كثير منا يحتاج إلى أوقات الراحة والفراغ خاصة العاملين والموظفين وأولئك الذين تضيع أغلب أوقاتهم وهم منشغلين في عمل ما أو في مهام ما؛ وأغلب هؤلاء يعتقد أن الفراغ هو السبيل للسعادة؛ لكن هذا غير صحيح فعلى الرغم من أن الراحة مطلوبة في كثير من الأحيان إلا أنها إذا أصبحت روتين يومي ستصبح مصدراً للقلق والتوتر ولربما للأمراض النفسية؛ والآن نضع بين أيديكم في معلومة مفيدة أضرار وقت الفراغ تأكيداً على فكرة أن الحياة المريحة ليست جميلة كما تظن.
أضرار وقت الفراغ
على الرغم من أن إيجاد وقت للفراغ هدف يسعى وراءه المنشغلين إلا أن هذا الفراغ إذا زاد عن الحد سيسبب ضرر ولربما يتعقد الأمر فيصيب الشخص بحالة أو مرض نفسي؛ فمن الأضرار المحتملة لوقت الفراغ الدائم:
- تقلبات المزاج بين الغضب واللامبالاة؛ الحزن والفرح؛ الخوف والطمأنينة.
- الشعور بالإجهاد نتيجة قلة الحركة.
- فقدان الشغف.
- اكتساب عادات سيئة وعدم الانضباط.
- عدم التركيز والإصابة باللامبالاة.
- حالة من الصمت لربما تقود الفرد إلى العزله.
- الإرهاق الجسدي الذي يعقبه إصابة بالأمراض.
- الشعور بالملل.
- فقدان الرغبة في فعل الأشياء.
- إيجاد صعوبة في القيام بأبسط الأمور.
- الاستلقاء لفترات طويلة والشعور بالوخم.
تعريف وقت الفراغ
قبل أن ننتقل لموضوع حديثنا اليوم الذي يؤكد على فكرة أن الحياة المريحة ليست جميلة كما نظن يتعين علينا توضيح مفهوم وقت الفراغ كي لا يختلط عليكم الأمر:
- يمكن تعريف وقت الفراغ على أنه الوقت الذي لا يعمل فيه الشخص أي شيء سواء على سبيل الترفيه أو العمل.
- في أوقات الفراغ يسعنا الاستمتاع بالأنشطة الترفيهية والاستمتاع بالوقت.
- كذلك يمكن تعريف وقت الفراغ على أنه الوقت الذي يمكننا استغلاله للابتعاد عن المشاكل والانشغال والعمل.
- الفراغ يطلق على الأوقات التي نختار فيها ما نفعل وليس الأوقات التي نفعل فيها الأشياء التي نحتاجها وتعتبر ضرورية.
على الرغم من أن وجود وقت فراغ أمر ضروري إلا أن الحصول على الكثير من وقت الفراغ أمر مزعج وليس مطلوب كما يعتقد البعض.
وقت الفراغ والأمراض النفسية
وقت الفراغ من الضروريات التي يحتاجها الإنسان في حياته ولكن إذا تحول الوقت كله إلى وقت فراغ سيصبح الأمر خطراً؛ ومما لا شك فيه أن الحل الأمثل لهذه المشكلة هو إيجاد التوازن بين العمل والفراغ؛ وانطلاقة من هنا يعد استثمار وقت الفراغ بشكل إيجابي فن من فنون الحياة المعاصرة فهو لا يقل في الأهمية عن الوقت الذي يمضي في العمل؛ وإليكم بعض النظريات التي أوضحت العلاقة بين وقت الفراغ والأمراض النفسية:
- يقول أحد استشاريين الطب النفسي أن وقت الفراغ من أهم الأمور في حياتنا؛ ويشير إلا أن تأثيره قد يكون إيجابي أو سلبي فلا يقف عند التقليل من سعادة الأشخاص فحسب وإنما قد يكون باباً للإصابة بأحد الأمراض النفسية.
