الاستقرار النفسي والخلو من الاضطرابات النفسية والشعور بالإيجابية والدافعية نحو تقديم كل ما هو مثمر؛ وكذلك حالة الاتساق مع الذات والتوافق مع المجتمع والشعور الدائم بالرضا كلها مرادفات للصحة النفسية والتي هي سبب ونتيجة للراحة النفسية في آنٍ واحد وفي هذا المقال على موقعنا معلومة مفيدة نستعرض أهم أسباب عدم الشعور بالراحة النفسية، والمعوقات التي تحول دون الوصول إليها، وسبل التغلب على هذه المعوقات.
أسباب عدم الشعور بالراحة النفسية
هناك عدة مسببات لعدم الشعور بالراحة كالأسباب النفسية والمرضية وخلافهم من الأمور التي تدعو للضيق؛ ومن أبرز أسباب الشعور بعدم الراحة نذكر الاضطرابات النفسية:
- الخجل:- ويعرف الخجل على إنه حالة من الانسحاب الاجتماعي يترتب عليها خلل كمي أو كيفي في العلاقات الاجتماعية؛ حيث يعاني الإنسان من قلة الأصدقاء أو عدم جودة العلاقات وفقدان الوئام والتوائم والحميمية مع الآخرين؛ ويعد سبب رئيسي لانعدام الشعور بالراحة النفسية.
- الوحدة النفسية:- وهي حالة من العزلة والوحدة تنتج عن الخجل الاجتماعي.
- الرهاب الاجتماعي:- وهو نوع من أنواع اضطرابات القلق وهو خوف من أشياء ليست مصدر خطر في العادة؛ ويعد الرهاب الاجتماعي من أكثرها شيوعاً وهو يسبب شعور بعدم الراحة النفسية في اللقاءات الاجتماعية، وهناك أنواع عديدة من الرهاب مثل: (رهاب الأماكن المرتفعة -رهاب الأماكن المغلقة – رهاب الدم – رهاب القطط وغيرها)
- الاكتئاب:- وهو حالة من الحزن المستمر الذي يستمر لأكثر من أسبوعين يصاحبه حالة من الخمول وانعدام المعنى واليأس والرغبة في الانتحار مما يهدد حياة الشخص ويؤثر على روتينه اليومي، ويعد اليأس وانعدام المعنى على رأس أعراض الاكتئاب وينتهي برغبات انتحارية وهو على رأس الاضطرابات النفسية التي تسبب الشعور بعدم الراحة النفسية.
- الوسواس القهري:- وهي أفكار تتسلط بإلحاح على ذهن المريض فتؤدي إلى تكرار أفعال تعطل يومه، أو تسلط فكرة عليه ولو كانت تافهة.
- كرب ما بعد الصدمة:- يصيب الإنسان بعد التعرض لحادث مؤلم أو تعرض أحد أحبته لحادث فيتهدد شعوره بالآمان.
بعض الأمراض المزمنة التي تسبب الشعور بعدم الراحة النفسية
قد يكون السبب في عدم الشعور بالراحة هو الإصابة ببعض الأمراض المزمنة؛ من هذه الأمراض:
- الإصابة بأمراض القلب والرئتين.
- الإصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن.
- الإصابة بمرض السكري.
- الأمراض الجلدية كالأكزيما والبهاق.
- الإصابة بالعجز والشلل.
- فقدان أحد طرف أو أكثر أو عضو من أعضاء الجسم.
- الإصابات الناتجة عن الحوادث والحروق.
- متلازمة اضطرابات الدورة الشهرية.
- قصور الكلى أو الكبد.
- الإصابة بالزهايمر أو الخرف.
- مرض التوحد أو طيف التوحد.
- فرط الحركة وتشتت الانتباه.
- الأمراض العصبية والعضلية الوراثية.
ومن المعروف أن حياة الإنسان النفسية تمر بمراحل صعوداً وهبوطاً ولا يمكن أن تسير على وتيرة واحدة؛ وكما أن للجسم مناعة نفسية فإن للنفس أيضاً مناعة وعلى الإنسان أن يقوي مناعته النفسية باستمرار من خلال تصحيح أفكاره وفهم الحياة وتقلباتها غير المتوقعة وتعزيز الشعور بالرضا بما هو متاح وهذا ما يسمى بعملية التوافق؛ وينبغي أن يحرص الإنسان على تحسين بيئة العمل والمنزل كي يشعر بالراحة النفسية.
اضطرابات القلق من أسباب عدم الشعور بالراحة النفسية
لا شك أن القلق شعور مزعج؛ وغالباً ما تكون آراء الناس حول الأسباب التي تسلب من الإنسان راحته النفسية متمحوره حول (التفكير الزائد – القلق بشأن المستقبل والمجهول)؛ وفي حديثنا عن القلق ينبغي أن نفرق بين القلق كحالة عابرة، واضطراب القلق العام.
