تزداد الحرب اشتعالًا مع تحالف القُوَى لتحقيق مكاسب مادية أو جغرافية أو تحقيق هيمنة فكرية، وتعد الحروب الأهلية هي الأصعب نظرًا لأن طرفي الصراع تحكمهم أرض واحدة ولغة واحدة في الغالب؛ يرفع الجميع شعارات وطنية وإنسانية تشير إلى أنه الأصلح ثم يسعى كل طرف لكسب الحلفاء من الداخل والخارج؛ فيمتد الصراع لسنوات وربما عقود تنتهي في الغالب بالتقسيم الذي يباعد بين وحدة الشعوب، وفي هذا المقال نتعرف على أبعاد حرب فيتنام على موقعنا معلومة مفيدة.
حرب فيتنام
سميت بحرب الصين والهند الصينية الثانية، احتدم الصراع بين الشمال الديمقراطي وبين الجنوب، مزيد من التفاصيل عن حرب فيتنام في السطور التالية:
- بدأت حرب الفيتنام عام 1961م وانتهت عام 1975م.
- كانت حرب باردة بين كل من كوريا الشمالية التي تحالفت مع جبهة التحرير الوطنية للتمرد على كوريا الجنوبية.
- أما عن الحلفاء، فقد تحالف مع فيتنام الجنوبية كل من:
- الولايات المتحدة الأمريكية.
- كوريا الجنوبية.
- نيوزيلندا.
- أستراليا.
- الفلبين.
- تايلند.
- أما عن حلفاء فيتنام الشمالية:
- الاتحاد السوفيتي.
- الصين.
ماهي أهم أسباب الحرب
إرادة التغيير أو طمع فرض الإرادة، ورغبة الإنسان في الاستيلاء على أرض ما أو كنز ما لمصلحته ليضمه إلى تاريخه استحق ذلك أو لم يستحقق لن يغير من شهوة الحرب شيئًا ولن يوقف سنة الدفع والصراع؛ فلكل حرب سبب وكل طرف هو بطل المعركة في عين نفسه والتاريخ يكتبه المنتصر، فمَا هي أسباب اندلاع حرب فيتنام، نتعرف عليها من خلال السطور التالية:
- احتل الفرنسيون فيتنام مدة ثمان سنوات من عام 1946م حتى عام 1954م.
- يعد الاحتلال الفرنسي الذي دام طيلة هذه المدة احد أسباب اندلاع الحرب من أجل الرغبة في الاستقلال.
- كما تعرضت فيتنام كذلك للاحتلال الياباني بعد الحرب العالمية الثانية.
- ولكن مأساة اليابان في هيروشيما زعزعت من قوتها وسيطرتها.
- استغل الثوار الفرصة وأحكموا قبضتهم على العاصمة هانوي.
- كما أرغموا الحاكم” باو داي” على التنحي.
- ولكن لم تلبث الأحلام أن تتحول إلى كابوس فقد استعاد الفرنسيون سيطرتهم على البلاد مجددًا.
- ولكن بعد معركة ديان بيان فو انهزم الفرنسيون في 8 مايو 1954م.
- في يوليو عام 1954م تم توقيع اتفاقية جينيف التي أنهت الحرب بين فيتنام وفرنسا.
- انسحبت فرنسا تاركة صدع في قلب فيتنام.
- تم الاتفاق على تقسيم فيتنام إلى شطرين يفصل بينهما خط عرض 17.
- لم توقع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وحكومة سايكون على الاتفاقية.
- وبعد رحيل فرنسا بدأت الولايات المتحدة في دعم حكومة سايكون عسكرياً.
- استمر دعم الرئيس الأمريكي أيزنهاور لحكومة سايكون حتى ظهرت أول حكومة منتخبة في جنوب فيتنام نجو دينه ديم.
- كان ديم في البداية مع أي إجراء يوحد بين شطري فيتنام.
الصراع حول التقسيم
بدأ الصراع يحتدم والمناهضون للتقسيم يحاولون تقوية شوكتهم بإمداد الثوار في الجنوب بكل قوة ممكنة؛ فمشاريع التقسيم تلقى دائمًا مشاعر الرفض ودائمًا ما يدعمها المستعمر الأجنبي، مزيد من التفاصيل في السطور التالية:
- استمرت الولايات المتحدة الأمريكية في دعم حكومة ديم في الجنوب.
- ظلت حكومة هانوي الشيوعية في البلاد مناهضة لعمليات التقسيم ولتدخلات الولايات المتحدة الأمريكية في شئون البلاد.
- كلا الطرفين اخترق الاتفاقية الحدودية وهو ما أشارت إليه اللجنة الدولية.
- استخدم هانوي العناصر الشيوعية الثائرة في الجنوب سلاحًا لزعزعة استقرار حكومة ديم الموالية للولايات المتحدة الأمريكية.
