يعيش الإنسان في دائرة من الليل والنهار ، نستيقظ في الصباح ومنا من ينصرف للعمل أو للدراسة أو لأداء شيء آخر؛ كُل حسب عاداته، تمضي الساعات ليأتي المساء فنستكين ونعاود إلى منازلنا؛ وما أن تنقضي ساعات الليل ننام لنستيقظ مرة أخرى لقضاء يوم جديد، هكذا تسير أيامنا بين ساعات من الليل وساعات من النهار ولكن، هل فكرت يومًا في هذه الظاهرة الكونية وفي سبب حدوثها؟، هذا ما جئنا به من معلومة مفيدة وسنعرضه عبر سطورنا التالية.
الليل والنهار
ظاهرتي الليل والنهار من الظواهر الطبيعية في حياتنا فما الأيام إلا مزيج من ساعات صباح يتبعها ساعات من المساء:
- النهار:
- هي الفترة التي تعتلي فيها الشمس السماء.
- في الصباح يكون الجو مشرق ودافئ.
- خلال فترة النهار تسود الحركة ويعم النشاط.
- في الصباح فرصة لأداء الأعمال والمهام وممارسة الأنشطة الرياضية.
- مدة النهار وساعاته تتراوح بين الزيادة والنقص على مدار العام.
- يعتمد طول فترة النهار على موقع الأرض بالنسبة للشمس.
- الليل:
- هو الفترة التي يعتلي فيها القمر السماء.
- في الليل تكون الأجواء مظلمة وتبقى الإنارة هي مصدر الضوء.
- خلال الليل يسود السكون والصمت.
- في المساء فرصة للاسترخاء والاستجمام وممارسة الأنشطة الترفيهية.
- مدة الليل وساعاته تتراوح بين الزيادة والنقص على مدار العام.
- يعتمد طول فترة الليل على موقع الأرض بالنسبة للقمر.
كيف يحدث الليل والنهار
خلق المولى عز وجل الكون وسير المخلوقات لتحقق التوازن الذي نحتاجه للبقاء على قيد الحياة؛ فلكل مخلوق ولكل ظاهرة حكمة ولولا وجود بعض الظواهر لاختل الكون واختلت موازينه فسبحان الذي خلق فسوى فأبدع؛ وعن ظاهرة النهار والليل فقد قال تعالى في آيات القرآن الكريم: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ} [سورة آل عمران: (190)]؛ فكيف تحدث هذه الظاهرة؟:
- تلك الظواهر تحدث بسبب دوران الأرض حول محورها فالأرض تتخذ دورة كاملة كل يوم حول ذاتها.
- حينما تدور الأرض حول محورها يصبح أحد جوانبها معرض للشمس فيعم فيه النهار.
- أما الجانب الآخر فيصبح بعيدًا عن الشمس فيعم فيه الليل.
- مع دوران الأرض دورة كاملة يتبدل الحال فأماكن الظلام يحل بها النور وأماكن النور يسودها الظلام؛ وهكذا يتعاقب المساء مع الصباح.
اختلاف الليل والنهار
قال تعالى: {إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ} [سورة يونس: (6)]، صدق الله العظيم؛ تدعونا هذه الآية للتدبر في الظواهر الكونية وخاصة ظاهرتي الليل والنهار؛ فهما مختلفان؛ وإليكم التفصيل:
- الفرق بين الظاهرتين واضح وجميعنا يعلمه لكن ما لا يعمله البعض:
- الفترة الزمنية للنهار تختلف من مكان لآخر على سطح الأرض بسبب ميل المحور الذي تدور به الأرض حول نفسها وحول الشمس؛ فالأرض تتخذ نمطين من الحركة:
- الدوران المحوري:
- يتمثل في دوران الأرض حول محورها؛ وهو ما يسبب حدوث الشروق والغروب فبسببه تنقسم الأرض إلى جانب مظلم وجانب مضيء.
- يستغرق هذا الدوران 23 ساعة و59 دقسقة و47 ثانية.
- الدوران المداري:
- يتمثل في دوران الأرض حول الشمس؛ وهو ما يسبب حدوث الفصول الأربعة؛ فبسببه يتغير المناخ بمرور الوقت ليأتي الشتاء يعقبه الربيع ثم الصيف وأخيرًا الخريف.
- يستغرق هذا الدوران 365 يوم بمعدل ساعات يصل إلى 8760 ساعة.
- الشروق والغروب يمثلان عمليات عكسية بين نصفي الكرة فحينما تتعامد أشعة الشمس على نصف الكرة الشمالي يعم فيه النهار؛ وفي الوجه المقابل للأرض “النصف الجنوبي” يعم الليل.
- يختلف الليل عن النهار في المناطق الواقعة عند خطوط الوسط اختلاف بين على عكس المناطق التي تقع عند القطبين.
