ترامب يدعو لعبور مجاني للسفن الأمريكية عبر قناتي السويس وبنما.. مطالبات تثير تساؤلات دولية
دعا الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى ضرورة منح السفن العسكرية والتجارية الأمريكية حق المرور “مجانًا” عبر قناتي السويس وبنما، مُبررًا ذلك بدور الولايات المتحدة التاريخي في إنشاء القناتين. جاءت تصريحاته خلال منشور على منصته الاجتماعية “تروث سوشيال”، حيث أكد أن هاتين القناتين “ما كانتا لِتُوجَدا لولا الولايات المتحدة”. تصريحات ترامب وأشار إلى تكليف وزير خارجيته السابق، ماركو روبيو، بمتابعة الأمر فورًا. لكن هذه المطالبات أثارت ردود فعل متباينة، خاصة في ظل الخلفية التاريخية والسياسية للقناتين.
الخلفية التاريخية لقناة السويس:
قناة السويس، التي افتُتحت عام 1869، هي ممر مائي اصطناعي يربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط، ويُختصر الرحلة بين آسيا وأوروبا بنحو 15 يومًا مقارنة بطريق رأس الرجاء الصالح. وعلى عكس ما ذكر ترامب، فإن فرنسا وبريطانيا كانتا اللاعب الرئيسي في إنشائها، بينما تعزز الدور الأمريكي لاحقًا في القرن العشرين، خاصة بعد أزمة السويس عام 1956. اليوم، تدير مصر القناة بالكامل، والتي تُعد مصدرًا حيويًّا للدخل القومي، حيث ساهمت بنحو 7 مليارات دولار في عائدات 2023 رغم التحديات الأمنية في البحر الأحمر.
قناة بنما والصراع التاريخي مع الولايات المتحدة:
أما قناة بنما، التي بُنيت بقيادة أمريكية واكتملت عام 1914، فقد ظلت تحت السيطرة الأمريكية حتى عام 1999، عندما نُقلت إدارتها إلى بنما بموجب اتفاقيات “توريجوس-كارتر”. وتُعد القناة شريانًا حيويًّا للتجارة العالمية، حيث تنقل 40% من حاويات الولايات المتحدة سنويًّا. لكن تصريحات ترامب السابقة عن رغبته في “استعادة” القناة، بما في ذلك التلميح لخيارات عسكرية، أثارت مخاوف من تهديد السيادة الوطنية لبنما.
ردود الفعل والتأثيرات المحتملة:
من جهته، علق الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، بأن الرسوم الجمركية الأمريكية الأخيرة على الصين قد تؤثر سلبًا على الحركة التجارية العالمية، وبالتالي على إيرادات القناة، خاصة مع الخسائر التي تكبدتها بسبب الأوضاع في البحر الأحمر، والتي تجاوزت 7 مليارات دولار عام 2023. كما أشار إلى حساسية القناة للتقلبات الجيوسياسية، مثل التوترات في باب المندب.
تحليل الخبراء:
يرى مراقبون أن مطالب ترامب تتعارض مع الاتفاقيات الدولية التي تنظم إدارة القناتين، خاصة أن قناة السويس تخضع لاتفاقية القسطنطينية (1888) التي تضمن حق المرور الحر للسفن وقت السلم. أما قناة بنما، فإدارتها محكومة بمعاهدات دولية تمنح بنما سيادة كاملة. كما أن فرض عبور مجاني للسفن الأمريكية قد يُعتبر انتهاكًا لمبدأ المساواة بين الدول، مما قد يدفع دولًا أخرى للمطالبة بامتيازات مماثلة.
ختامًا:
تصريحات ترامب تعكس توجهًا يُرَجح أن يلقى معارضة قوية من مصر وبنما والمجتمع الدولي، خاصة في ظل سعي الدولتين لحماية سيادتهما ومصالحهما الاقتصادية. كما أنها تفتح الباب أمام نقاش أوسع حول مدى شرعية المطالبات القائمة على الخلفية التاريخية في عصر تحكمه القوانين والمعاهدات الدولية.
تابع اخر الاخبار معنا فى موقعma3loma-mofeda.com
مقالات ذات صلة: الشائعات