الحجامة هي طريقة طبية قديمة لعلاج الكثير من الأمراض؛ استخدمت لأكثر من خمسة الآف عام؛ نشأت في الصين؛ واستعملها الهنود؛ و الفراعنة؛ و الرومان؛ و البابليون؛ وهي العلاج عن طريق استعمال الكؤوس الفارغة وتسريب الدَّم الفاسد منها؛ حيث أوصى بها عدد من المسلمون وأطباء العرب مثل أبو بكر الرازي؛ و ابن سينا؛ وابن القيم؛ والبغدادي؛ والزهراوي؛ ستتعرفون من خلال مقالنا من معلومة مفيدة عن فوائدها؛ وأنواعها؛ وأضرارها.
الحجامة
مثلت الحجامة جزء أساسي من أساليب العلاج اليدوي البديل منذ القدم. فحتى مع تقدم الطب الحديث بمختلف وسائله وأنواعه، ظل الإقبال على الحجامة مستمراً نظراً لفوائدها الجسدية والنفسية العديده. فماهي هذه الفوائد؛ فقد استخدمت لعلاج العديد من الأمراض؛ كما استخدمها المصريون القدماء للتخلص من آلام الجسم؛ فهي علاج بديل نظراً لفوائدها الكثيرة؛ فهي تستخدم بهدف التخلص من السموم الموجودة داخل الجسم ولتنشيط الدورة الدموية؛ ويوجد لها أنواع كثيرة سنذكرها لكم فيما يلي:
- جافة : تستخدم دون إحداث أي شرط.
- رطبة: يتم استخدامها بسحب الدَّم الفاسد.
- متزحلقة: تتم من أجل التدليك بوضع زيت عليها ولتحريك الكؤوس خلال عملها.
طريقة الحجامة
تختلف طريقة إجراء الحجامة تبعاً لنوعها فالإجراءات تختلف بين الحجامة الرطبة والجافة والمتزحلقة وإليكم تفاصيل كل نوع:
- الحجامة الجافة: تتضمن إجراءات هذا النوع وضع مادة قابلة للاشتعال مثل الكحول أو المواد المستخلصة من الأعشاب ضمن الكؤوس. ثم يتم إشعالها والانتظار حتى تنطفىء. ومع انطفاء النار، يتم وضع الكؤوس على الظهر، وذلك حتى يسبب الهواء الموجود داخل الكأس قوة تمتص جلد الظهر عندما يبرد، يستخدم هذا النوع في سحب الدَّم الفاسد.
- الحجامة الرطبة: يتم فيها إجراء جروح صغيرة وغير عميقة في الظهر، ثم يتم وضع كؤوس فوق هذه المناطق التي تم إجراء الجروح فيها؛ ويساعد ذلك على زيادة تدفق الدم مما يؤدي لتحسين الدورة الدموية والتخلص من السموم والمواد الضارة؛ ودورها يتلخص في العمل على تجديد خلايا الدم.
- الحجامة المتزحلقة: تعتبر من الطرق الطبيعية لتدليك الجسم ففيها توضع كؤوس الحجامة على أماكن محددة وتُحرك في حركات دائرية بعد أن يُدهن الجسم بأحد الزيوت الطبيعية؛ مثل زيت الزيتون؛ وزيت النعناع؛ وغيرهم؛ هذه الحركات تساعد على تنشيط الدورة الدموية وتخليص الجسم من المواد السامة.
قبل أن نختتم فقرتنا هذه نود أن نوضح أن الطبيب إذا استخدم مشرطاً لعمل جروح بسيطة على المكان المصاب على الجلد على سبيل المثال منطقة الرقبة أو الظهر أو الكتفين؛ لسحب الدَّم الفاسد؛ ستعود البشرة إلى طبيعتها خلال فترة أقصاها عشر أيام من الإجراء؛ ولن تترك الحجامة أي أثر.