- كما تعقب الجنوبيون هؤلاء الثوار عابرين الحدود في حالة من الكر والفر أدخلت البلاد في حرب طويلة.
- في 10 ديسمبر عام 1960م تم تأسيس جبهة التحرير الوطني لإعلان الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية.
- أعلن ديم رئيس فيتنام الجنوبية حالة الطوارئ في البلاد.
- كما قررت حكومة هانوي مساندة الثوار في الجنوب، وإمدادهم بالعدة والسلاح للتخلص من ديم وحكومته الموالية للولايات المتحدة الأمريكية.
الدعم الأمريكي يزيد الأزمة
القوة الأولى في العالم هي طرف في أي صراع، تحقق انتصارًا ما وإن كان الانسحاب في الوقت الذي لم يعد هناك جدوى من البقاء، مخلفة ورائها محاولات الأطراف لرأب الصدع وترميم الأجزاء المتساقطة وإعادة بناء الهدم، نتعرف من خلال السطور التالية على أبعاد الأزمة بعد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية:
- في أبريل عام 1961م قرر الرئيس الأمريكي جون كندي توقيع معاهدة تعاون اقتصادي مع فيتنام الجنوبية.
- كما قام كندي في ديسمبر من نفس العام بتقديم كافة أشكال الدعم العسكري لحكومة ديم.
- قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال 400 جندي إلى سايكَون لتشغيل المروحيات العسكرية.
- في نفس العام كذلك أصبح عدد الجنود الأمريكيين 11 ألف جندي.
- بتحالف أمريكا مع حكومة ديم قويت شوكتها فعملت على إنهاك قوى جبهة التحرير الوطني الشيوعية الثائرة.
- كان ذلك من خلال عمل قرى للمزارعين المؤيدين للرئيس ديم.
- وبنهاية عام 1963م بلغ عدد هذه القري سبعة آلاف يقطنها ثمانية مليون مواطن.
- ولكن تثبيت الأقدام باستخدام الحواجز السكانية لم يمنع الثوار من إحكام سيطرتهم وتحقيق قدرًا من الانتصارات.
- سيطر ثوار جبهة التحرير الوطنية على 50% من جنوب فيتنام.
الديكتاتوريون أداة المستعمر
القوى الثورية الليبرالية عادة ما تكون وقود الإطاحة بالقبضة العسكرية الديكتاتورية، إحداث ما يسمى الفوضى الخلاقة في البلاد يكفي للإطاحة العاجلة أو الآجلة بذمام حكم الديكتاتور الذي يستخدمه المستعمر، مزيد من التوضيح من خلال السطور التالية:
- في أول نوفمبر عام 1963م أُطيح بالرئيس ديم.
- تكاتفت القُوَى الليبرالية والبوذية على الرئيس الكاثوليكي النزعة فاقتلعت أركان حكمه.
- تم تصفيته وَسْط حالة من السلبية الأمريكية.
- بدأت الولايات الأمريكية العمليات العسكرية القاسية ضد الفيتناميين.
- عمليات التصفية للأسرى والقصف بقنابل النابالم والقضاء على الكثير من الغطاء النباتي.
- تناوبت الحكومات العسكرية على سايكَون ولكن فشلت جميعها في فرض النظام.
- الانشقاقات العسكرية المتوالية وصلت بالولايات المتحدة إلى قرارها المتوقع وهو ليس غريبًا عن حزمة مواقفها الغير إنسانية وهو عملية عسكرية شاملة للسيطرة على الفوضى.
- في نهاية عام 1965م وصل عدد الجنود الأمريكيين إلى 200 ألف جندي.
- استمرت مقاومة الفيتناميين رغم العمليات الوحشية المستمرة من الولايات المتحدة الأمريكية.
- كما قررت الولايات المتحدة زيادة عدد الجنود إلى 400 ألف جندي.
الولايات المتحدة تمهد للانسحاب
لم تردع العمليات العسكرية القاسية التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية الثوار في الجنوب، ولم تنجح في كسر محاولاتهم المستمرة التي تزداد ضراوة وعزيمة مع استمرار العمليات العسكرية الأمريكية، مزيد من التفاصيل في السطور التالية:
- في أكتوبر عام 1966م أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن نيتها في الانسحاب بعد ستة أشهر بشرط خروج فيتنام الشمالية من الحرب وهو الشرط الذي رفضته الأخيرة تمامًا.
- كما أعلنت حكومة الشمال عن عزمها استمرار المقاومة.
- قررت الولايات المتحدة الأمريكية زيادة عدد جنودها إلى 525 ألف جندي.
- بينما استمرت مقاومة الثوار وبخاصة في مناطق الجبال الوعرة التي لم تكن القوات الأمريكية معتادة عليها مما زاد الموقف الأمريكي تأزمًا.
- أطلقت فيتنام حملة عسكرية عرفت باسم هجوم تيت استطاعت الحملة استهداف مائة منطقة حضرية.
