البطالة من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر على الناس في مختلف أنحاء العالم، وهي واحدة من أصعب التحديات التي تواجه الحكومات والمجتمعات لما يترتب عليها من آثار ولحجم التأثير الذي تحدثه البطالة على الفرد، بل وعلى المجتمع ككل، جئناكم بتفاصيل حول اسباب البطالة ونتائجها وسنعرضها لكم عبر سطورنا التالية في معلومة مفيدة موضحين سبل التغلب عليها.
اسباب البطالة
مفهوم البطالة يشير إلى أولئك الذين يمتلكون القدرة على العمل ولكن لا يجدون وظيفة تقبلهم، وهي من الظواهر الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات، وبالطبع فهناك اسباب تؤدي إليها، هذه الأسباب هي ما سننتقل للحديث عنه عبر سطورنا التالية:
- انخفاض الأجور: إذا لم يغطي الدخل الشهري احتياجات الشخص سيضطر للبحث عن وظيفة أخرى، شغله لوظيفة أخرى يجعله يستحوذ على مكان موظف آخر، هذا بالطبع يعزز من فرص انتشار البطالة.
- التطور: على الرغم من الإمكانات المتميزة التي باتت توفرها الآلة إلى أنها بعضها كان سبب في البطالة، فقد اتجه أغلب أصحاب الأعمال إلى شراء الآلات وإحلالها مكان الموظف.
- ضعف المقومات: إذا لم تمتلك الدولة المقومات الكافية لتشغيل القوى العاملة سيرتفع معدل البطالة.
- العمالة الوافدة: بعض الدول لا تولي اهتمام لتوطين العمالة، هذا بدوره يجعل العمالة الوافدة تستحوذ على فرض عمل لربما يحتاجها المواطن، ومع زيادة عدد العمال الوافدين تزيد نسب البطالة.
- فجوة في العرض والطلب: من الأسباب المباشرة للبطالة وجود فجوة بين العرض والطلب فنجد عدد الباحثين عن العمل أكبر من الوظائف المعروضة.
- عدم توافق المهارات مع احتياجات سوق العمل: في بعض الأحيان تكون البطالة نتاج طبيعي لعدم توفر متطلبات سوق العمل لدى الراغبين في الحصول على وظائف، فهنا قد تحدث البطالة رغم توفر الفرص.
أنواع البطالة
المفهوم الأساسي للبطالة بجميع ما تحويه من أنواع هو عدم توفر فرص عمل لأشخاص قادرين على العمل، ولهذه البطالة أنواع تطلعكم عليها سطورنا التالية:
- البطالة الاحتكاكية:
- يشمل هذا النوع الموظف الذي فقد عمل وما زال يبحث عن وظيفة أخرى.
- تعتبر أقل أنواع البطالة ضررًا فهي قصيرة الأجل وعلى الأغلب لا تؤثر على الاقتصاد.
- البطالة الهيكلية:
- هذا النوع يحدث حينما تكون متطلبات سوق العمل غير متوافقة مع إمكانات المتقدمين للعمل.
- في هذه الحالة لن يستطع سوق العمل توفير وظيفة لكل باحث عن عمل.
- البطالة الكلاسيكية:
- هي النوع المتعارف عليه من البطالة، تحدث عندما تكون فرص العمل المتوفرة أقل من عدد الباحثين عن العمل.
- يؤثر هذا النوع على اقتصاد الدولة بشكل كبير.
- البطالة المخفية:
- يمثل هذا النوع أولئك الذين توقفوا عن البحث عن عمل نتيجة البحث الطويل دون جدوى.
- مخفية لأنها لا تحسب ضمن إحصائيات البطالة الرسمية.
- البطالة الدورية:
- يحدث هذا النوع حينما يقل الطلب على الخدمات أو السلع فيضطر صاحب العمل للتخلي عن بعض الموظفين.