- أكد على هذا الأمر قائلاً أن الإنسان إذا جلس ما يقارب 20 دقيقة فراغ في الأسبوع سيصبح عُرضة للإصابة بالأمراض النفسية.
- هذه النسبة ليست بسيطة فمعناها أن 3 دقائق من الفراغ يومياً كفيلة بتدمير نفسية الشخص.
- قد يرى البعض أن هذه مبالغة؛ لكن حينما تعلم أن المقصود بالفراغ ليس الوقت الذي نستمتع فيه بالأنشطة؛ إنما الوقت الذي لا يفعل فيه الإنسان شيء قد تتفهم الأمر.
- فيما وقد أضاف الاستشاري أن أوقات العبادات والاسترخاء والتأمل مستثناه من وقت الفراغ كونها نشاطات هادفة.
متى يصبح الفراغ مفيد
يصبح الفراغ مفيد حينما يسيطر الشخص على وقته؛ هذه السيطرة تأتي بالتخطيط المسبق لتلك الأوقات؛ فشعور الشخص بأنه المتحكم في وقته يمنحه سعادة وحينها تتحقق الفوائد الآتية:
- يساعد وقت الفراغ على الاسترخاء وبالتالي تقليل الإجهاد وتعزيز جهاز المناعة.
- استغلال الوقت في فعل أشياء مثيرة وممتعة كاللعب يساعد على تقليل مستوى التوتر على المدى البعيد.
- التخفيف من الإجهاد والآلام التي يشعر بها الفرد.
- يجعل الفرد بعيداً عن القلق والتوتر والاكتئاب والأمور المحتمل حدوثها نتيجة الضغط الزائد.
- القيام بالأنشطة الترفيهية يساعد على تحسين الصحة النفسية وبالتالي يجعل الشخص في مأمن من الإصابة بعدة أمراض.
- كما يساعد على تحسين المزاج نتيجة الشعور بالإيجابية في الحياة.
آليات تنظيم وقت الفراغ
على الإنسان أن ينظر لأوقات الفراغ على أنها فرصة مثالية لتعلم مهارات أو لممارسة هواية جديدة؛ أو أنها فرصة لتعزيز العلاقة مع الآخرين، فمن منظور الشخص للأشياء تظهر قيمتها؛ وعليها تتحدد آلية تمضية الوقت؛ ومن آليات تنظيم وقت الفراغ نذكر:
- جدولة الأنشطة المراد فعلها؛ فهذا لا يساعد على الحفاظ على صحة بدنية وعقلية فحسب إنما يضيف معنى لحياة الفرد؛ ومن الأنشطة المثمرة الممكن فعلها في أوقات الفراغ:
- اليوغا.
- الخروج في نزهة.
- ممارسة الأنشطة الرياضية.
- مشاهدة المسلسل أو الفيلم المفضل.
- الاطلاع على كتب وقراءة المقالات.
- زيارة المتاحف أو الأماكن التاريخية.
- الفنون والحرف اليدوية.
- التأمل.
- الذهاب في رحلة طويلة.
- القيام بالأعمال التطوعية.
- ممارسة الأنشطة الترفيهية.
- تعلم مهارة جديدة.
- الحصول على دورة تدريبية.
الفراغ ليس الأمر الذي نحتاج؛ الفراغ قاتل ومدمر، هذا ما قصدنا توضيحه لكم في معلومة مفيدة؛ فعلى الإنسان خلال رحلة حياته ألا يسعى وراء الفراغ؛ وهذه ليست دعوة للانشغال الدائم إنما !! “خير الأمور الوسط” فلا السعي وراء الانشغال الدائم مُجدي ولا السعي وراء الفراغ كذلك؛ ولكن ماذا إذا وجد الإنسان سبيل ونهج يجعله منشغل تارة ومتفرغ تارَة أخرى ؟ بالطبع سنتجنب أضرار وقت الفراغ المحتملة ولربما سنسعد فمعنى الراحة يخرج من قلب العمل والجد والاجتهاد.