الصلاة أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي عبادة مهمة للمسلمين في جميع أنحاء العالم، وهي مفتاح للاتصال مع الله وتعبيرًا عن التقوى والتذكير بأهمية الوجود الإلهي في حياتنا، تعد الصلاة أيضًا فرصة لتحقيق الانضباط الذاتي والتحكم في النفس. فالمسلم الذي يؤدي الصلاة يتعلم كيفية تنظيم وقته وتحديد أولوياته، وكيفية الاسترخاء والتركيز على الأهداف الروحانية العالية؛ وخلال مقالنا التالي من معلومة مفيدة سنتناول الحديث عن مواقيت صلاة المسلمين وجميع ما يتعلق بها من تفاصيل.
مواقيت صلاة المسلمين
الصلاة فرض واجب على كل مسلم عاقل بالغ وهي من أحب العبادات للمولى عز وجل، هي خير ما يتقرب به العبد إلى ربه؛ والجدير بالذكر أن للصلوات الخمسة مواقيت خاصة بها؛ هذه المواقيت ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم:
- عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله ﷺ:
- {وقْتُ صلاةِ الظهرِ إذا زالتِ الشمسُ، وكان ظِلُّ الرجلِ كطولِهِ ما لم يحضُرِ العصرُ، ووقْتُ صلاةِ العصرِ ما لم تصفَرَّ الشمسُ، ووقْتُ صلاةِ المغربِ ما لم يغبِ الشفَقُ، ووقْتُ صلاةِ العشاءِ إلى نصفِ الليلِ الأوسطِ، ووقْتُ صلاةِ الصبحِ من طلوعِ الفجرِ ما لم تطلُعِ الشمسُ، فإذا طلَعَتِ الشمسُ فأمسِكْ عنِ الصلاةِ؛ فإِنَّها تطلُعُ بينَ قرْنَيِ الشيطانِ}.
مع دخول شهر رمضان المبارك توجه المسلمين للبحث عن مواقيت الصلاة عبر محركات البحث وفي إطار حرصنا على تغطية متطلباتكم من بحث جئناكم بمواقيت صلاة المسلمين بمدينة مكة المكرمة:
مواقيت الصلاة في المدينة المنورة:
توقيتات الصلاة في الرياض:
مواقيت الصلاة في جدة:
الحكمة في توقيت الصلوات
فرض المولى عز وجل على المسلمين خمس صلوات؛ هذه الصلوات حددها بمواقيت معينة؛ وأوجب على المسلمين الالتزام بأدائها في أوقاتها؛ هذه الصلوات إذا نظرنا في وقتها سنجدها موزعة على مدار اليوم صلاة الفجر مثلًا تأتي في بداية اليوم، وصلاتي الظهر والعصر يأتيان في وضح النهار، وفي الليل تأتي صلاتي المغرب والعشاء، وفي تخصيص المولى عز وجل لمواقيت هذه الصلوات حكمة سنسلط عليها الضوء عبر سطورنا التالية:
- الغرض من توزيع الصلوات على مدار اليوم أن يكون العبد دائم الاتصال بربه.
- في هذا التوزيع تخفيف للعبادة فإذا اجتمعت كل الصلوات في وقت واحد لشق على المسلم أدائها.
- ومن الحكم كذلك ألا يشعر بثقل في أدائها على أوقاتها.
- من رحمة المولى عز وجل أنه جعل توقيت الفريضة ممتد ليتيسر على المسلم أدائها في وقتها أو خلال موعدها المحدد.
- كذلك في هذا التفريق حرص من المولى جل وعلا على ألا تعوق الصلوات أداء المهام اليومية فبتوزيعها على مدار اليوم يجد المسلم متسع من الوقت ليؤدي فروضة ومهامه.
ختاماً نود أن ننوه عن أن ارتباط مواقيت الصلاة بالظواهر الكونية يجعلها غير ثابته إنما تتحدد تبعاً لحدوث الظاهرة المرتبطة بها.
الحكمة من تشريع الصلاة
فرض المولى عز وجل الصلاة وجعلها عبادة أساسية على المسلمين لحكم عديدة، وخلال سطورنا التالية سنسلط الضوء على تلك الحكم:
- الحكمة الدنيوية من التشريع:
- تيسير الأمور: الصلاة سبب من أسباب تحقيق السعادة ودليل هذا وقد في آيات القرآن الكريم في قوله تعالى:
- {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98)} [سورة الحجر].
- وهي كذلك سبب من أسباب تفريج الهموم وذهاب الهم والغم والقلق وتوسعة الرزق.
- تحسين النفسية:
- تعلق المرء بربه يجعله يشعر بطمأنينة بخلاف التعلق بغير الخالق الذي يجعل الفرد يشعر بالوحشة.
- حينما يواظب المسلم على الصلاة فإنه يصبح دائم الصلة بالمولى عز وجل.
- تيسير الأمور: الصلاة سبب من أسباب تحقيق السعادة ودليل هذا وقد في آيات القرآن الكريم في قوله تعالى:
- الحكمة الدينية من التشريع:
- النور التام الذي يأتي به المسلم يوم القيامة تأكيداً على قوله:
- {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)} [سورة الحديد].
- تحقيق الصلة بين المرء وربه ودخول الجنة ودليل ذلك قوله تعالى:
- {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ (35)} [سورة المعارج].
- {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [سورة المؤمنون].
- صفو القلب والتخلص مما يعكر صفو الحياة بتجنب المعاصي والذنوب والشعور بالراحة لكونها مكفرة للذنوب:
- عن أبو سعيد الخدري قال: أنَّه سَمِعَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ:
- “الصَّلَوات الخَمس كَفَّارة لِمَا بَينَها. ثم قال رَسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ:
- أرَأيتَ لو أنَّ رَجلًا كان يَعتَمِل وكان بَينَ مَنزِلِه وبَينَ معتَمَلِه خَمسة أنهارٍ، فإذا أتى معتَمَلَه عَمِلَ فيه ما شاءَ الله، فأصابَه الوَسَخُ أوِ العَرَقُ، فكلَّما مَرَّ بنَهَرٍ اغتَسَلَ، ما كان ذلك يُبقي مِن دَرَنِه؟ فكذلك الصَّلاة كلَّما عَمِلَ خَطيئةً فدَعا واستَغفَرَ، غفِرَ له ما كان قَبلَها”.
- “الصَّلَوات الخَمس كَفَّارة لِمَا بَينَها. ثم قال رَسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ:
- عن أبو سعيد الخدري قال: أنَّه سَمِعَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ:
- غرس الفضائل في النفس والخير فبها يتجنب الإنسان كل سوء وبها يستشعر فضل المولى عز وجل عليه.
- النور التام الذي يأتي به المسلم يوم القيامة تأكيداً على قوله:
في النهاية من مقالنا في معلومة مفيدة عن مواقيت صلاة المسلمين؛ نقول يجب على المسلم أن يحرص على الصلاة والالتزام بها، وأن يثمر منها الخير والنفع لنفسه ولغيره، وأن يكون قلبه متوجهاً صوب الله في كل الأوقات والأحوال. فالصلاة هي ركن من أركان الإسلام، وهي مصدر للسعادة والسكينة والطمأنينة للمسلم وللمجتمع ككل.