وقت الحجامة
ننتقل معكم خلال فقرتنا هذه لتوضيح أفضل توقيت لإجراء الحجامة؛ فالحجامة ليست مجرد علاج بديل وإنما سُنة عن النبي ﷺ:
- قد أوصانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأفضل الأيام المستحب فيها عمل الحجامة نظراً لفوائدها المتعددة للجسم فقد أوصانا بالعلاج في أيام معينة وهي الأيام الفردية من الأشهر القمرية؛ وقد قال النبي ﷺ أن أفضل الأيام هي؛ (الاثنين أو الثلاثاء أو الخميس) وقد جاء هذا وفقاً للأحاديث النبوية الشريفة وذلك في قولِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: (مَنِ احتَجَم لسبعَ عشْرةَ من الشهرِ ، وتِسْعَ عشْرةَ ، وإِحْدَى و عشرينَ ، كان له شفاءً من كلِّ داءٍ)
- في هذا السياق ينصح الخبراء بأن تكون جَلسة العلاج قبل تناول الطعام وفي الصباح الباكر؛ وبالتالي فإن المفضل أن تتم في الأيام الفرادى على معدة فارغة.
شروط الحجامة
لضمان تحقيق أقصى استفادة من الحجامة يتعين عليكم مراعاة عدة شروط:
- نظافة الجلد والتأكد من عدم وجود أية التهابات أو تقرحات في المكان المراد إجراء الحجامة عليه.
- نظافة الأدوات المستخدمة والتأكد من تعقيمها للوقاية من العدوى والالتهاب.
- التأكد من سن المريض، بحيث لا يمكن إجرائها للاطفال أو من هم دون السن.
- تقييم الحالة الطبية للمريض من حيث سلامة القلب والشرايين، حيث أن الحجامة تعمل على توسيع الشرايين وزيادة تدفق الدم.
فوائد الحجامة
تستخدم الحجامة لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات فهي تساهم في تخفيف الألم وتشنج العضلات وعلاج المشاكل الهضمية بشكل عام. وبشكل خاص تستخدم الحجامة لعلاج الحالات الصحية الآتية:
- تستخدم لعلاج الصداع النصفي كما أنها تعالج صداع العيون.
- التخفيف من ألم الظهر.
- تساعد على تنشيط الدورة الدموية.
- علاج الضغط المرتفع.
- تستخدم في علاج الضعف الجنسي.
- تقوي جهاز المناعة.
- تساعد في علاج ضعف الذاكرة.
- الأمراض الجلدية مثل الإكزيما وحب الشباب.
- كما أنها تساعد على استرخاء الجسم والعقل.
- تعمل على توسيع الأوردة والشرايين.
- سحب السموم التي توجد بالدم من الجسم.
- يمكن أن تساعد في علاج اضطرابات الدَّم.
- كما أنها تساعد على استرخاء العضلات.
- علاج احتقان الشعب الهوائية.
- تساعد على التخلص من القلق والاكتئاب.
- كما أنها تساعد على تجديد البَشَرَة وتنظيفها.
- مشاكل القلب وتستخدم أيضاً في علاج الأوعية الدموية.
- علاج أمراض الروماتيزم مثل التهاب وآلام المفاصل.
- تستخدم في علاج الأمراض النسائية بالإضافة إلى مشكلات الخصوبة.
- وتعمل على علاج أمراض الكلى كما أنها تساعد في علاج مشكلات الكبد.
- تساعد في علاج مرض السكري وتستخدم في علاج الضغط.
- تلعب دور كذلك في علاج ثعلبة الرأس.
الحجامة للنساء
تستخدم لعلاج بعض الأمراض وأيضاً لها فوائد للنساء على وجه الخصوص فعلى سبيل المثال:
- أولاً : تعمل على تحسين الدورة الدموية؛ وبالتالي فإنها تزيد من النشاط واللياقة في الجسم.
- ثانياً : تعتبر علاج لمشاكل الدورة الشهرية.
الأماكن المناسبة لاستخدامها للنساء هي منطقة الأكتاف أو الذراعين أو الأرداف أو الظهر؛ ولكن على الرغم من الفوائد المذهلة التي تمنحها للنساء إلا أنها قد تسبب ضرر في بعض الحالات لدى نسبة قليلة من النساء ومن أضرارها المحتملة للإناث:
- تؤدي إلى هبوط ضغط الدَّم.
- كما أنها قد تسبب العدوى بسبب عدم النظافة.
- بالإضافة إلى ذلك تسبب فقر الدَّم
- وبذلك فهي تسبب الدوار والدوخة.
