في الماضي كان هناك أسطورة تسمي بالجيش الذي لا يقهر نسبة للجيش الإسرائيلي، إلي أن جاءت حرب أكتوبر وحطمت هذه الأسطورة في ملحمة سطرها المصريون في كتب التاريخ، فهيا بنا في معلومة مفيدة نستعرض أحداث هذه الحرب العظيمة وما خلفته من نتائج.
حرب أكتوبر
حروب ومعارك مدوية شهدها العالم أجمع منذ أن بدأت الخليقة وسطورنا التالية تحمل تفاصيل واحدة منها “حرب أكتوبر”:
- حسب التسمية العربية هي:
- “حرب العاشر من رمضان” أو “السادس من أكتوبر”.
- أما وفق التسمية الإسرائيلية فهي:
- “حرب يوم كيبور” أو “عيد الغفران”.
- هي رابع حرب تدور بين العرب وإسرائيل بعد حروب أعوام: 1948 و1956 و1967م.
أسباب الحرب
كان لحرب أكتوبر أسباب ذات أبعاد مختلفة.
- هزيمة 1967م كانت سببا رئيسيًا حيث احتلت إسرائيل سيناء وهضبة الجولان السورية.
- فشل المفاوضات التي تمت بين مصر وإسرائيل تحت رعاية أمريكا عام 1968م، فقد رفضت إسرائيل الانسحاب من الأراضي العربية.
- هذا ما مهد الطريق لقيام الحرب.
حرب الاستنزاف
بعد النكسة التي حدثت في 1967م بدأت حرب «الألف يوم»، كما أطلق عليها بعض الإسرائيليين، أو «حرب الاستنزاف» كما أطلق عليها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
- تقدمت المدرعات الإسرائيلية صوب مدينة بور فؤاد بهدف احتلالها يوم 1 يوليو1967م (بعد ثلاثة أسابيع تقريبًا من النكسة)، فتصدت لها قوة من الصاعقة المصرية بنجاح فيما عرف بمعركة «رأس العش».
- تكبدت إسرائيل أول هزيمة وخسائر «موجعة»، ثم تصاعدت العمليات العسكرية خلال أطول حرب استنزاف في العالم، استمرت 3 سنوات.
- في يونيو ١٩٦٨م قد استفاق المصريون من آثار الصدمة وبدأوا حرب الاستنزاف.
- انتقلت الجهة المصرية من مرحلة الصمود لمرحلة الردع.
- بعد أربعة شهور تقريبا، من معركة رأس العش، قامت القوات البحرية بإغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية إيلات، وهي من طراز HMS Zealous R39 في البحر الأبيض المتوسط، أمام مدينة بورسعيد في 21 أكتوبر1967م حيث كانت تزحف في المياه الإقليمية المصرية.
- فيما وقد تم تأسيس مجلس الدفاع الوطني عام 1968م
- حدثت الكثير من العمليات النوعية والتي قامت بها القوات المصرية خلف خطوط العدو في الضفة الشرقية لقناة السويس في سيناء.
- حيث قام المصريون بالهجوم علي ميناء إيلات والتي تم فيها إغراق 4 سفن نواقل وتفجير الرصيف الحربي للميناء.
- كما قام المصريون بتدمير الغواصة داكار حين سلمتها البحرية البريطانية لإسرائيل.
- 1970م تولى المنصب الرئاسي محمد أنور السادات بعد وفاة الرئيس عبد الناصر، ولم الذي لم يكن أمامه من خيار سوى الإعداد لتحرير الأرض المحتلة، وهو ما استمر على مدار أكثر من عامين.
- تحول الاقتصاد المصري قبل حرب السادس من أكتوبر 1973م إلى «اقتصاد الحرب»؛ بمعنى تعبئة جميع المصانع ومنتجاتها لاستيفاء احتياجات القوات المسلحة أولًا.
- كما لجأت مصر ضمن خطتها في خداع العدو إلى توقيع تعاقدات دولية لتوريد السلع الإستراتيجية مثل القمح على مدد زمنية غير منتظمة حتى لا تلفت انتباه العدو إلى أن الدولة تقوم بتخزينها، وقد تم تحقيق الاحتياطي اللازم من هذه السلع ليكفى احتياجات الدولة لمدة 6 أشهر قبل الحرب مباشرة.
الإعداد العسكري قبل الحرب
بدأ الإعداد العسكري أيضًا للجنود، وتدريبهم بأفضل الطرق، فقد تم إنشاء ساتر ترابي مماثل لخط بارليف علي النيل وتم تدريب الجنود علي اجتيازه؛ ومن ثم:
- بدأ المصريون في إدخال أنظمة صاروخية حديثة طويلة المدى
- كما بدأوا في تطوير معدات المهندسين العسكريين وأجهزة الكشف عن الألغام.
- ثم بدأ إدخال أسلحة غير تقليدية ابتكرها مهندسون مصريون مثل قاذفات اللهب المحمولة على الأكتاف ومسدسات المياه التي استخدمت في هدم خط بارليف الرملي.
- حائط الصواريخ المضاد للطائرات كان نقطة هامة ومحورية لفوز المصريين بالحرب، فقد أدركت القوات المصرية أنها لن تطمئن لاتخاذ قرار الحرب بدون وجود نظام صواريخ قوي يستطيع إيقاف الطيران الإسرائيلي.
- استغرق بناء حائط الصواريخ 40 يومًا، وكان يضم مجموعات منفصلة من قوات الدفاع الجوى: «المدفعية المضادة للطائرات، ووحدات الصواريخ، وأجهزة الرادار والإنذار»، إضافة إلى مراكز القيادة المشتركة التي أنشأتها مصر عام 1970م بهدف صد الهجمات الجوية الإسرائيلية، وكان لهذا الحائط دور كبير في تحييد القوات الجوية الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر 1973م، مما سهل عملية العبور واجتياز خط بارليف.
