في الحروب لا يوجد رابح وخاسر؛ كل الأطراف في الحروب خاسرة؛ البعض يهزم في المعركة والبعض الآخر يهزم في الإنسانية؛ ويبدو أن العالم لا يكتفي من الحروب بشتى وسائلها وأنواعها فهي قانون من قوانين البقاء في مملكة الحيوان التي يعتبر الإنسان جزءاً منها، وتتغير وسائل الحروب عبر الأزمنة المختلفة بدايةً من الخيول والسيوف مروراً بالمجانيق والمقاذيف وصولاً إلى الدبابات والمدرعات والأسلحة النووية والقنابل الفسفورية؛ وفي هذا المقال بعنوان الحرب العالمية الثالثة على موقعنا معلومة مفيدة نحاول الإجابة على بعض الأسئلة مثل: متى تبدأ ؟ وما الأطراف المشاركة فيها؟ ومتى تنتهي؟ وما وسائلها؟
الحرب العالمية الثالثة
هل ستحدث الحرب العالمية الثالثة؟ إجابتنا على هذا الاستفسار ستتوقف عند تصريحات السياسي الروسي الراحل (فلاديمير جيرينوفسكي) الذي تنبأ بأن أمريكا ستتقبل فكرة أنها ليست على رأس العالم وذلك في حديث يعود إلى عام 2014م في إشارةٍ منه لبدأ الحرب (WW3) حيث قال أن:
- هناك قوة من واشنطن وبروكسل؛ موسكو؛ بكين؛ ودلهي ستتشكل.
- ستفرض الهند سيطرتها الديمقراطية على الصين للحد من النزاعات والحروب.
- ستخفف أوروبا من حدتها تجاه روسيا وتتقبل فكرة ضم أوكرانيا إلى روسيا.
- يصل العالم إلى حل وسط بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين وستنتهي الحروب العظمى.
- أوكرانيا تُشكل خطراً يشبه أزمة الكاريبي مما ينذر بصراع بين واشنطن وروسيا؛ مما يؤدي إلى مواجهةٍ بين جيش الناتو والجيش الروسي من جهةٍ أخرى، ثم ينتهي الأمر بوفاق بين موسكو وواشنطن.
- سيعمل الرئيسان على الوصول إلى حلٍ للأزمة هروباً من الحرب الكبرى.
- مما لا شك فيك ستكون الضريبة جثث ودماء ورهائن وربما دمار شامل.
- سيعاني العالم من الأزمات حتى يتغير كما في حرب فيتنام.
- ستخرج المظاهرات أمام البيت الأبيض تهتف (أوقفوا تمزيق أوكرانيا).
- سيكون على أوكرانيا أيضاً وقف نشاط اليمين المتطرف.
- سيتطلب هذا الأمر سنين أو أشهر؛ في النهاية سيكون الاتفاق بين موسكو وواشنطن.
بجانب هذا يبدو أن الصراع الروسي الأوكراني يضع العالم على حافة حربٍ عالميةٍ ثالثة.
ما موعد الحرب العالمية الثالثة
لا زال الزمان غير محدد ولكن كلما لاح صراعاً في الأفق يحمل السلاح النووي بعد الحروب العالمية الأولى والثانية كان ذلك إيذاناً للعالم باندلاع الحرب العالمية الثالثة؛ حروب باردة؛ صراعات تحت مسمى الحرب على الإرهاب، دعونا نقتحم العراق فإنها تمتلك أسلحة نووية، ثم لا يجني العالم إلا مزيداً من الخراب والدمار وتشريد الأطفال وتحطيم المنازل ويتخلل ذلك كله طمث هوية وسرقة معالم تاريخية ونهباً للموارد والثروات، وقد تم استخدام مصطلح الحرب العالمية الثالثة في عدة أزمنةٍ نذكر منها مايلي:
- نهاية الحرب العالمية الأولى في نوفمبر عام 1918 م، كانت بارقة أمل للعالم بعدم الحاجة إلى صراعاتٍ جديدة، ولكن بداية الحرب العالمية الثانية عام 1939 جاءت مخيبةً للآمال.
- بدء الحديث عن الحرب العالمية الثالثة مبكراً عقب كارثة هيروشيما وناغازاكي وما خلفتهما من دمار امتد آثاره لعقود؛ بل ولا زال البعض يعاني حتى الآن من أمراض لها صلة بذلك القصف الذري الوحشي، وذلك في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945م مع التقدم السريع في الأسلحة النووية.
- بحلول عام 1947م بدأت الحرب الباردة مع امتلاك روسيا للأسلحة النووية؛ مما ينذر بنشوب حروب نووية بين بعض الدول.
- في عام 1979م كان من المتوقع أن يشن حلف شمال الأطلسي هجوماً على بولندا وبالتحديد وادي نهر فيستولا، وكذلك كان من المتوقع أن يشن الاتحاد السوفيتي هجوماً على بلجيكا وهولندا والدنمارك وألمانيا الغربية.
