يحلم كل أب وأم بنمو طبيعي لأطفالهم؛ وأن يتمتعوا بصحة بدنية وعقلية ممتازة، وفي حالة ظهور أي أعراض أو علامات تنم عن أي نوع من أنواع العرقلة أو التأخر في النمو الجسمي أو العقلي فإن ذلك يثير الكثير من القلق بالنسبة للأب والأم، مما يدفعهم إلى البحث بشتى الطرق والتردد على العديد من الأطباء ومن كافة التخصصات للوقوف على أسباب ضعف النمو عند الأطفال، وفي الحقيقة تتعدد الأسباب ولكن الاكتشاف والعلاج المبكر يمكن أن يساعد في إحراز التقدم في نمو الطفل، مزيد من التفاصيل نتعرف عليها من خلال مقالنا اليوم على موقعنا معلومة مفيدة.
أسباب ضعف النمو عند الأطفال
عندما تلاحظ أن طفلك ينمو بمعدل أقل من أقرانه الذين هم في مثل عمره، تبدأ في البحث عن أسباب ضعف النمو عند الأطفال من أجل اتخاذ الإجراء المناسب لطفلك، وتتعدد الأسباب التي يمكن أن نجملها في الآتي:
- يمكن أن يعود إلى أسباب وراثية، مثل انتقال قصر القامة من أحد الأبوين إلى الطفل.
- مشكلات الغدد الصماء التي تؤدي إلى وجود مشكلات هرمونية تؤخر نمو الطفل ومرحلة البلوغ.
- كذلك يمكن أن يعود السبب إلى قصور الغدة الدرقية.
أهم أعراض نقص النمو عند الأطفال
هناك مجموعة من أسباب ضعف النمو عند الأطفال والتي تؤدي إلى ظهور واضح لأعراض ضعف النمو عند الطفل وتأخره في النمو الملحوظ عن بقية أقرانه، وتخلفه عن خصائص المراحلة العمرية التي يمر بها، ومن أهم هذه الأعراض نذكر ما يلي:
- عدم تناسب طول الطفل وحجم رأسه مع معايير النمو في مرحلته وتأخره عن أقرانه.
- يعاني الطفل من حالة من التأخر العام في النمو البدني والعقلي.
- البكاء المستمر وتقلب المزاج.
- كما يلاحظ على طفلك التأخر في المشي والكلام والجلوس.
- تأخر ملحوظ في المهارات العقلية والاجتماعية للطفل.
- كما يعاني من حالة عامة من الخمول والكسل وضعف الإنجاز.
- ظهور بعض مشكلات الجهاز الهضمي مثل الإمساك.
- يحدث تأخر في نمو الأسنان بشكل ملحوظ.
- كما يعاني الطفل من قصر القامة وقلة حجم الكتلة العظمية بالنسبة لمرحلته العمرية.
- وبالنسبة للعمر الصغير أو الرضع، فتظهر عليهم علامات تأخر النمو كالآتي:
- ضعف في تطور المهارات الحركية واللغوية.
- البكاء بصوت ضعيف.
- انخفاض الوزن وحجم العضلات بصورة ملحوظة عن المعدل الطبيعي.
- كذلك تعرض الطفل لمشكلات الجهاز الهضمي مثل القيء والإسهال.
- فقدان الانتباه والاستجابة البطيئة للمنبهات.
- كما يلاحظ كذلك ضعف التواصل البصري للطفل.
الطول المناسب لكل مرحلة عمرية
يختلف الأفراد فيما بينهم من حيث الطول والعرض والخصائص الجسمية، ولكن الفجوة الملحوظة بين الطفل وأقرانه يمكن أن تكون مؤشر لنقص هرمون النمو أو مشكلة ما في الغدد الصماء، وفي السطور التالية نتعرف على الطول الذي يتناسب مع كل مرحلة عمرية من مراحل نمو الطفل:
- بالنسبة للذكور:
- يبلغ طول الطفل الطبيعي عند الولادة 50 سنتيمتر.
- ويصل إلى 76 سنتيمتر مع بلوغ الطفل سنة.
- وببلوغه عمر العامين يكون طوله الطبيعي في المتوسط 88 سم.
- وبحلول عامه الثالث يصل طوله إلى 95 سم.
- ومع وصوله للرابعة من عمره يصل طوله إلى 103 سم.