- الفترة الزمنية للنهار تختلف من مكان لآخر على سطح الأرض بسبب ميل المحور الذي تدور به الأرض حول نفسها وحول الشمس؛ فالأرض تتخذ نمطين من الحركة:
سبب عدم تساوي الليل مع النهار
الصباح والمساء ليسو متساويان، يرجع ذلك إلى عدة أسباب نذكرها فيما يلي:
- حجم الشمس يؤثر على طريقة قياس العلماء لظاهرتي الشروق والغروب فالشروق يبدأ عندما تلتقي الحافة العلوية للشمس مع الأفق الشرقي؛ بينما الغروب فينتهي حينما تنزل الحافة العلوية للشمس تحت الأفق الغربي.
- مرور ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي يؤدي إلى انكساره ونتيجة هذا الانكسار قد تُرى الحافة العلوية للشمس قبل ملامستها للأفق الغربي؛ والجدير بالذكر أن انعكاس الضوء يتغير تبعًا لدرجة حرارة الغلاف الجوي وضغطه.
- الميل المحوري للأرض هو ما يسبب عدم تساوي في ساعات الصباح والمساء.
فائدة تعاقب الليل والنهار
إذا فكرت في الشروق والغروب كظاهرة بالطبع ستبحث في فائدتهما، هذا ما تحمله طيات سطورنا التالية:
- يحفظ هذا التعاقب توازن الكون فلولا التعاقب لاختل التوازن:
- أشعة الشمس التي تظهر في السماء تعمل على تلطيف الأجواء الباردة التي يأتي بها الليل فيسود الدفء؛ ومن بعدها يأتي الليل ليعيد التوازن.
- تساعد أشعة الشمس كذلك على إتمام عملية البناء الضوئي وبالتالي فإنها تعزز من قدرة النباتات على النمو؛ وعلى صعيد آخر يأتي الليل ليوفر ساعات الراحة والسكينة.
- تمد الشمس الكائنات الحية بالفيتامينات والعناصر الأساسية التي تحتاجها في النمو.
- لولا هذا التعاقب لأصبح الكوكب غير مؤهل للعيش.
- في النهار وقت للنشاط وفي الليل راحة للجسد وقد قال تعالى في آيات كتابه الحكيم: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا} [الإسراء:(12)]
ماذا سيحدث إذا توقفت الأرض عن الحركة
ينقلنا الحديث عن ظاهرتي الليل والنهار وفائدتهم بالضرورة لتوضيح الآثار المترتبة على توقف الأرض عن الحركة “الدوران” باعتبارها السبب الرئيسي في تعاقب الصباح والمساء:
- إذا ثبتت الأرض وتوقفت عن الدوران لن يتعاقب الليل مع النهار وستنقسم الأرض إلى جزئين:
- الجزء الأول مظلم طوال الوقت يسوده البرد والآخر منير دائمًا يسوده الدفء.
- الجزء الذي يسيطر عليه النهار سيصبح حار للغاية نتيجة وجود الشمس بشكل دائم فيه؛ والجزء الآخر الذي يسوده الظلام سيصبح باردًا بشكل يجعل العيش عليه مستحيل نتيجة ابتعاد مصدر الدفء.
- سيصبح العيش على كلا الجانبين مستحيل وستنتهي حياة الكائنات الحية بالتدريج.
- إذا توقفت الأرض عن الدوران كذلك ستختفي ظاهرة الفصول الأربعة التي تحدث نتيجة اقتراب وابتعاد الشمس عن الكوكب:
- سيستحيل العيش على الكوكب في هذه الحالة فجميع الفصول مهمه لتحقيق التوازن.
أسئلة شائعة
ماذا يستفيد الانسان من تعاقب الليل و النهار؟
ظاهرتي الليل والنهار مفيدان لصحة الإنسان بجانب فائدتهم في تحقيق التوازن الكوني فقد اختص المولى عز وجل النهار للعمل والسعي والليل للراحة والنوم فقد قال تعالى في آيات كتابه الحكيم: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11)} [سورة النبأ] صدق الله العظيم.
متى يطول الليل ويقصر النهار؟
يطول في فصل الشتاء على وجه التحديد حيث يصادف هذا الفصل ظاهرة فلكية تعرف باسم الانقلاب الشتوي؛ فيها تكون الشمس عمودية على مدار الجدي الذي يقع جنوب خط الاستواء؛ ونتيجتها تصبح ساعات الليل أطول من نظيرتها في النهار.
إن الليل والنهار جزء من الطبيعة الحية والبيئة المحيطة بنا؛ بدونهما يختل التوازن ويصبح العيش على الكوكب مستحيل فسبحان الذي خلق الكون وصوره في أحسن صوره؛ سبحان الذي خلق فأبدع فأذهل العيون؛ إلى اللقاء مع مقال آخر من معلومة مفيدة.