بعدما فعل الصليبيون الشنائع في الحملة الصليبية الأولى، واستتبت لهم الأمور وأصبحوا يمكلون بالفعل أربع إمارات صليبية في الشام، حدث أمور لم تكن في الحسبان والتي بدورها جعلت أوروبا تستعد لتجهيز الحملة الصليبية الثانية، فماذا حدث في هذه الحملة؟ ولماذا تحركت من الأساس؟، قصة جديدة من التاريخ في معلومة مفيدة فهيا بنا.
الحملة الصليبية الثانية
- جاءت هذه الحملة عام 1145م كرد فعل على سقوط إمارة الرها في العام الذي سبق.
- حيث كانت الرها (إديسا) أول إمارة مسيحية تقام خلال الحملة الصليبية الأولى (1096 – 1099) وكانت أول إمارة تسقط كذلك.
- دعا إلى الحملة الثانية البابا إيجين الثالث.
- اختلفت هذه الحملة في كونها أول حملة يقودها ملوك أوروبا وهم:
- لويس السابع ملك فرنسا وكونراد الثالث ملك ألمانيا، وبمساعدة عدد من نبلاء أوروبا البارزين.
أسباب الحملة الصليبية الثانية
كانت الأسباب ليست كثيرة ولكنها كانت ذا وقع عظيم.
- كانت الأمور مستقرة بالنسبة للصليبيين بعد الحملة الأولى.
- حيث انتهت تلك الحملة بتكوين أربع إمارات صليبية في الشام وهي:
- إمارة الرها؛ وإمارة طرابلس؛ وإمارة أنطاكيا؛ وإمارة بيت المقدس.
- وكان حال المسلمين يرثى له حتى مجيء القائد الكبير عماد الدين زنكي، وكان قائدًا شجاعًا وذكيًا وذا همة عالية.
- قام بتوحيد البلاد العربية (الشام والجزيرة العربية) لتكون يد واحدة أمام القوة الصليبية وبالفعل:
- تفرغ بعدها لقتال الصليبين.
- وأعاد بعدها لحظيرة الإسلام الكثير من الحصون والمدن حررها من قبضة الصليبين.
- توج أعماله الجهادية العظيمة بتحرير مدينة الرها سنة 39هـ، وأزال بذلك أول إمارة صليبية أنشئت بالشام.
- ولكن تم قتل عماد الدين زنكي في أثناء محاصرته لقلعة جعبر وهنا شعر الصليبيون أن الفرصة سانحة لعودة الأمور كما كانت في السابق، ولكن مالم يكن بالحسبان هو ظهور نجم الأمير المجاهد نور الدين محمود الذي وقف لهم بالمرصاد.
هذه الأحداث هي ما أدت لقيام الحملة الصليبية الثانية.
الاستعداد للحملة الصليبية الثانية
تبدأ استعدادات المحاربين قبل بداية أي حملة فكيف كانت استعدادات الحملة الصليبية الثانية؟:
- كان برنارد من كليرفو رئيس جمعية الرهبان السيسترسيين البورغوني ورئيس دير كليرفو من أكبر ملهمي الحملة الثانية ومنظمها المباشر.
- وقد عهد إليه البابا إيجين الثالث بالدعوة إلى الحرب المقدسة.
- خطب برنارد في مجلس البارونات في فيزليه والذي ضم كبار الدولة الفرنسية، وكان خطابًا حماسيًا ألهب النفوس وعلى
- إثره استعد الملك لويس السابع للتوجه بجيشه في حملة جديدة.
- توجه بعدها برنارد لجنوب ألمانيا والمناطق القريبة من نهر الراين، ونجح في حث الشعب والفرسان للالتحاق بهذه الحملة
كان الملك الألماني كونراد الثالث مترددًا في القرار لانشغاله بالصراعات الداخلية. - ولكن بعد الخطابات التحفيزية استعد هو كذلك؛ وقد وصف برنارد هذا بالمعجزة حيث استطاع تجميع الصليبيين مرة أخرى.
- كما تطوع العديد من الألمان للحملة وكانوا من الألمان الجنوبيين، وعلى الجانب الآخر تردد الألمان الشماليين من الساكسون؛ فقد كان هناك مشاكل بينهم وبين السلاف ولذلك فقد كانوا يريدون شن حملة ضد السلاف.
- وفي الواقع لم يرفض البابا إيجن الثالث بل أصدر مرسومًا عرف باسم التوزيع الإلهي.
- وعندما انتهت هذه المعارك بينهم أعادوا التركيز علي حملتهم.
خط سير الحملة
بعد السقوط المدوي لإمارة الرها كان لابد من الاستجابة السريعة للصليبيين في الشرق.
تحرك اثنان من أكبر قادة أوروبا وهما ملك ألمانيا كنراد الثالث وملك فرنسا لويس السابع، وسلك كل واحد منهما طريقًا يختلف عن الآخر في شبه كماشة للانقضاض على الشام من ناحيتين:
- الألماني من ناحية آسيا الصغرى، حيث عزم أمره بالمسير البري ونظرًا لأن مانويل كومنينوس الإمبراطور البيزنطي كان قد تزوج أخته؛ انضم المندوب البابوي والكاردينال ثيودوين إلى القوات الألمانية.
