خير ما يفعل المرء أن يستخير؛ خلقنا المولى عز وجل وترك لنا القرآن الكريم لنهتدي به ومن بعده تأتي السنة التي عرض فيها النبي صلى الله عليه وسلم من الأحكام ما يحتاج المسلم في حياته؛ وعلى الرغم من هذه الدعائم التي نسير على هداها إلى أن الإنسان قد يواجه في حياته من الأمور ما يعجز أمامها عن اتخاذ قرار فتدخل الحيرة إلى قلبه؛ ومن سماحة ديننا الإسلامي أنه لم يترك ثغرة للمسلم إلا ولها جواب وحل؛ فحتى الأمور المستعصية في حلها يستطع الإنسان أن يستخير فيها المولى عز وجل عبر صلاة الاستخارة؛ وفي هذا السياق نُطلعكم على دعاء الاستخارة عبر سطورنا التالية في معلومة مفيدة.
دعاء الاستخارة
حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على أن نستخير في شتى أمور حياتنا وعلى هذا كان يعلم الاستخارة لأصحابه؛ هذه الصلاة التي يصليها المسلم ليستخير المولى عز وجل في أمر ما من الأمور التي يحتار في حلها؛ وفيها يقول دعاء الاستخارة:
- عن جابر بن عبد الله قال: كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ؛ يقولُ: إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُل:
- “اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ؛ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ”.
موضع دعاء الاستخارة
لدعاء الاستخارة شروط فهو يقال في صلاة الاستخارة؛ فأين موضعه ؟ وما هي شروطه ؟؛ هذا ما تجيبه لكم الأسطر التالية:
- يستحب أن يفتتح المسلم الدعاء بحمد المولى عز وجل وكذلك أن يختتمه بالحمد.
- في بداية الدعاء يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة الإبراهيمية.
- بعدها يبدأ في الدعاء السابق ذكره عبر الفقرة السابقة.
- أما بالنسبة لموضع الدعاء فيقال بعد السلام من صلاة الاستخارة؛ أي عقب الصلاة.
كيفية صلاة الاستخارة ووقتها
طلب الاستخارة هو طلب صريح من المولى عز وجل بالتوفيق والإرشاد؛ هذا ما يحتاج المسلم في بعض أمور حياته وإليكم طريقة صلاة الاستخارة:
- صلاة الاستخارة تصلى ركعتين ويستحب فيها أن:
- يقرأ المسلم في الركعة الأولى الفاتحة ثم يقرأ سورة الكافرون.
- في الركعة الثانية يقرأ المسلم الفاتحة ومن ثم يقرأ الإخلاص.
- بعدها يسلم المسلم عن يمينه وعن يساره ومن ثم يقرأ دعاء الاستخارة السابق ذكره في الفقرة السابقة.
ثمرات الاستخارة
يجني المسلم من الاستخارة:
- البركة والخير:
- في أداء صلاة الاستخارة امتثال لما دعانا له النبي صلى الله عليه وسلم وبها يحصل المسلم على الخير والبركة وبتطبيقها ينشرح صدره.
- الشعور بالطمأنينة:
- التضرع للمولى عز وجل يجعل المسلم يشعر بالأمان وفي هذا توطيد للصله بينه وبين خالقه.
- شعور المرء بمعية الله تعالى:
- صلاة الاستخارة تجعل المرء يشعر بمعية المولى عز وجل؛ وفي هذا تأكيد على صفتي القدرة والعلم.
- تربية المرء على التوكل على الله تعالى:
- في هذه الصلاة استعانة وتفويض للمولى عز وجل وإقرار بإنه القادر على كل شيء.
يقف الإنسان خلال رحلته في الحياة أحيانا متحيراً في اتخاذ القرارات فيلجأ للاستشارة والاستخارة؛ فإما أن يلجأ للمحيطين به ويشاورهم في الأمر؛ وإما أن يلجأ للمولى عز وجل ويستخيره فيما يفعل داعياً دعاء الاستخارة ومما لا شك فيه أن خير ما يفعل المسلم حينما تملأ الحيرة قلبه أن يستخير؛ نلقاكم في مقال آخر عبر موقعنا معلومة مفيدة.