- وعلى الرغم من خسارة القوات الفيتنامية 85 ألف مقاتل إلا أنها استطاعت التوسع من توغلها في الجنوب.
- تأثرت الولايات المتحدة بهذه الحملة وتكبدت خسائر فادحة.
اقتراب نهاية الحرب
من المؤلم أن يدفع المدنيون ثمن جولات من العناد؛ ليصل بعدها الطرفين إلى مفاوضات متأخرة لوقف إطلاق النار، يخطط السياسيون سعيًا وراء المطامع والمكاسب ويدفع الأبرياء الثمن؛ ثم يجلسون على موائد المفاوضات كأن شيئًا لم يكن، وتبقى هذه القصة الأكثر تكرارًا في التاريخ مع اختلاف الأبطال، نتابع في السطور التالية بداية المفاوضات:
- بدأت المعركة الانتخابية في أمريكا وسط أجواء محتقنة في الشارع حيث اندلعت المظاهرات المطالبة بانسحاب الجيش الأمريكي من فيتنام.
- كما نددت كذلك بالممارسات الوحشية للجيش الأمريكي تجاه المدنيين العزل في فيتنام.
- في 31 مارس عام 1968م أعلن الرئيس جونسون عن نيته الانسحاب من فيتنام بالتزامن مع ترشحه للانتخابات الرئاسية.
- فاز نيكسون بالمعركة الانتخابية بعد إعلانه عن عودة 25 ألف جندي أمريكي بحلول أغسطس 1969م، وعودة 65 ألف آخرين بحلول نهاية العام.
- استمرت المظاهرات المطالبة بالانسحاب الكامل بعد أعمال الإبادة التي ارتكبها الملازم وليم كالي ضد المدنيين عام 1868م في قرية لاي.
- قامت فيتنام الشمالية بهجوم مسلح على الجنوب في 30 مارس 1972م واجهته الولايات المتحدة بمزيد من عمليات القصف الوحشي.
- استمرت المظاهرات والصحف في التنديد وبدأت المفاوضات السرية بين الطرفين.
- وفي 27 ديسمبر عام 1972م كانت آخر محاولات للضغط على فيتنام قبل نية الانسحاب.
- فشنت الولايات المتحدة الأمريكية قصف هو الأعنف منذ اندلاع المعركة على هانوي و هايبونج.
وقف إطلاق النار
بعد تحطيم الرؤوس وهدم المنازل تظهر أصوات خطوات الرجوع الخافتة فوق صمت الحجارة المتهشمة المتناثرة تحمل رائحة البارود والدم وأصوات نحيب لن تعيد الموتى للحياة، وهمهمة الجنود العائدون غير عابئين بالدموع خلفهم، هيا لقد انتهت المهمة، نتعرف على مراحل الرجوع والانسحاب في السطور التالية:
- في 23 يناير 1973م التوصل لوقف إطلاق النار.
- دخل الاتفاق حيز التنفيذ في الثامن والعشرين من نفس الشهر.
- كما نصت كذلك على انسحاب القوات الأمريكية خلال شهرين من توقيع الاتفاقية.
- تبادل إطلاق سراح الأسرى.
- بقاء 145 ألف جندي من الشمال في الجنوب.
- في مارس 1973م تم الإعلان عن انسحاب آخر جندي أمريكي.
- قام الشماليون بشن هجوم مسلح في يناير 1975م انتهى باحتلال مدينة فيوك بنه، وفي 30 أبريل أعلنوا سيطرتهم على المدينة بالكامل.
- 2 مليون قتيل فيتنامي، و75 ألف قتيل أمريكي هي حصيلة الضحايا.
أسئلة شائعة
لماذا ذهبت الولايات المتحدة الأمريكية إلى حرب فيتنام؟
كانت مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في فيتنام هدفها منع سيطرة الشيوعيين ولكنها فشلت في ذلك حيث أعلنت انسحابها في عام 1973م، واتحد الشمال والجنوب تحت راية شيوعية عام 1976م.
ما هي مدة الحرب في فيتنام؟
استمرت الحرب في فيتنام لمدة عشر سنوات أي عقد كامل، وهي تعد من الحروب الأطول في التاريخ الحديث وكذلك الأعنف حيث سجلت العديد من الضحايا والممارسات الوحشية من الجانب الأمريكي تجاه المدنيين العزل.
تعرفنا في السطور السابقة على حرب من الحروب المخزية في السجل البشري الذي لا يكف عن تسجيل الخيبات وهي حرب فيتنام، والتي شعرنا كم شابهت حرب العراق وتصف سياسات الولايات المتحدة التي لا تتغير عبر التاريخ، نقرأ التاريخ آملين أن نتعلم من دروسه وأن تتوقف صفحات التاريخ عن تسجيل مزيد من الحروب، إلى اللقاء مع مقال آخر على موقعنا معلومة مفيدة.