الحساسية والمهيجات:
- للحساسية الموسمية، أو حساسية طول العام تأثير مهم على الأطفال يؤدي لالتهاب الحلق عند بعضهم.
- ارتجاع المريء:
- يسبب الارتجاع المعدي المريئي مشاكل حلقية وفموية عديدة، من ضمنها التهاب اللوزتين بكل تأكيد.
- العدوى من الأقران:
- يعد التقاط العدوى من الأطفال سواء في المدارس أو المراكز الصحية من أكثر وسائل العدوى انتشارًا بين هذه الفئة. لذلك ينصح بالتغذية السليمة واتباع طرق الوقاية لتجنب التقاط العدوى بين الأطفال بعضهم بعضًا.
علاج التهاب اللوزتين عند الأطفال
يتنوع علاج التهاب اللوزتين عند الأطفال بحسب العمر وأسباب الالتهاب على النحو التالي:
- غالبًا ما يلجأ الأطباء لمعالجة أسباب الإلتهاب كالحساسية أو العدوى باستخدام خوافض الحرارة والمضادات الحيوية.
- واذا لم تكن الحساسية أو العدوى سببًا، قد يلجأ الأطباء للجراحة لإزالة التورم في اللوزتين.
متى يكون التهاب اللوزتين خطير
يؤكد الأطباء على عدم خطورة مرض التهاب اللوزتين في معظم الأحوال؛ وعادة ما تقاس خطورة التهاب اللوزتين بمدى استمرارية أعراض المرض وشدتها على النحو التالي:
- يعد تناول الأدوية والاستمرار عليها بصورة منتظمة كافي جداً لتوقف الأعراض عادة، وفي هذه الحالة لا يعتبر التهابًا خطيرًا.
- أما إذا استمرت الأعراض وأصبحت اللوزتان محتقنتان لدرجة كبيرة، خاصة مع صعوبة التنفس خلال النوم، فيجب في هذه الحالة اتخاذ اللازم من قبل الطبيب حتى لا تؤدي لحدوث مضاعفات في القلب أو في المفاصل.
ولكن لا داعي للقلق؛ ففي معظم الحالات لا تستمر الأعراض بمجرد اتخاذ العلاج المناسب؛ وبشكل عام؛ يعتبر التهاب اللوزتين من الأمراض الممكن السيطرة عليها طبيًا وعلاجها عند الأطفال والكبار أيضًا.
وختامًا، لم يعد الشعور بأي من أعراض التهاب الحلق مقلقًا. إذ أصبح علاج التهاب اللوزتين متوفرًا ويعتمد في أغلبه على علاجات منزلية بسيطة بجانب الأدوية والتدخل الجراحي البسيط؛ لكننا دائمًا ما نذكرك بأن الوقاية خيرٌ من العلاج؛ نتمنى أن نكون قد قدمنا لك معلومة مفيدة في هذا المقال، وحتى نلتقي في مقال آخر.