ب ستحمل طيات سطورنا القادمة من معلومة مفيدة معلومات حول أسباب الرهاب الاجتماعي وأعراضه ومضاعفاته؛ وسُبل علاجه فعلى الرغم من أن شعور القلق طبيعي في حياتنا إلا أنه قد يصنف ضمن الحالات المرضية في بعض الأحيان؛ خاصة إذا زاد عن الحد الطبيعي يصنف كرهاب اجتماعي أو كمرض نفسي وإليكم تفاصيل هذا المرض وتبعياته.
أسباب الرهاب الاجتماعي
الرهاب الاجتماعي حالة قد تصيب الأشخاص لعدة أسباب؛ فلا يوجد سبب محدد للإصابة والأمر قد يختلف من شخص لآخر؛ ومن أبرز أسباب الإصابة بالرهاب:
- الوراثة: وجود تاريخ مرضي في العائلة خاصة إذا كان في أحد أقارب الدرجة الأولى قد يسبب تداخل جيني فينتقل هذا المرض بالوراثة.
- التنمر: تعرض الفرد للتنمر ومروره بمواقف سخريه بالطبع سيؤثر في صحته النفسية وقد يتسبب تكرار هذه المواقف في إصابة الشخص بالرهاب الاجتماعي.
- تأنيب الضمير: قد يبدو لكم الأمر غريباً بعض الشيء خاصة وأن صحوة الضمير من الخصال المحمودة فكيف لها أن تكون داعياً للإصابة بالرهاب؛ بالطبع الجلد الزائد عن الحد للنفس قد يؤدي للإصابة بهذا المرض النفسي.
- طريقة التنشئة: البيئة التي ينشأ فيها الفرد تؤثر في صحته النفسية فالأطفال الذين يعانون من التعنيف المستمر من الوالدين في الصغر هم الأكثر عُرضة للإصابة بالأمراض النفسية ومن ضمنها الرهاب.
- الجنس: بعض الدراسات أشارت إلى أن جنس المولود يؤثر في نسبة إصابته بالمرض وأكدت على أن النساء هم الأكثر عُرضة للإصابة عن الرجال.
- المواقف الصعبة: تعرض الشخص للعديد من المواقف الحياتية المؤلمة يوثر على سلامته النفسية وكذلك التعرض للمواقف الصعبة كأن يضطر شخص للتحدث أمام عدد كبير من الأفراد دون الاستعداد المسبق لذلك؛ فحينها سيشعر الشخص برغبة عارمة في الانسحاب والاختفاء بعيداً عن الأضواء.
- انعدام الثقة بالنفس: فقدان الثقة في الذات يقود الشخص للرهاب الاجتماعي فكلما قل تقدير الشخص لذاته كلما ازدادت احتمالية إصابته بهذا المرض.
- الصفات الشخصية: في بعض الأحيان تكون السمات الشخصية التي يمتلكها الشخص مسبب أساسي في الإصابة فأغلب المصابين إذا بحثنا في سماتهم سنجد أنهم انطوائيين وأكثر ميلاً للخجل.
- الناقلات العصبية: إذا كان لدى الشخص خلل في كيمياء المخ يصبح أكثر عُرضة للإصابة فقد أثبتت دراسات أن المصابين بالرهاب الاجتماعي يعانون من خلل في كيمياء الناقلات العصبية.
هل الرهاب الاجتماعي مرض نفسي
في سياق حديثنا اليوم يبحث الكثير من المهتمين بالتعرف على ماهية الرهاب الاجتماعي عن كونه مصنف ضمن الأمراض النفسية أم لا وهذا ما سنوضحه لكم عبر الأسطر التالية:
- نعم يعتبر الرهاب من الاضطرابات النفسية التي قد يصاب بها الشخص على مدار حياته؛ وهو من أكثر الأمراض النفسية شيوعاً.