- وفي الخامسة من عمره يبلغ طول الطفل الذكر 110 سم.
- ويصل في السادسة من عمره إلى 116 سم.
- وفي السابعة يبلغ طوله 121 سم.
- أما في الثامنة فيبلغ طول الطفل الذكر 127 سم.
- وفي التاسعة يصل إلى 132 سم.
- ومتوسط طول طفل العاشرة 137 سم.
- وينمو كل طفل بمتوسط خمسة سنتيمترات في العام الواحد حتى بلوغ الخامسة عشر.
- ويمكن أن ينمو الطفل الذكر بمعدلات أسرع في نهاية مرحلة المراهقة.
- وبحلول عامه الثامن عشر يصبح متوسط طول الطفل الذكر 177 سم.
- وبالنسبة للإناث:
- يبلغ الطول الطبيعي للأنثى المولودة 50 سم.
- وبحلول عامها الثاني يبلغ طول الطفلة 73 سم.
- وبعمر السنتين يصبح طولها 85 سم.
- وفي عمر الثالثة يصبح 95 سم.
- ويقدر الطول الطبيعي لطفلة في الرابعة من عمرها 103 سم.
- وببلوغ الخامسة يصبح الطول الطبيعي للطفلة 108 سم.
- وفي السادسة من العمر يبلغ طول الطفلة 115 سم.
- 120 سم في عمر السابعة.
- و125 في عمر الثامنة.
- ويصل في عمر التاسعة إلى 130 سم.
- وفي عمر العاشرة يصل إلى 138 سم.
- وبحلول الخامسة عشر يصبح متوسط الطفلة 158 سم.
- يتزايد طول الإناث في أواخر عمر المراهقة بصورة أبطأ من الذكور.
- ويبلغ متوسط الإناث في الثامنة عشر 163 سم.
ما هي أسباب مشاكل النمو عند الأطفال
تتعدد أسباب مشاكل النمو عند الأطفال التي تتطلب أشكال مختلفة من العلاج، وأهمها:
- الأسباب الوراثية كوجود حالات قصر القامة العائلية.
- كما يعد البلوغ المتأخر لدى بعض الأطفال أو ما يسمى تأخر النمو الدستوري أحد هذه الأسباب وعادة ما يكون نمط وراثي كذلك.
- إصابة الطفل كذلك ببعض الأمراض المزمنة، مثل أمراض الكلى والقلب والرئتين.
- سوء التغذية كذلك أحد الأسباب الرئيسية والأكثر انتشارًا حول العالم.
- كما تعد أمراض الغدد الصماء كالإصابة بالسكري واختلال هرمونات الغدة الدرقية أحد مسببات ضعف النمو عند الأطفال.
- قصور الغدة النخامية كذلك والتي تعتبر مسئولة عن إفراز هرمون النمو وهرمونات الغدد التناسلية.
- قلة عدد الكروموسومات أو زيادتها يمكن أن يؤدي إلى مشكلات في النمو.
- الإصابة بالتقزم أو الودانة وهي أكثر أنواع القزامة شيوعًا.
- عدم نمو الجنين بشكل سليم داخل الرحم يعد كذلك أحد الأسباب.
- وجود مشاكل في الأنسجة الخاصة بالنمو.
- كما تعد الإصابة بمتلازمة داون وهو مرض يسببه خلل الكروموسوم 21.
- الإصابة بمتلازمة كوشينغ التي تسبب السمنة والسكري وضعف نمو العظام والتحدب الدهني بين الكتفين.
- متلازمة تيرنر وتصاب بها الإناث وتسبب تأخر علامات البلوغ.
- الإصابة بالأنيميا وفقر الدم.
ما هي أهم طرق التشخيص
يتابع الوالدين مراحل نمو أطفالهم عن كثب منذ أن يبصرون ضوء الحياة، وتوافر الرعاية الطبية المتطورة في العصر الحالي يساعد على التشخيص المبكر لحالات ضعف أو توقف النمو عند الأطفال مما يزيد من فرص تحسين نمو الطفل، ويعتمد التشخيص على الآتي:
- جمل المعلومات عن التاريخ الطبي للطفل، مثل:
- وزنه عند الولادة.
- وكذلك خلال فترات الحمل.
- كما يعد من المهم مقارنة طوله بباقي أطفال العائلة في مثل عمره.
- الأنواع المختلفة كذلك من التصوير بالأشعة يساعد على تتبع نمو العظام عند طفلك.