تعريف القلق:- هي حالة من التوتر والارتباك من مجهول؛ يترتب عليها أعراض جسمية كالأرق، ارتفاع ضغط الدم، زيادة ضربات القلب؛ مثال (القلق بشأن فقدان الوظيفة – القلق بشأن نتيجة الاختبار ..الخ)؛ وهي حالة عابرة ومؤقتة.
تعريف اضطراب القلق العام
يتم تشخيص الشخص باضطراب القلق العام بحسب الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس حين يكون مصاباً بالأعراض التالية:-
- استمرار الأعراض لستة أشهر على الأقل.
- انتقال حالة القلق من موضوع إلى آخر.
- صعوبة السيطرة على حالة التفكير الزائد المصاحبة للقلق.
يكون اضطراب القلق لدى الأطفال والبالغين مصحوباً بثلاثة أعراض على الأقل من الأعراض الجسدية الآتية:-
- الشعور بالغثيان والقيء.
- الشعور بالإرهاق المستمر من أقل مجهود.
- الشعور بشرود الذهن وتشتت الانتباه.
- آلام وأوجاع في العضلات.
- حالة من الأرق والكوابيس المتكررة.
- حالة من التهيج قد تكون ظاهرة أو غير ظاهرة للآخرين.
- سهولة الشعور بالفزع والعصبية.
سبب عدم الشعور بالراحة النفسية في بيئة العمل
في العمل كذلك قد تدعوا بعض الأمور للشعور بعدم الراحة النفسية؛ من هذه الأمور نذكر:
- المدير المتسلط غير المتفاهم.
- الشعور بعدم التقدير للجهد المبذول في العمل.
- عدم الحصول على فترات راحة كافية خلال العمل.
- عدم قدرة الموظف على إنهاء المهام المطلوبة في الوقت المحدد.
- عدم التعاون بين الزملاء وبعضهم البعض.
- بيئة عمل مليئة بالصراعات والتنافس غير الشريف.
- شعور الموظف بأنه متاحاً في غير أوقات العمل.
كل هذه العوامل قد تسبب الوصول إلى ما يسمى بحالة الاحتراق النفسي للموظف.
أسباب الشعور بعدم الراحة النفسية في البيت
بعض الأمور في المنزل قد تسبب عدم الشعور بالراحة ومن أمثلتها نذكر:
- الأثاث المتهالك يعطي شعور بالكآبة وعدم الراحة.
- استخدام ألوان غير مناسبة في طلاء الجدران فاتحة جداً أو غامقة جداً أو أومزعجة.
- الكثير من الشاشات في المنزل يمكن أن يسبب الشعور بعدم الراحة النفسية.
- تداخل الأسلاك والفوضى بشكل عام تسبب شعور بعدم الراحة النفسية.
- الجمع بين مكان العمل ومكان الراحة يقلل الشعور بالاسترخاء.
- كثرة المتعلقات التي تحمل ذكريات الماضي وعلى الرغم من أهميتها إلا أنها لاينبغي أن تظل أمام ناظرنا طوال الوقت فيشعر الإنسان وكأنه حبيساً لبعض الذكريات التي قد تشمل الراحلين من أحبته مما يسبب شعوراً بالحزن.
- الإضاءة غير المناسبة الشديدة جداً أو الخافتة جداً.
- قد يسبب الانتقال إلى منزل جديد الشعور بعدم الراحة.
- الأصوات التي تسبب ضوضاء في الخلفية كتشغيل التلفاز على البرامج الإخبارية طوال اليوم.
- كثرة الصراخ والمشكلات العائلية والزوجية مما يسبب عدم الراحة النفسية للأطفال والكبار على حدٍ سواء.
سبب عدم الشعور بالراحة النفسية تجاه بعض الأشخاص
قد يشعر الشخص بعدم الراحة تجاه بعض الأشخاص نتيجة بعض التصرفات كـ:-
- التحديق بالنظرات التي تعكس تحيزا جنسياً ونظرة شهوانية للمرأة.
- تحديق بعض الشباب في كبار السن فهذا يتسبب في إشعارهم بأن هناك خطأ ما وذلك بسبب تباعد الأجيال وفجوة التفكير.
- النظرات الغريبة تجاه الآخرين المغايرين ثقافياً ودينياً وعرقياً.
- التنمر وهو سلوك عدواني نابع من احتقار الآخر وانتقاصه.
- وبصفة عامة كذلك فإن التحديق بنظرات غريبة أو القيام بأفعال غامضة يصعب تفسيرها حيث لا دليل ملموس أو مشاهد على سوء أو حسن النية مما يسبب شعور بعدم الراحة النفسية.
أسباب عدم الشعور بالراحة النفسية في الحياة الزوجية
من المعروف أن الحياة الزوجية لا تسير على وتيرة واحدة كأي علاقة بشرية لابد أن ينتابها فترات صعود وهبوط، وفتور وحميمية ،وفاق وخلاف ،ومما لا شك فيه أن احتواء الأزمات بشكلٍ يملأه الاحترام يوطد العلاقات الزوجية؛ وفيما يلي بعض الأسباب التي تسبب الشعور بعدم الراحة النفسية في الحياة الزوجية:-
- كثرة الخلافات وانعدام لغة الحوار والمناقشة والتفاهم بين الزوجين.