الآن بعد أن أجبناكم على استفساركم تجدر بنا الإشارة إلى أن مريض الرهاب الاجتماعي هو الذي يشعر بالارتباك والقلق الزائد عن الحد حيال الأمور الطبيعية الوارد أن تحدث في الحياة اليومية ولا تستدعي القلق؛ كأن يشعر الفرد بالارتباك من المشاركة في الحديث؛ أو بالتوتر والخجل من نظرة الآخرين.
أعراض الرهاب الاجتماعي خفيف
أعراض الأمراض النفسية بشكل عام ليس فقط الرهاب الاجتماعي قد تبدو طبيعية للبعض وبالتالي يغفل الكثير عن ضرورة مراجعة الطبيب المختص وهنا تكمن المشكلة؛ ولإيجاد حلٍ لها نضع بين أيديكم مجموعة الأعراض الشائعة لهذا المرض:
- الشعور بالقلق والخوف من القيام بأبسط الأمور والخوف من التعرض للإحراج أمام الآخرين.
- عدم القدرة على المشاركة في الحديث الجماعي خشية التعرض للتنمر؛ على الرغم من امتلاك أفكار مميزة.
- الإصابة باضطراب هضمي نتيجة الإصابة بأمراض القولون العصبي والذي يُحدِث خلل في هرمونات السيروتونين.
- في بعض الأحيان قد تظهر أمراض في القناة الهضمية أو في المعدة نتيجة القلق الزائد.
- تسارع في نبضات القلب؛ وكذلك الشعور بضيق في التنفس عند التعرض لموقف يتطلب التفاعل مع الآخرين.
- القلق الدائم من أحكام الآخرين والخوف من التفاعل مع الغير نتيجة ذلك.
- القلق المفرط من أسباب تبدو طبيعية للغير ولا تدعوا للقلق.
- احمرار الوجه كذلك قد يكون عرض من أعراض الرهاب؛ يحدث حينما تُسلط الأضواء على الشخص أو حينما يشعر أنه محط أهتمام.
- الرعشة والرجفة أثناء الحديث والتوتر الزائد الذي قد يؤثر على مخارج الحروف وعلى الأحبال الصوتية.
مضاعفات الرهاب الاجتماعي
في بعض الأحيان يسيطر اضطراب القلق الاجتماعي على حياة الشخص؛ خاصة إذا لم يتلقى العلاج النفسي اللازم وهنا قد يتفاهم الأمر وتحدث مضاعفات الرهاب ومنها:
- العُزلة والشعور بعدم القدرة على إقامة علاقات اجتماعية مع الغير.
- فقدان الثقة في النفس الذي يؤثر سلباً على حياة الفرد.
- الجلد الزائد عن الحد للذات والنظرة السلبية للذات.
- عدم القدرة على بلوغ اليقين في أي أمر من الأمور الحياتية.
- ضعف القدرات الاجتماعية والمهارات.
- فقدان القدرة على إنجاز المهام المطلوبة بالشكل اللائق؛ سواء على مستوى الدراسة أو العمل.
- التفكير في الانتحار للتخلص من الوساوس وهذا خطر محتملي في جميع الأمراض النفسية.
- من مضاعفات اضطراب القلق الاجتماعي كذلك انه قد يؤدي إلى إدمان الكحوليات في محاولة للانفصال عن الواقع.
قبل أن نختتم فقرتنا هذه نود أن نحيطكم علماً بأن اضطراب الرهاب الاجتماعي على الأغلب يظهر مصاحباً لعدة أنواع أخرى من اضطرابات الصحة النفسية لذا ننصحكم بضرورة الحصول على استشارة طبية في حال شعرتم بأي عرض من هذه الأعراض.
أنواع الرهاب الاجتماعي
هناك نوعان من أنواع الرهاب الاجتماعي:
- الرهاب الاجتماعي المعمم: يتمثل في الشعور بالقلق حيال جميع المواقف والخوف من جميع التفاعلات الاجتماعية.
