قال تعالي: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا}، قيام الليل من العبادات التي تحدث عنها القرآن في مواضع مختلفة وورد عنها الأحاديث موضحة فضلها وأهميتها و تكلم عنها العلماء والشيوخ، وهي من العبادات التي نتكاسل في تأديتها ونغفل عن فضلها، لذا سنتحدث في هذا المقال من معلومة مفيدة عن فضل قيام الليل.
فضل قيام الليل
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل”. رواه مسلم. ومغانم هذه العبادة كثيرة ومنها:
- الوصول لمرحلة الإخلاص مع الله:
- فأنت في هذه اللحظة تستشعر عظمة الله في قلبك، وتعرف أنك تعيش في كنفه ورعايته ويمتلئ قلبك بالخشوع والتقوي.
- تطهير القلب وجعله لينا:
- فهي تنير القلب وتنزل عليك السكينة فعندما لا تبصر غير الله بقلبك وأنت تصلي فستكون النتيجة هي طهارة القلب ونقاءه.
- السير علي سنة النبي صلي الله عليه وسلم:
- قيام الليل من السنن المؤكدة التي كان يفعلها الرسول وكان يحرص كل الحرص عليها، وحث المؤمنين عليها تأكيدًا علي أهميتها فقال صلي الله عليه وسلم:
- “عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة للإثم”. رواه الترمذي.
- وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- “إنَّ من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرًا إلا أعطاه إياه”.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- “أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة: الصلاة في جوف الليل”.
- وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
- “أقرب ما يكون الرب مِن العبد في جوف الليل الآخر، فلإن استطعت أن تكون ممَّن يذكر الله في تلك الساعة فكن”.
- قيام الليل من السنن المؤكدة التي كان يفعلها الرسول وكان يحرص كل الحرص عليها، وحث المؤمنين عليها تأكيدًا علي أهميتها فقال صلي الله عليه وسلم:
- تتصف بصفات عباد الرحمن:
- هؤلاء الذين جاء ذكرهم في القرآن الكريم: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}.
- استجابة الدعاء:
- فقال الرسول صلي الله عليه وسلم: “يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له؟”.
- تزيد من تلاوتك للقرآن وتثبيته:
- من أهم أفضال هذه الصلاة كذلك أنها تزيد من ترتيل المسلم لآيات القرآن الكريم.
ذكر قيام الليل في القرآن
ذكر قيام الليل في مواضع مختلفة للدلالة علي أهمية هذه العبادة عند الله فقد قال تعالى في كتابه الكريم:
- (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَّيلِ وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا*وَمِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَن يَبعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَحمودًا). [سورة الإسراء، آية: 78-79]
- (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ*وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ). [سورة ق، آية: 39-40]
- (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ*وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ). [سورة الطور، آية: 48-49]
أقوال السلف من العلماء والأئمة عن قيام الليل
في صدد الحديث عن فضل قيام الليل نذكر أقوال السلف عن فضل القيام وأهميته:
- قال الفضيل بن عياض: إذا غابت الشمس فرحت بالظلام لخلوتي بربي، وإذا طلعت حزنت لدخول الناس عليّ.
- قال ابن المنكدر: ما بقي من لذات الدنيا إلا ثلاث، قيام الليل ولقاء الإخوان والصلاة في الجماعة.
- قال عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: قال الله عز وجل: {تتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16] أي:
ترتفع جنوبهم وتنزعج عن مضاجعها اللذيذة، إلى ما هو ألذ عندهم منه، وأحب إليهم وهو الصلاة في الليل, ومناجاة الله تعالى. - قال ابن مسعود رضي الله عنه: فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صلاة العلانية.
- كما قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: فضلت صلاة الليل على صلاة النهار لأنها أبلغ في الإسرار, وأقرب إلى الإخلاص.
كيف أقيم الليل
بدايةً وقبل البدء في إجابة سؤال كيف أقيم الليل فهناك أمور هامة يجب معرفتها، مثل:
- استحضار النية، وأن تبدأ صلاتك خفيفة ثم تزيد من القراءة بقدر ما تريد.