- كما تعدد التحاليل الهرمونية عن طريق الدَّم ضرورية للتعرف على مشكلات الغدد الصماء.
- صورة كاملة للدم للكشف عن وجود أنيميا أو فقر دَم الذي من الممكن أن يؤخر عملية النمو عند الطفل.
- كما يتم إجراء بعض الفحوصات أثناء نوم الطفل مما يستدعي المبيت في المشفى أحيانًا حيث أن جزء كبير من هرمون النمو يتم إفرازه خلال أوقات النوم.
- إذا تم تشخيص طفلك بالفعل بالإصابة بأحد متلازمات تأخر فيكون السبب معروفًا مما يؤدي إلى الانتقال إلى العلاج.
مضاعفات ضعف النمو عند الاطفال
يمكن لتأخر نمو طفلك، مع عدم تلقي الرعاية والتدخل في الوقت المناسب أن يسبب المضاعفات الآتية:
- تأخر في التحصيل الدراسي.
- كما يمكن أن يسبب العزلة وقلة الثقة بالنفس والعزلة عن أقرانه.
- عدم تنمية مهارات الطفل المصاب بمتلازمة داون أو غيرها يؤدي إلى تدهور قدراته بشكل ملحوظ مع عدم قدرته على الاعتماد على نفسه.
- كما يمكن أن يؤدي تدهور الحالة الصحية للطفل إلى ضعف المناعة التي تصل إلى تهديد حياته.
- التدخل المبكر لأي مشكلة يمكن أن يساهم في علاجها أو تقليل الضرر بأكبر قدر ممكن.
أهم طرق علاج المشكلة
تختلف طريقة العلاج باختلاف السبب، وكلما كان العلاج مبكر أصبح تدارك مشكلات النمو أكثر سهولة وأقل في المضاعفات، ومن أهم وسائل العلاج:
- عرض الطفل على اختصاصي تغذية من أجل توفير النمط الغذائي المناسب وبخاصة حالات تأخر النمو الناجمة عن سوء التغذية.
- الدعم بهرمون الإستروجين في حالة إصابة الطفلة بمتلازمة تيرنر.
- التدخل المبكر في حالات الإصابة بمتلازمة داون ضروري في تطوير النشاط العقلي والاجتماعي والبدني للطفل، ولكن ليس هناك علاج محدد للمتلازمة.
- كما يعد التدخل الجراحي ضروري في بعض حالات إصابة الطفل بأمراض القلب التي تسبب نقص الأكسجين في الدَّم وبالتالي التأثير على عملية النمو.
- كما يتم تقديم العلاج الهرموني في حالة الإصابة الطفل مشكلات الغدد الصماء.
- تناول الطفل للمكملات الغذائية للتغلب على سوء التغذية ونقص الفيتامينات.
- العلاج بهرمون النمو عن طريق الحقن لتحسين جودة الخلايا وزيادة إنتاج الهرمون.
أسئلة شائعة
لماذا نمو طفلي بطيء جداً؟
نتيجة لنقص الفيتامينات والعناصر الغذائية ينمو بعض الأطفال بصورة بطيئة أكثر من أقرانهم ولا يعني ذلك وجود حالة طبية معينة بل إن معظم هؤلاء الأطفال يسير نموهم بشكل طبيعي فيما بعد.
لماذا لا يصبح طفلي أطول؟
في كثير من الأحيان يعود الطول إلى أسباب وراثية ولا يمكن التدخل في مثل هذه الحالات، ولكن ممارسة التمارين الرياضية بالإضافة إلى التغذية السليمة يمكن تحسن من صورة الجسم، ولكن في حالة ملاحظة أي تأخر غير طبيعي أو توقف في نمو الطفل يرجى مراجعة الطبيب.
تعرفنا في السطور السابقة على أسباب ضعف النمو عند الأطفال، فإذا تم تشخيص طفلك بضعف النمو عليك أن تقدم له التدخل والرعاية في وقت مبكر فتنمية قدرات الأطفال الصحية والبدنية والاجتماعية أمر ممكن مع أكثر الحالات صعوبة، ومع تطور وسائل العلاج المختلفة لمشكلات التخاطب ووسائل التدخل المبكر جعل من الأمل بابًا جديدًا كل يوم، نلقاكم على خير مع معلومة مفيدة جديدة.