تطورت حياة الإنسان حضاريًا عبر العصور؛ فأصبح ينادي بحقه في أن يكون إنسان أي في مأمن من أن تفترسه غرائز البقاء التي تسيطر على الإنسان كأحد أفراد المملكة الحيوانية، كما يعد تحرير الإنسان من التسليع والاستغلال أحد المكتسبات التي حققتها الحضارة الحديثة لتكسر سلاسل وقيود العصور البائدة من الظلم والقهر والاستبداد والعنصرية؛ فتظهر المنظمات المختلفة التي ترعى حقوق الإنسان وتطالب بحقه المسلوب، نناقش هذا الموضوع في مقالنا اليوم من معلومة مفيدة.
حقوق الإنسان
نسي الإنسان أنه إنسان فاحتاج لمن يعيد له صياغة مفهوم يعبر عن حقوقه المتأصلة التي لا تحتاج إلى المساومة أو النقاش؛ كما أنها لا تتجزأ هي أشياء لابد أن تتوفر لجميع البشر وهي حقوق الإنسان، مزيد عن مفهومها من خلال السطور التالية:
- عرفت الأمم المتحدة حقوق الإنسان بأنها متأصلة في جميع البشر بعض النظر عن العرق أو الجنس أو الجنسية أو الدين.
- كذلك التحرر من كافة أشكال العبودية والتعذيب واحترام حق الإنسان في حرية الرأي والتعبير.
- وكذلك حقه في العمل والتعليم.
- ولابد أن يحصل الجميع على هذه الحقوق بالتساوي دون تمييز.
ما هي أهمية المنظمات الدولية لحقوق الإنسان
وجود قانون دولي لحماية حقوق الإنسان هو احد المكتسبات الحديثة لإلزام الحكومات والمؤسسات باتباع المعايير المتفق عليها في المعاملات الإنسانية، ومن أبرز المكتسبات التي حققتها الأمم المتحدة نذكر ما يلي:
- إذابة الفوارق بين الطبقات قدر المستطاع وبخاصة في المجتمعات المتقدمة والتي تؤمن وتحقق مبدأ العدالة والحريات.
- تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص في الحصول على حياة كريمة.
- كما تضمن هذه القوانين حرية الرأي والتعبير والاعتقاد.
- أن يحكم الناس بمبدأ واحد وهو الإنسانية.
- التركيز على الفئات الأكثر تضررًا من سوء المعاملة والتمييز كالنساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.
- كما يعد من أهم مزايا تلك المنظمات فرض العقوبات السياسية والاقتصادية على الدول المخالفة للميثاق.
ما هو تاريخ الأمم المتحدة
يتعطش الإنسان للسلام حين تنهكه الحروب، وقد كانت الحرب العالمية الثانية بداية لميلاد ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان سعيًا نحو عالم يملأه السلام ولا تتكرر فيه الحروب، توضح لنا السطور التالية نشأته:
- قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية اجتمع ممثلو 50 دولة في مؤتمر الأمم المتحدة.
- تم عقد المؤتمر في سان فرانسيسكو كاليفورنيا في الفترة من 25 أبريل إلى 26 يونيو عام 1945م.
- وخلال هذين الشهرين تمت صياغة ميثاق الأمم المتحدة كي يكون إلزاميًا لكافة دول العالم.
- ثم التوقيع على الميثاق من قبل الدول المشاركة.
- الأمر الذي أدى إلى إنشاء منظمة جديدة تتولى الرقابة الدولية على تنفيذ الميثاق وهي الأمم المتحدة.
- بعد مرور أربعة أشهر من مؤتمر سان فرانسيسكو وتحديدًا في 25 أكتوبر 1945م بدأت الأمم المتحدة في مباشرة أعمالها.
- كما قامت بالتصديق عليها كل من الصين والاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا وفرنسا.
- ولا زالت أعمالها قائمة إلى الآن في حفظ الأمن والسلام الدوليين ورعاية كافة حقوق الإنسان.
ما هى مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
منذ إنشاء منظمة الأمم المتحدة والتصديق على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تم ترجمته لأكثر من 500 لغة؛ بالإضافة إلى أنه أصبح مادة تدرس في العديد من الجامعات، وينص الإعلان على الآتي:
- هناك مجموعة من الحقوق الاقتصادية والثقافية والسياسية تم التصديق عليها عام 1976م، وتشمل على:
- الحق في الحصول على عمل في ظروف آدمية.
- الحق في قوانين حماية اجتماعية وتحقيق الرفاه لأعلى درجة ممكنة على المستوى البدني والعقلي.
- الحق في التعليم والتمتع بالثقافة والتقدم العلمي.
- هناك كذلك مجموعة من الحقوق المدنية والسياسية دخلت حيز التنفيذ عام 1976م، بالإضافة إلى بروتكول اختياري عام 1989م، ويشمل الحقوق الآتية:
- حرية التنقل.
- كما يشمل كذلك حرية التجمعات السلمية.
- الحق في إنشاء الجمعيات والمنظمات المشروعة.
- حرية الرأي والتعبير والاعتقاد والوجدان.
- الحق في التجمع السلمي من أجل التعبير عن الرأي.
- كما يشمل كذلك الحق في محاكمات عادلة وافتراض البراءة.
- منع الاعتقالات التعسفية وكذلك الحرمان من الحياة التعسفي.
- رفض جميع أشكال العبودية والقهر والذل.
- كما يشمل كذلك حظر أي عقوبات بها امتهان للإنسان.
- الحق في المشاركة السياسية والانتخابات.
- حظر جميع دعوات التمييز.
- حظر اللجوء إلى التعذيب والمعاملة القاسية.