- قيام الليل سنة مؤكدة، سواء في أوله، أو في وسطه، أو في آخره، حسب التيسير، والوتر سنة، وأقله ركعة واحدة، فإذا قام من الليل، وقرأ ما تيسر من القرآن، وأوتر بثلاث، أو بخمس، أو بسبع، أو بتسع، أو بإحدى عشرة، أو بثلاث عشرة، كله حسن.
- الله وسع في صلاة في الليل، لكن السنة أن يسلم من كل ثنتين، لقول النبي ﷺ: “صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح؛ صلى ركعةً واحدة، توتر له ما قد صلى”.
- وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها كان النبي ﷺ يوتر بإحدى عشرة ويسلم من كل ثنتين”.
المعينات علي قيام الليل
في ظل حرص المسلمين على أداء القيام يبحث الكثير منهم عما يعينهم على ذلك؛ وإليكم بعض المعينات على القيام:
- تجنب الأكل الكثير فيغلب عليك النوم فلا تنهض للقيام.
- لا تتعب نفسك بالنهار كثيرًا بالعمل الشاق، فتأتي في نهاية النوم وتنام فلا تقوى علي النهوض.
- حاول كذلك ألا ترتكب الذنوب فإنها تميت القلب وتضعف الهمة والعزيمة وتحول بين العبد وبين أسباب الرحمة.
- قال رجل للحسن: يا أبا سعيد إني أبيت معافى، وأحب قيام الليل، وأعدُّ طهورى، فما بالي لا أقوم؟ فقال: قيدتك ذنوبك.
- عليك كذلك بطلب معية المولى عز وجل، بأن يعينك على القيام.
- المجاهدة في الاستيقاظ والوضوء للبدء في الصلاة كذلك لأنها تحل عقد الشيطان.
- الالتزام بأدائها ولو كان بأقل عدد من الركعات “ركعتين” كذلك قد يجدي نفعاً في الانتظام.
أقرأ أيضاً: قيام الليل
أسئلة شائعة
الوقت المناسب لقيام الليل؟
قيام الليل يبدأ من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، هذا قيام الليل، وإذا كان في آخر الليل في النصف الأخير أو في الثلث الأخير يكون أفضل، لقول الرسول صلي الله عليه وسلم:
- ” أفضل الصيام صيام داود؛ كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وأفضل الصلاة صلاة داود؛ كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه.
يعني يصلي السدس الرابع والسدس الخامس، ينام نصف الليل ويقوم ثلثه السدس الرابع والسدس الخامس.
وإذا قام في الثلث الأخير كان ذلك فيه فضل عظيم.
كم عدد ركعات قيام الليل؟
قال صلي الله عليه وسلم: “صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى”
والأفضل إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة، هذا أكثر ما ورد عن النبي ﷺ في صلاة الليل، إحدى عشر ركعة أو ثلاثة عشر ركعة، يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة قبل طلوع الفجر.
وإن صلى أكثر من ذلك فلا بأس أو أقل بأن صلى ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا كل ذلك لا بأس، لكن السنة أن يسلم من كل ثنيتن ويوتر بواحدة، وإن سرد ثلاثًا بسلام واحد ولم يجلس إلا في آخرها فلا بأس، أو سرد خمسًا بسلام واحد ولم يجلس إلا في آخرها فلا بأس، لكن الأفضل أن يسلم من كل ثنتين، سواء في أول الليل أو في وسطه أو في آخره.
في الحديث القدسي يقول الله تعالي: ما تقرَّبَ إليَّ عبدي بشيءٍ أفضل من أداء ما افترضتُ عليْهِ، وما يزالُ يتقرَّبُ عبدي إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أحبَّهُ” وقيام الليل من أهم النوافل، نتمني أن يكون هذا المقال من معلومة مفيدة أعجبكم وأن تكونوا أدركتم فضل قيام الليل.