يصاحب مفهوم العنصرية في عصرنا هذا دول الغرب بكل ما تحمله الكلمة من معاني، فالعنصرية مرتبطة بالحضارة الغربية منذ قديم الأذل، وهي ظاهرة موجودة في كل أنحاء العالم، وهي ما تحاول عدة الدول القضاء عليه بفرض عقوبات مشددة على كل من يحاول إظهار أي فعل عنصري من تصرفات أو خطابات تحرض على العنصرية، وسوف نتناول في سطورنا هذه في معلومة مفيدة أسباب و أنواع العنصرية في دول الغرب وما هي أكثر الدول عنصرية في أوروبا.
العنصرية في دول الغرب
لا تزل العنصرية في العالم الغربي مشكلة قائمة منذ قرون؛ والخطير أن لها أشكال متعددة؛ وأن المتضررين منها كُثر:
- برغم جهود الحكومات المستمرة للقضاء على هذه المشكلة، ومحاولة إيجاد حلول كثيرة للحد منها، إلا أنها أصبحت من أكبر التحديات التي تواجه العالم، و يعانيها معظم شعوب العالم في دول الغرب على وجه الخصوص.
- للأسف لم تكن العنصرية مجرد مواقف عفوية لأشخاص قليلي المعرفة أو التعليم، لكنها مواقف تظهر ثقافتهم التي نشأوا عليها على مدار تاريخهم الاستعماري وما خلفه من تمييز عرقي نتج عنه جرائم حرب إبادية.
العنصرية في أمريكا
يعتقد البعض بين الحين و الآخر أن مشكلة العنصرية في أمريكا قد انتهت؛ وهذه ليست حقيقة:
- فلم تنتهي العنصرية بعد عام 1964م عند إلغاء العنصرية في أمريكا بين المهاجرين الأوروبيون البيض وباقي المهاجرين، بل ظل التمييز العرقي مستمراً مع السود والعرب والمسلمين واليهود.
- لم ينته عصر العنصرية على حسب أقاويل مذيعين الإعلام الأمريكي حين تم أنتخاب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كرئيس للولايات المتحدة لفترتين رئاسيتين من عام 2008م حتى عام 2016م كأول رئيس أسود البَشَرَة للولايات المتحدة الأمريكية.
- بل استمر التمييز العنصري في اللون والدين والأصول العرقية سواء مع العرب أو الأسيويين أو الأفارقة.
- فلا ينسى مقتل جورج فلويد في مايو لعام 2020م على يد أحد أفراد الشرطة بولاية مينيابوليس وما تبع مقتله من مظاهرات وأعمال عنف في باقي الولايات بأمريكا.
سبب العنصرية ضد السود
العنصرية ضد أصحاب البَشَرَة السمراء هي أكثر أنواع العنصرية المنتشرة بدول الغرب؛ فهي سبب أغلب التظاهرات وأعمال العنف المناهضة للعنصرية ولها بعض الأسباب نتناولها معاً في الأسطر التالية:
- تبرير العبودية:
- إن العبودية من الأعمال الغير الإنسانية التي كان يقوم بها شعوب دول الغرب في القرنين السابع عشر والثامن عشر.
- فكانوا يقومون بخطف الأفارقة و إجبارهم على العمل دون مقابل و ذلك لتوفير أجر العمالة ولرفض العمال الغربيين العمل في الزراعة.
- تبرير العلم للعنصرية:
- بعد سيطرة العلم و العلماء على العقول البشرية بدلاً من الخرافات و العادات الخاطئة في المجتمعات، ظهر بعض العلماء ذوات النزعة العنصرية، وبرروا بعض المعتقدات العنصرية تحت مسمى العلم.
- ومثل هذه المعتقدات التي لا أساس لها من الصحة ضعف السلالة الناتجة عن أختلاط الأعراق وكثرة إصابتهم بالأمراض.
- صياغة القوانين العرقية:
- من الأسباب التي كانت تدعم العنصرية هي صياغة حكومات الغرب لقوانين عرقية تبرز التمييز بين الأعراق المختلفة.
- فظهرت مثالاً على ذلك في الولايات المتحدة قوانين تجرم جمع السود للمال أو صناعة ثروة لأنفسهم، ومنعهم من أمتلاك المنازل والأراضي.
- دعم الإعلام للعنصرية:
- يعد الإعلام من أهم أسباب العنصرية التي تدعمها دول الغرب عن طريق تصدير الأفكار العنصرية في الصحف والكتب والروايات و الأفلام.
- فعلى سبيل المثال يظهرون السود أنهم فقراء أو مجرمين و سفاحين وقتله على عكس البيض يظهرون أنهم أثرياء وأصحاب سلطة وشرفاء.
- تؤدي تلك الأفكار التي يصدرها الإعلام إلى العنصرية بشكل مستفز ويظهر ثقافات تصنع عنصريين في العديد من الأجيال المستقبلية.