- والفرنسي من ناحية القسطنطينية، وذلك لرفضه عرض الملك روجر الثاني حيث عرض نقله هو والملك كونراد الثالث بسفنه ولكن لوجود عداوة بين عم الفرنسي وروجر فقد رفض، وقرر السير للقسطنطينية.
أحداث الحملة الصليبية الثانية
اصطدم الجيش الألماني بالعناصر السلجوقية المسلمة في طريقه نحو الشام من آسيا الصغري، فعند مدينة قونية هجمت قوات سلاجقة الروم المسلمة على الجيش الألماني ومزقته شر تمزيق، وشتت شمله، وقد فر كنراد الثالث من أرض المعركة إلى مدينة نيقية.
هناك حيث التقى بلويس السابع وهو في غاية الذلة والمهانة، ورغم أن لويس السابع قد اختار الطريق الآمن إلا أنه لم ينج من غارات السلاجقة المسلمين، مما اضطره لتعديل مساره آخذا طريق البحر، ثم أنطاكية ثم بيت المقدس متناسيًا الهدف من حملته: وهو استعادة الرها، وبدأ التفكير في هدف آخر ولكنه أكثر خطورة وهو التوجه ناحية دمشق.
دمشق درة بلاد الشام
دمشق هي محطة فاصلة في التاريخ الإسلامي:
- لما وصلت أخبار استعداد الصليبين للهجوم على دمشق كان حاكمها حينها هو معين الدين أنر وهو رجل ذو حنكة وذكاء.
- قام بجمع المقاتلين، ونظم الصفوف ووزع السلاح على أهل البلد للدفاع عن مدينتهم، ولكنه شعر بكثرة وقوة الحملة الصليبية، فقرر الاستعانة بأسلحة بشرية عظيمة وهم: نور الدين محمود، وسيف الدين غازي ولدي البطل الراحل عماد الدين زنكي.
- وبالفعل استجابا له وكونا جيشًا كبيرًا يقدر بسبعين ألف هذا غير المتطوعين.
- ولكن خاف حاكم دمشق من التفاف الناس حول نور الدين محمود وشعبيته.
- فتصرف بشكل سيء وقد أغلق أبواب دمشق في وجه الجيش الإسلامي القادم، واستخدمهم كتهديد للملك الألماني، إما الرحيل أو سينزلوا به أشد الهزيمة.
معركة دمشق العظيمة
تهديدات حاكم دمشق لم تخف الحملة الصليبية خصوصًا وأنها حملة كبيرة، وواجهت الصعوبات في الطريق لذا فهم بحاجة إلي انتصار يرفع الروح المعنوية.
- ولكنهم ترددوا في مواصلة على دمشق خوفًا من نور الدين، وأخيه سيف الدين.
وهنا لجأ أحد القساوسة الفرنسيين للخدعة، حيث قال أنه رأى المسيح عليه السلام يعدهم بالنصر علي المسلمين، وإعادة دمشق لحكم الصليبين كما كانت أيام هرقل قائد الروم الأشهر فحميت النفوس واستعدوا للقتال. - تقدمت الحملة حتى نزلت بالميدان الأخضر على بعد نصف فرسخ من دمشق.
- خاف المسلمون وقتها، وأخرجوا مصحف سيدنا عثمان وسط صحن الجامع الأموي، واجتمعوا حوله يدعون ويتضرعون ويبكون طالبين النصر والعون من الله عز وجل وخرج للقائهم مائة وثلاثون ألف مقاتل.
- وكان ممن خرج للجهاد علماء أجلاء كالعالم الكبير حجة الدين يوسف بن ذي باس الفندلاوي، وقد استشهد في هذه المعركة بالفعل.
- وبدأت المعركة وصمد أهل دمشق صمودًا قويًا واستماتوا في الدفاع عن المدينة.
- ولكن وجد معين الدين نفسه في مشكلة عندها قام بفتح أبواب المدينة للجيش الإسلامي بقيادة البطلين نور الدين محمود و أسد الدين.
- حينما رأى الصليبيون الجيش بقيادة البطلين فبدأوا بالانسحاب ثم الفرار لأنهم علموا أن الوضع سينقلب ضدهم ولن يستطيعوا التغلب عليهم.
وكانت المفاجأة هي أن الجيش الإسلامي استطاع اللحاق بهم وقتل منهم الكثيرون.
- كانت الحملة بالفعل على وشك أن تحقق أهدافها ولكن الإمدادات الإسلامية أوقفت هذا بنجاح باهر.
- وانسحبت القوات الصليبية خائبة على أعقابها.
أسئلة شائعة
ما هي أصغر الإمارات الصليبية؟
إمارة طرابلس وهي تقع في شريط ضيق على الساحل وهي أصغر، هذه الإمارات سقطت في أيديهم سنة 503.
لماذا جاء الصليبيون إلى مصر؟
كانت الحملة الصليبية الثانية على وشك تحقيق أهدافها ولكن إرادة المولي ووجود فرسان شجعان يتصدون لهذه الحملة انقلبوا خاسرين يجرون أذيال الخيبة والفشل، وكان هذا تشجيعًا للمسلمين والتأسيس لمرحلة جديدة وتحول المسلمين من مرحلة رد الفعل إلى الفعل، انتظروا كل جديد في معلومة مفيدة