- البطالة طويلة الأمد:
- إذا استمر الشخص في البحث عن العمل لمدة تتعدى السبعة وعشرين أسبوع تصبح بطالة طويلة الأمد.
- هذه قد تتحول إلى بطالة كلاسيكية.
- البطالة قصيرة الأمد:
- هي البطالة التي يستمر فيها البحث عن العمل لمدة 27 أسبوع.
- تشبة البطالة الاحتكاكية بعض الشيء.
كيفية قياس معدل البطالة
تعمل جميع الدول في مختلف أنحاء العالم على حساب معدلات البطالة بشكل دوري لتدارك الأمر قبل أن يمثل أزمة اقتصادية، وفي صدد حديثنا عن اسباب البطالة نذكر الآلية التي يتم بها قياس معدل البطالة:
- تحسب البطالة بقسمة عدد المتعطلين عن العمل على العدد الكلي للقوى العاملة.
- كما قد تحسب بحساب النسبة المئوية لأعداد العاطلين عن العمل بالنسبة للقوى العاملة.
- يقصد بالقوى العاملة العدد الكلي للأشخاص العاملين مضاف إليها العاطلين عن العمل.
نتائج البطالة وحلولها
للبطالة تأثير قوي على المجتمع، خاصة إذا لم تضع لها الدول حدًا وتحولت إلى تضخم، ومن النتائج التي قد تحدثها البطالة نذكر:
- انتشار الجريمة: قد تكون البطالة دافع لحدوث الجريمة فالبعض يقتل ليسرق، والبعض تدفعه حاجته لفعل أشياء غير أخلاقية كالنصب والاحتيال وغيرهم من السبل التي يجدون فيها تلبية لاحتياجاتهم.
- انهيار المبادئ: مع انتشار السوء والجريمة والأفعال اللاأخلاقية تنهار المبادئ ويسود الفساد.
- ضعف المجتمع: من أكثر الأشياء التي قد تؤثر على قوة المجتمع هي البطالة.
- ضعف الاقتصاد: تؤثر البطالة بشكل مباشر على اقتصاد الدول حيث تتسبب في إهدار الموارد.
- التشوه النفسي: تلحق البطالة أضرار نفسية بالفرد فبعض المتعطلين عن العمل بسبب البطالة يفقدون الثقة بأنفسهم.
- الإدمان: المتعطل عن العمل لظروف خارجة عن إرادته ينصرف تلقائيًا لفعل أشياء غير مقبولة في المجتمع كالإدمان مثلًا.
تأثير البطالة على الفرد
بعد أن عرضنا في إيجاز نتائج البطالة بشكل عام ننتقل معكم لتوضيح تأثيرها على الفرد بشكل خاص:
- الشعور بالأعباء: إذا لم يجد الشخص سبيل في توفير حاجاته الأساسية سيشعر بالعبء خاصة وإن اضطر لاقتراض مبلغ من المال أو لصرف المدخرات لتوفير الأساسيات.
- الضغط النفسي: من أبرز تأثيرات البطالة على الفرد التأثير النفسي فإذا لم يتمكن الشخص من إيجاد فرصة عمل مناسبة على الرغم من بحثه الدائم سيصبح أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
- فقدان المهارات: بعض المهارات يحتاج تذكرها إلى الممارسة ومما لا شك فيه أن تعطل الفرد عن العمل لفترة قد يفقده مهاراته.
- انخفاض مستوى الدخل: تؤثر البطالة على إجمالي دخل الفرد مما يضطر البعض للتغافل عن بعض الرفاهيات، والأزمة أن البعض يحتاج للتنازل عن بعض الضروريات.
- الإصابة بالأمراض: القلق والتوتر والشغور الذي يصاحب البحث الطويل عن العمل دون جدوى يجعل الشخص عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض كأمراض القلب والسكري وغيرهم.
تأثير البطالة على المجتمع
تأثير البطالة لا ينحصر فقط على المتعطل عن العمل بل يمتد ليشمل المجتمع، ومن تأثيرات البطالة على المجتمع:
- التفكك الأسري: فقدان المعيل القدرة على توفير الحاجات الأساسية لذويه يزيد من الخلافات بين أفراد الأسرة، كما يزيد من فرص الطلاق.