- الرهاب الاجتماعي المحدد: يتمثل في الخوف من موقف محدد أو مواقف بعينها.
قبل أن نختتم فقرتنا هذه تجدر بنا الإشارة إلى أن الأطباء قسموا الرهاب لأنواع تبعاً لنوع الموقف الذي يثير القلق؛ وإليكم هذا التقسيم:
- مجموعة الأداء: المقصود بها الشعور بالقلق حيال القيام بأي مهمة علناً أمام الآخرين؛ كتناول الطعام خارج المنزل مثلاً.
- المجموعة التفاعلية: المقصود به الشعور بالقلق من المواقف التي تتطلب التفاعل مع الآخرين.
علاج الرهاب الاجتماعي مجرب
لمعرفة العلاج المناسب يلزم الحصول على تشخيص للحالة من الطبيب المختص؛ فهو وحده من يستطع وصف العلاج المناسب؛ والجدير بالذكر أن الطبيب قد يتبع أكثر من آلية في العلاج؛ فآليات العلاج تتضمن:
العلاج النفسي
يتمثل العلاج النفسي في:
- زيارة الطبيب المختص والحصول على جلسات علاجية.
- هذا النوع من العلاج قد يساعد على تحسين الحالة المزاجية لدى الأفراد وبالتالي فإنه يساهم في تخفيف الأعراض.
- تساعد جلسات العلاج على تحسين طريقة التفكير.
- لتتحقق فاعلية العلاج النفسي ينبغي أن يلتزم المريض بحضور الجلسات بشكل منتظم.
العلاج الدوائي
يتمثل العلاج الدوائي في:
- في بعض الحالات يصف الطبيب المعالج أدوية للعلاج كمثبطات السيروتونيتن الانتقائية SSRl.
- بعض العلاجات الأخرى كذلك قد تكون فعالة في علاج الرهاب؛ ولكن يصفها الطبيب المختص.
تغيير نمط الحياة
أحيانا يكمن العلاج في تغيير نمط الحياة فقط ليس إلا؛ فمن أسباب الرهاب الاجتماعي الشائعة اتباع سلوكيات خاطئة في الحياة اليومية؛ وإليكم بعض التوصيات:
- محاولة التغلب على الخجل من خلال التعرض للمواقف التي يشعر الفرد بالقلق منها بشكل تدريجي.
- تجنب تناول الكحوليات والكافيين قدر المستطاع والحرص على على تناول الغذاء الصحي.
- قد يساعدكم استخدام مفكرة في تدوين الأفكار والأحداث التي تسببت لكم في القلق على التخلص من الخوف شيئاً فشيء.
- التركيز على فكرة أن المواقف التي نمر بها والشعور الذي نشعر به ما هو إلا شعور مؤقت.
- التدريب على التواصل مع الآخرين ومحاولة الاندماج مع الجماعة والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية المختلفة.
- التدريب على مهارات الاسترخاء.
- محاولة الاندماج مع الأشخاص الذين يشعر معهم الشخص بالراحة في التواصل.
- التركيز على خلق أحاديث مع الآخرين والتدريب على التواصل البصري مع المحيطين.
بهذا نصل وإياكم متابعينا الكرام إلى ختام مقالنا اليوم الذي أوضحنا لكم عبره أسباب الرهاب الاجتماعي وجميع ما يتعلق به من تفاصيل؛ وختاماً نحذرك عزيزي القارئ من تناول أي دواء من أدوية علاج اضطراب القلق الاجتماعي قبل الحصول على استشارة طبية؛ فالطبيب وحده من يقرر العلاج المناسب ولأن أدوية العلاج النفسي يُحذر من تناولها بدون إرشادات طبية. وفي النهاية نأمل أن نكون استطعنا أن نحقق لكم الفائدة المرجوة التي تغنيكم عن مواصلة البحث؛ وإلى اللقاء في مقال آخر من معلومة مفيدة