- كما يشمل إلغاء كافة أنواع العنصرية والكراهية.
مراحل الاتفاقية وبنودها
يأمل العالم ويترقب ألا تكون المواثيق الدولية شعارات صورية لا تدخل حيز التنفيذ وبخاصة في الدول التي تعاني من الفقر والحرمان من الفرص، وتم التوسع في الميثاق على مدار سنوات إلى عامنا الحالي كالآتي:
- تم التصديق على اتفاقية عام 1945م تنص على منع جرائم الحرب والإبادة الجماعية.
- وفي عام 1965م تم عقد اتفاقية دولية للقضاء على كافة أشكال التمييز العنصري.
- كما تم الاتفاق على القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة عام 1979م.
- وللطفل الحظ الوافر من الدعم والمطالبة بالحقوق فتم عقد اتفاقية حقوق الطفل عام 1989م.
- كما جاء الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة أو ذوي الهمم في اتفاقية عام 2006م.
ما هو مجلس حقوق الإنسان
تم إنشاء المجلس في 15 مارس عام 2006م بدلًا من لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة والتي استمرت ستون عام، وهو عبارة عن:
- مجلس يتكون من ممثلين عن 47 دولة حول العالم، وتشكل كل من:
- الدول الإفريقية 13 مقعدًا.
- الدول الآسيوية 13 مقعدًا.
- أما أمريكا اللاتينية فتشغل 8 مقاعد.
- بينما تشغل أوروبا الغربية 7 مقاعد.
- ودول أوروبا الشرقية 6 مقاعد.
- المجلس منوط به حماية ومراقبة حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
- ملاحقة كافة أشكال الانتهاكات وتقديم تقارير مفصلة عنها.
- التحرك في جميع حالات الطوارئ التي تعلنها الدول.
من هو المفوض السامي لحقوق الإنسان
يقوم المفوض السامي أو المندوب السامي لحقوق الإنسان بمباشرة كافة مهام الأمم المتحدة في حفظ حقوق الإنسان، وتتمثل في الآتي:
- تسجيل وتدوين وإعداد تقارير مفصلة عن كافة الانتهاكات.
- كما يعد مندوب عن الأمانة العامة للأمم المتحدة.
- منوط به كذلك مباشرة الأنشطة الميدانية الخاصة بالميثاق.
- الرد على كافة الانتهاكات التي تمارسها بعض الحكومات.
- مراجعة مدى تنفيذ الدول الموقعة على الميثاق لبنود الاتفاقية.
- كما يحق للمتضررين والمتعرضين لأي انتهاكات تقديم شكوى إلى اللجان المختصة في مجلس حقوق الإنسان.
ما هي أهداف حقوق الإنسان
حقوق الإنسان ليست هدفًا فقط للأمم المتحدة لأن تحقيق الأخلاق ومنع انتهاك الإنسانية يعود بالنفع على جميع البشر لذا يتعين على الدول، دعم المنظمات وسن القوانين الرادعة لحمايتها، والتي من أهم أهدافها:
- تحقيق الأمن والرخاء لكافة البشر.
- تقديم كافة أشكال المساعدات الإنسانية للمحرومين.
- دعم مشروعات التنمية المستدامة.
- ضمان وصول الغذاء للجميع وبخاصة الدول الأكثر فقرًا.
- كما أن الانتهاكات السياسية والاقتصادية تضر بجميع البشر لأننا نعيش على كوكب واحد.
- الأنانية والاحتكار تحرق الجميع وتهدد أمن وسلامة البشر.
- تطبيق مبادئ حقوق الإنسان يسمى بأخلاق الإنسان ويحسن نظرته لذاته.
- الدول التي تحقق قدر عال من هذه المبادئ تكون أكثر قدرة على التطوير والعيش في رفاهية.
- القضاء على كافة أشكال الإساءة للآخرين.
- تحسين حياة المجموعات التي عانت طويلًا من العنف والتمييز، مثل: المرأة وأصحاب البشرة الملونة وذوي الاحتياجات الخاصة.
- كما تضمن كذلك المعاملة العادلة والإنسانية للمخطئين والمجرمين وحقهم في المساواة والحصول على محاكمة عادلة ورادعة وغير مهينة.
أسئلة شائعة
ما هي حقوق الإنسان الأكثر أهمية؟
من المهم جدًا الإجابة عن هذا السؤال؛ فمعرفة الإنسان لحقوقه تأتي من حصوله على الأهم من هذه الحقوق وهي حقه في الحياة، وحياته لن تتحقق إلا بالتعليم والصحة والأمن الغذائي، وهذه الحقوق الثلاثة هي الأهم على الإطلاق.
كيف نحمي حقوق الإنسان؟
لا يمكن أن تحمي حقوق الإنسان إلا إذا كنت تشعر بغيرك، وتستمع إليه وتدعمه، وتنفق من وقتك للإغاثة والمساعدة، كما عليك أن تتحدث وتعلن وتبلغ عن كل أشكال الانتهاكات، وأخيرًا أن تكون على وعي بهذه الحقوق.
حقوق الإنسان ليست بنود ومواثيق صماء بل هي حالة فكرية تسعى المجتمعات المتقدمة إلى أن ترتوي بها الأجيال الناشئة؛ فتقضي على كافة أشكال التمييز والكراهية وانعدام الفرص، ولا يمكن أن تتحقق هذه المباديء دون تحقيق الحرية، والحرية لن تكون بدون الثقافة والتعليم والانفتاح وتبادل التجارب والخبرات بين جميع أفراد المجتمع الإنساني، إلى اللقاء مع معلومة مفيدة جديدة.