ما هي العنصرية بشكل عام وما تأثيراتها على المجتمع
العنصرية هي أحد الممارسات التي تقوم على الاضطهاد لفئة معينة لأسباب تميزية مثل اللون أو الدين أو الثقافة أو العرق مما يؤدي بتلك الممارسات لخلق مشاعر الكره وأعمال العنف والقتل؛ ولهذه الممارسات أثارها السلبية على المجتمع تتمثل في الأتي:
- أقتصادية:
- تؤدي العنصرية لتراجع الناتج المحلي للدول التي تعاني منها حيث تؤثر العنصرية على الاستثمارات وخلق فرص عمل جديدة.
- زيادة معدلات البطالة بسبب رفض المتقدمين للوظائف على حسب عرقهم أو لونهم أو دينهم مما يظهر ذلك ضعف الاقتصاد المحلي.
- التمييز في الأجور بين العاملين مما يؤدي إلى خلق الصراعات بين الأفراد في بيئة العمل ويؤثر ذلك بالسلب على الإنتاجية.
- نفسية:
- تؤدي العنصرية إلى مشكلات نفسية تؤثر على الصحة البدنية، فالتعرض للتمييز العنصري قد يؤدي بالأشخاص لتناول الكحوليات وتعاطي المخدرات والتدخين.
- تؤثر العنصرية على الأداء الفسيولوجي لجسم الإنسان متمثلة في عادات النوم.
- تؤدي العنصرية للاكتئاب والضغط النفسي و العصبي مما قد يؤدي في بعض الأوقات إلى الانتحار.
- أجتماعية:
- تؤدي العنصرية إلى زيادة معدلات الجهل والفقر بسبب عدم الاستقرار الاجتماعي.
- أنعدام الثقة بين أبناء المجتمع مما يؤدي لأعمال العنف و الكراهيَة.
- التفكك الاجتماعي بين أبناء المجتمع سواء في الحي أو في المدارس أو في الجامعات أو في أماكن العمل.
أنواع العنصرية
أهتم الباحثين النفسين و الاجتماعين بدراسة العنصرية والتعرف على أنواعها وتوصلوا لأربعة أنواع للعنصرية وهي كالاتي
- العنصرية المباشرة:
- تعدّ العنصرية المباشرة أبشع أنواع العنصرية لأنها تمييز عنصري مباشر يتسم بتمييز أفراد عن أفراد أخرى مباشرةً.
- يكون التمييز في المعاملة على حسب العرق واللون والدين.
- تؤدي تلك العنصرية لنتائج اجتماعية شديدة الخطورة كالعنف والكراهية.
- العنصرية الغير مباشرة:
- يتمثل هذا النوع من العنصرية في فرض الحكومات قوانين على فئات معينة في المجتمع أي أنها تمييز غير مباشر لفئات دون الأخرى.
- فأن هذه القوانين تعتبر بشكل أو بآخر تمييز عنصري وتؤدي إلى نفس النتائج الاجتماعية والنفسية للعنصرية.
- المضايقات:
- العنصرية عن طريق المضايقات تتم بتجاهل فئات معينة وإهمال مشاكلهم وتهميش دورهم في المجتمع.
- تؤدي هذه المضايقات إلى شعور هذه الفئات بالإهانة والضغط النفسي.
- التظلم:
- التظلم هو التمييز في المعاملة لفئات عن الأخرى ويكون في العمل أو في المؤسسات الحكومية أو في المدارس والجامعات.
- يتمثل هذا التمييز في تفضيل البيض عن باقي فئات المجتمع من السود أو الآسيويين أو العرب إلخ.
- يؤدي ذلك إلى إظهار مشاعر الكره و الضغينة تجاه تلك الفئة المتميزة عن الأخرى.
مكافحة العنصرية في دول الغرب
تاريخ طويل من مكافحة العنصرية في دول الغرب وإليكم التفاصيل:
- على الرغم من نجاح العديد من المنظمات الحقوقية المناهضة للعنصرية في تحقيق أهدافها كمنظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وغيرها من المنظمات، فلا يزال التمييز العنصري يسيطر على دول الغرب.
- تسعى الحكومات جاهدة لنبذ العنصرية التي تؤثر تأثيراً بالغاً على حياة الملايين من الأشخاص مثل الأفارقة والآسيويين والمهاجرين والأقليات العرقية والدينية.
- أدان أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة عام 2021م العنصرية قائلاً:
- (حيثما نرى العنصرية فيجب أن ندينها دون تحفظ ودون تردد ودون شروط)
العنصرية ما هي إلا ممارسات غير إنسانية لاضطهاد فئات معينة بسب اللون أو العرق أو الدين وهي قنبلة موقوتة لما ينتج عنها من مشاعر الكراهيَة والعنف، حاولنا بقدر المستطاع أستعراض في هذا المقال مشكلة العنصرية في دول الغرب مع لقاءً أخر في مقال جديد في معلومة مفيدة.