- ثم نقص التركيز والتعب.
فوائد الحجامة للرجال
بجانب الفوائد الصحية الخاصة بالمرأة تلعب دور في علاج بعض المشكلات الصحية لدى الرجال؛ ومن الفوائد التي تحققها للرجال نذكر:
- تساعد على زيادة الخصوبة.
- تعمل على التقليل من الاضطرابات الهضمية.
- المساعدة على علاج السعال.
- تساعد في التقليل من الصداع.
- المساهمة في علاج التهاب الشعب الهوائية.
- إضافة إلى ذلك تعمل على تعزيز صحة البَشَرَة و علاج حب الشباب.
- كما أنها تساهم في علاج الم العضلات.
- تساعد على تخفيف ألم الجسم.
- ومع ذلك تعمل على علاج مشكلات الجهاز التنفسي.
- وتستخدم في تحسين تدفق الدورة الدموية.
من ناحية أخرى بالرغم من فوائدها ولكن لها أضرار للرجال؛ منها:
- ظهور الكدمات على الجسم.
- الشعور بحرقة مكان استخدامها.
- التعرض للالتهابات.
- الشعور بدوخة في الرأس.
أضرار الحجامة
استخدامها يعد أمنا ولكن يوجد لها بعض الأضرار المحتملة من الحجامة قد تحدث في أحيان بسيطة؛ هذه الأضرار نوضحها لكم فيما يلي:
- ظهور كدمات على الجلد.
- الشعور بدوار خفيف بعد العلاج.
- ألم بسيط في مواضع المكان المصاب.
- التهابات خفيفة.
- الشعور بالغثيان.
- إصابة الجلد بالعدوى.
- الإصابة بالحروق.
- التعرق.
نصائح لإجراء الحجامة
لضمان الحصول على الاستفادة الكاملة من الحجامة يتعين عليكم اتباع مجموعة النصائح الخاصة بالجلسة؛ فقد أوصى الأطباء باتباع نصائح محددة قبل إجراء الحجامة ونصائح بعد الإجراء؛ هذه الإرشادات نطلعكم عليها عبر الأسطر التالية:
نصائح ما قبل الإجراء
- يُنصح قبل البدء في الإجراء تناول كمية مناسبة من المياه؛ تقريباً ما يعادل 6-8 أكواب.
- من المفضل ارتداء ملابس فضفاضه.
- الحرص على إخطار الطبيب المعالج بحميع الأدوية التي يتم تناولها وتفاصيل التاريخ المرضي؛ إذا كنتم من أصحاب الأمراض المزمنة.
- قبل موعد الجلسة بثلاث ساعات كحد أدنى ينبغي ألا يتناول المريض أي وجبة لضمان الحصول على أفضل النتائج.
- الاستحمام قبل إجراء الحجامة بثلاث ساعات كحد أدنى وتجنب الاستحمام قبل الجلسة مباشرة.
نصائح ما بعد الإجراء
- تناول كمية مناسبة من المياه حيث تسهم المياه في تنظيف الجهاز اللمفاوي من الفضلات الخلوية التي قامت الحجامة بإخراجها من فضلات الجسم.
- الحصول على القسط الكافي من الراحة فالشخص يشعر من بعد الحجامة بألم عام في الجسم يجعله في حاجة إلى الراحة.
- على الشخص أن يتجنب الجماع لمدة 24 ساعة من بعد الجلسة.
- كذلك ينصح بتجنب تناول اللحوم ومنتجات الألبان خلال 24 ساعة من إجراء الحجامة.
- تجنب تعريض المناطق التي تم علاجها بالحجامة إلا الهواء؛ وكذلك المحافظة على الجسم دافئ.
- ينصح أيضاً بالاستحمام بالمياه الدافئة دون استخدام الصابون أو مواد الاستحمام على المناطق المعالجة.
في الختام من مقالنا معلومة مفيدة نود أن نؤكد على ضرورة تجنب عمل الحجامة إذا كنتم من المصابون بالسرطان المتنقل؛ أو خلال فترة الحمل؛ أو عند وجود كسور في العظام؛ لتجنب الأضرار الوخيمة المحتمل أن تسببها الجلسة في هذه الحالات.