- لجوء الزوج إلى العنف الجسدي أو اللفظي أو الصامت تجاه الزوجة.
- ممارسة العنف الزوجي بصفة عامة وتبادل الإهانات يصيب الحياة الزوجية في مقتل.
- الأزمات الاقتصادية مع عدم قدرة الزوجين على وضع حلول لمواجهة الأزمة.
- إفشاء أسرار الحياة الزوجية للعائلة والأصدقاء.
- عدم الاستعانة بالأخصائيين النفسيين عند حدوث المشكلات واللجوء إلى أشخاص غير مؤهلين لحل المشكلات الزوجية.
- تدخل أطراف أخرى من العائلة في الحياة الزوجية الخاصة وكذلك تدخلهم في تريبة الأبناء مما يعرض الحياة الزوجية للمشكلات بصفة مستمرة؛ ولذلك ينبغي أن تكون الحياة الزوجية خاصة وسرية
- الوصول إلى حالة الفتور أو الملل أو الخرس الزوجي.
أسباب عدم شعور الطفل أو المراهق بالراحة النفسية في البيت
نستعرض لكم مسببات الضيق في المنزل:
- الخلافات المستمرة بين الأب والأم أو الانفصال.
- الغيرة بين الإخوة بسبب التفرقة في المعاملة.
- تعرض الطفل أو المراهق للاعتداء الجنسي من أحد أفراد الأسرة.
- الخذلان والتخلي العاطفي عن الطفل عند تعرضه للمشكلات.
- تعرض الطفل للقسوة والعنف والحرمان من أحد الوالدين أو كليهما.
- التذبذب في معاملة الطفل (مابين اللين والقسوة بحسب الحالة المزاجية للقائم بالرعاية).
- شعور الطفل بالانتهاك الدائم للحقوق والخصوصية.
- كبت الطفل وحرمانه من التعبير عن نفسه ومشكلاته ورغباته.
- تعرض الطفل للإهمال الدراسي والعاطفي والطبي داخل الأسرة.
- الأزمات الاقتصادية داخل الأسرة التي تسبب له الشعور بالدونية.
- كذلك مرض أحد أفراد الأسرة.
وتتعدد أسباب عدم شعور الطفل بالراحة النفسية في البيت مما يتطلب التدخل السريع للتغلب على هذه الأسباب والآثار الناجمة عنها من خلال الاستعانة بالاخصائي النفسي والاجتماعي المدرسي لمحاولة احتواء المشكلة مع الوالدين أو القائم بالرعاية.
وسائل تساعد على تحقيق الراحة النفسية
بعد أن تعرفنا معاً عن الأسباب التي تؤدي للضيق ننتقل معكم لتوضيح بعض الوسائل التي تساعدكم على تحقيق الراحة النفسية:
- اللجوء إلى الأخصائي النفسي عند التعرض للضغوط والأزمات اليومية التي يصعب مواجهتها.
- اللجوء إلى الطبيب النفسي في حالة الاضطرابات التي تعيق الحياة اليومية.
- تحقيق الرضا من خلال التوكل على الله، وممارسة العبادات بشكل منتظم والتردد على دور العبادة والاهتمام بالجانب الروحاني.
- الاهتمام بالأعمال الخيرية والتطوعية لما لها من عائد إيجابي على الصحة النفسية.
- تقديم العون والمساعدة للآخرين.
- الاختيار المناسب للدائرة القريبة من الأشخاص والاهتمام بجودة العلاقات وليس كثرتها.
- بالإضافة إلى الاختيار المناسب للوظيفة وبيئة العمل.
- التطوير المستمر للذات مما يعزز الثقة بالنفس.
- التحلي بالإيجابية ومخالطة الأشخاص الإيجابيين.
- الحصول على قسط كافي من الراحة الجسمية.
- الاهتمام بممارسة الهوايات المختلفة والترويح عن النفس.
- تجنب مقارنة النفس بالآخرين.
- كذلك المحافظة على الابتسامة والعلاقات الاجتماعية الجيدة.
الراحة النفسية هي مسعى عالمي من أجل تحقيق رفاهية الإنسان وحياة أكثر تطورا وإنسانية؛لذا يبحث الكثير في أسباب عدم الشعور بالراحة النفسية ولذلك ظهر الاهتمام في نهايات القرن الماضي ومطلع القرن الحالي بعلم النفس الإيجابي الذي يقوم على تعزيز الجوانب الإيجابية كالرضا والإقبال على الحياة مما يعزز الشعور بالراحة النفسية والاستقرار النفسي ولايقتصر الاهتمام على علاج الاضطرابات النفسية ،وفي المقال الذي بين أيديكم على موقعنا معلومة مفيدة استعرضنا أهم معوقات الوصول إلى الراحة النفسية وبعض الوسائل لتحقيقها