أحداث حرب أكتوبر
جاء الهجوم في 6 أكتوبر 1973م الذي وافق في تلك السنة عيد يوم الغفران اليهودي؛ وإليكم ما جرى من أحداث:
- في هذا اليوم تعطلت أغلبي الخدمات الجماهيرية، بما في ذلك وسائل الإعلام والنقل الجوي والبحري، بمناسبة العيد. وقد وافق هذا التاريخ العاشر من رمضان.
- حدد الجيشان المصري والسوري موعد الهجوم للساعة الثانية بعد الظهر حسب اقتراح الرئيس السوري حافظ الأسد، بعد أن اختلف السوريون والمصريون على ساعة الصفر:
- ففي حين يفضل المصريون الغروب يكون الشروق هو الأفضل للسوريين، لذلك كان من غير المتوقع اختيار ساعات الظهيرة لبدء الهجوم.
- افتتحت مصر حرب 1973م بضربة جوية تشكلت من نحو 222 طائرة مقاتلة عبرت قناة السويس.
- وخط الكشف الراداري للجيش الإسرائيلي مجتمعة في وقت واحد في تمام الساعة الثانية بعد الظهر على ارتفاع منخفض للغاية استهدفت فيها عدة مواقع استراتيجية.
- وعبر القناة 8,000 من الجنود المصريين، ثم توالت موجتا العبور الثانية والثالثة ليصل عدد القوات المصرية على الضفة الشرقية بحلول الليل إلى 60,000 جندي
- في الوقت الذي كان فيه سلاح المهندسين المصري يفتح ثغرات في الساتر الترابي باستخدام خراطيم مياه شديدة الدفع؛ حقق الجيش المصري إنجازات ملموسة حتى 14 أكتوبر حيث انتشرت القوات المصرية على الضفة الشرقية لقناة السويس.
- كان محمد العباسي هو أول من رفع العلم المصري فوق خط بارليف بعد العبور إلى الضفة الشرقية لقناة السويس. ويحكي العباسي:
- أنه كان في صفوف المتقدمين نحو دشمة حصينة بخط بارليف ولم يهتم بالألغام والأسلاك الشائكة، وأطلق النار على جنود حراسة الدشمة الإسرائيلية، وأنزل العلم الإسرائيلي ورفع العلم المصري.
القتال علي جبهة القتال
- واجهت القوات المصرية مشكلة حقيقية عند التخطيط للهجوم من أجل عبور قناة السويس واختراق خط بارليف.
- لذلك كان الحل الأمثل بالنسبة لها دفع قوات المشاة لعبور القناة على شكل موجات، والتوغل إلى عمق 4 كم، تعززها وحدات الصاعقة المسلحة بالقذائف الصاروخية الموجهة والأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات لأعداد كبيرة، وتبقى تحت تغطية نيران المدفعية والدبابات والصواريخ والطيران، بهدف منع دبابات العدو من الاقتراب من نقاط العبور.
- وقد نُفذت هذه الخطة بنجاح وتوغلت قوات الصاعقة حتى 8كم، وهاجمت الدبابات الإسرائيلية في مناطق حشودها.
- حاول الإسرائيليون شن هجمات معاكسة بالاحتياط المدرع؛ ولكن القوات المصرية استطاعت تدمير القسم الأعظم من هذا الاحتياط وإيقاف الهجوم المعاكس.
- لم تغتنم القيادة المصرية هذه الفرصة لمتابعة الهجوم واستثمار النصر، فتوقفت عند الخطوط التي احتلتها لمدة خمس أيام متواصلة بحجة إعادة التجميع.
- هذا ما أتاح للقيادة الإسرائيلية نقل ثقلها النوعي واحتياطيها الاستراتيجي إلى الجهة الشمالية، حيث القوات السورية، وعززت قواتها في الجنوب بما يكفل وقف تقدم القوات المصرية.
نتائج حرب أكتوبر
لكل حرب نتيجة وآثار وبالنسبة لحرب أكتوبر فكانت نتائجها:
- نجاح القوات المصرية في عبور قناة السويس.
- تحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.
- تدمير القوات المصرية خط بارليف الإسرائيلي.
- تدمير القوات المصرية لتحصينات الجيش الإسرائيلي تحرير سيناء.
- تحرير طابا.
- تدمير الجيش السوري لخط آلون.
- حظر تصدير النفط العربي إلى الغرب.
- اتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل.
- ماذا قال العرب عن حرب أكتوبر.
- تكاتف الدول العربية.
أسئلة شائعة
كيف انتهت حرب اكتوبر؟
انتهت الحرب رسميًا في تاريخ 24 أكتوبر بموجب اتفاق موقع من قبل الجانبين الإسرائيلي والعربي يقضي بوقف إطلاق النيران؛ ولكن الجبهة المصرية أدخلت الاتفاق حيز التنفيذ في الثامن والعشرين من أكتوبر.
اجمل ما كتب عن حرب اكتوبر؟
عن هذه الحرب العاصفة كتبت الكثير من المقالات ولعل أجمل ما كتب عنها كتاب حرب أكتوبر الذي يؤرخ عبره سعد الدين الشازلي “رئيس الأركان السابق في القوات المسلحة المصرية” قصة الحرب.
حرب أكتوبر هي فخر للمصريين، وإثبات علي قدرة الجيش المصري الذي قهر العدو، ورده خائبًا واستعاد أرضه بيديه، انتظروا الجديد في معلومة مفيدة.