- الاقتصاد: في مراحل متقدمة من البطالة يتأثر أقتصاد الدولة، فترسخها يحتم على الدولة توفير الدعم والمساعدات الغذائية والطبية للمحتاجين.
- انتشار الفساد: إذا لم يجد الفرد سبيل لتوفير احتياجاته الأساسية قد يلجأ لتوفيرها بطرق غير مشروعة كالسرقة.، الأمر الذي يزيد من فرص انتشار الجريمة.
- هجرة الكفاءات: الدول التي لا تولى اهتما لأبنائها ولا تضع نسبة للعمالة الوافدة تخسر كثير من أبنائها الموهوبين.
- تزعزع الاستقرار السياسي: تسبب البطالة فقدان الثقة في الجهات المعنية بتوفير فرص عمل للمواطنين.
حلول مشكلة البطالة
لحل المشكلة تحتاج الدول للنظر إلى اسباب البطالة لديها، فبمجرد تحديد السبب تتمكن من سد الثغرة التي تسببت في البطالة؛ وإليكم بعض الحلول المقترحة لحل هذه المشكلة:
- توفير دورات تدريبية للشباب الخريجين ليتزودوا خلالها بالخبرات التي يحتاجوها للانضمام إلى سوق العمل.
- منح أولوية التوظيف لأبناء الدولة وتخفيف نسبة العمالة الوافدة.
- تجنب استبدال الموظف بالآلة طالما معدل الإنجاز متقارب.
- زيادة الأجور حتى لا يضطر الموظف لإيجاد أكثر من وظيفة ليغطي احتياجاته الأساسية.
- إقامة المؤسسات وتوفير تمويل للشركات الناشئة يساعد كذلك على حل مشكلة البطالة.
- نشر الوعي بأهمية العمل الحر ودعم الشباب لإقامة مشروعاتهم الخاصة.
- المؤسسات التي تحتاج إلى كوادر للعمل التطوعي إذا أضافت رواتب لتلك الأعمال ستساعد على الحد من انتشار البطالة.
- توفير فرص التعين للجميع دون تمييز فئة عن أخرى، خاصة في الأعمال التي لا تحتاج تأديتها إلا لمهارة لا داعي لاشتراط المؤهل.
- توفير دعم لأصحاب الحرف اليدوية فبعض الموهوبين بإمكانهم استغلال مواهبهم في توفير الدخل.
أسئلة شائعة
لماذا نتحدث عن البطالة؟
خصصنا مقالنا اليوم للحديث عن البطالة لأن الحد منها لا يقع على عاتق الدولة فقد، وإنما هي مسؤولية يشترك فيها المجتمع ككل، فلأصحاب المؤسسات دور ولوسائل الإعلام دور ولكل فرد دور في التوعية كي لا يتفاقم الأمر.
هل هناك بطالة حقيقية وبطالة مقنعة؟
نعم يوجد بطالة حقيقية وأخرى مقنعة ويمكن شرح تلك المقنعة بإيجاز في أنها تمثل حالة الأشخاص الذين يعملون بدوام جزئي في حين رغبتهم في الحصول على وظيفة بدوام كلي، وتشمل كذلك الأشخاص الذين يقبلون بأعمال أقل من مستوى مؤهلاتهم، فهؤلاء يعملون بقدرات لا تحاكي طاقتهم العظمى.
في الختام وبعد أن تعرفنا على اسباب البطالة نود أن نؤكد على ضرورة تضافر الجهود لمعالجة مشكلة البطالة ولتحقيق نمو اقتصادي واجتماعي مستدام لضمان تحسين جودة الحياة والاستقرار الاجتماعي سواء للأفراد أو اللمجتمع، نلقاكم في مقال آخر ومعلومة مفيدة أخرى.