- ظلت الحرب الباردة قائمة إلى أن انهار الاتحاد السوفيتي عام 1991م.
- يسميها البعض الحرب الباردة؛ ويتوقع البعض الآخر أنها حرب وهمية؛ ويتوجس العالم خيفةً أن الصراع الروسي الأوكراني المحتدم ينذر بصراعاتٍ عالمية تنتهي بمعركة نووية نظراً للتقدم التكنولوجي الهائل وامتلاك العالم أسلحةً نووية.
- تُشكل روسيا بالتحديد خطر على العالم بامتلاك الأسلحة النووية منذ ما يقرب من ثمانين عام؛ فهي تمتلك 5,977 رأساً نووياً؛ مما يهدد بالانفجارات النووية المدمرة.
- إذاً المعركة الروسية الأوكرانية أعادت خطر اندلاع الحرب العالمية الثالثة إلى الأذهان من جديد.
دول ستشارك في الحرب العالمية الثالثة
أشرنا سابقاً إلى توقعات السياسي الروسي الراحل جيرينوفسكي بشأن فتيل الحرب العالمية الثالثة التي أشعلها الصراع الروسي الأوكراني، وكذلك التحالفات والانقسامات الناجمة عن تلك الصراعات؛ دعونا الآن نلقي نظرةً أخرى على بعض التكهنات بشأن الحرب العالمية الثالثة والدول المشاركة فيها:
- الصين وأمريكا يشكلان أكبر قوتين لامتلاكهما الأسلحة النووية.
- سيشكل كلاً من الصين وأمريكا تحالفاً، وكذلك الهند وبريطانيا.
- من المتوقع نشوب معركة بين أمريكا وتركيا.
- أزمة وصراع متوقع بين أمريكا والصين وأمريكا وتركيا.
- نزاع مسلح بين الهند وباكستان على إقليم كاشمير.
- روسيا والصين ستشكلان دول المحور.
ماذا لو قامت الحرب العالمية الثالثة
يرى الكثير من الخبراء أن الحرب العالمية الثالثة قد بدأت بالفعل فهي حربٍ اقتصادية، وأشار البعض أن انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي هو إعادة لتشكيل التحالفات الدولية، بينما يرى آخرون أن احتمال نشوب حرب نووية تبيد البشرية أمراً لا زال وارداً، تم تأليف عدد من الروايات على يد عدد من الجنرالات المتقاعدين تحمل سيناريو متخيلاً لتلك الحرب التي ستؤدي إلى فناء البشرية كلها أو معظمها أو حتى ظهور كائنات فضائية في إشارة إلى غموض الحرب وصعوبة التنبؤ بها نظراً لخطوات التقدم الهائل التي تسير سريعاً؛ ولكن ماذا لو كانت الحرب نووية؟،يشير الجينرال فيكتور فرنر إلى توقعاته إذا نشبت معركة نووية كما يلي:
- إبادة أكثر من مائتي مليون إنسان خلال ساعات قليلة.
- نفوق مئات الملايين من الحيوانات.
- خسارة مساحات خضراء شاسعة.
- تلاطم الأمواج بسبب الانفجار الهائل.
- ستغطي العالم سحابةً من الغيوم الإشعاعية نتيجة للانفجار يمكن أن تؤدي إلى أمراض غير معروفة.
- تغيرات مناخية بسبب الكم الهائل من الانفجارات والإشعاعات الضارة.
- انتشار الأوبئة.
- يمكن أن تسبب الإشعاعات أنواعاً من السرطان؛ كسرطان الرئتين والغدة الدرقية.
- يمكن أن تسبب أيضاً أضرار وراثية ونمو غير طبيعي للأجنة وقد حدث بالفعل في مأساة هيروشيما ونغازاكي.
- استخدمت إسرائيل أيضاً القنابل الفسفورية في حروبها على غزة مما أدى إلى حالات من التسمم والتشنجات.
- نقص غاز الأوزون وعدم قدرته على حجب الأشعة فوق البنفسجية.
في الحرب العالمية الأولى تم استخدام الغازات الخانقة مع كميات كبيرة من الاحتياطي تمتلكها الولايات المتحدة وانجلترا والاتحاد السوفيتي؛ فهل هناك ما يمنع من اندفاع العالم إلى مزيد من الجنون؛ بالطبع لا.
كم ستستمر الحرب العالمية الثالثة
حذر الباحث السياسي ستيفين ويرثيم من أن موعد بدء الحرب العالمية الثالثة سيكون مع نسيان المآسي والخسائر التي شهدتها الإنسانية في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وخصص مقالاً في صحيفة (نيويورك تايمز) للحديث عن الخسائر الفادحة للحربين، ويبقى السؤال كم ستستمر الحرب العالمية الثالثة؟ ومتى تنتهي؟
- في تجمع بمدينة ويلمنغنتون قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إنه يتمنى أن تكون توقعاته بشأن نشوب حربٍ عالميةٍ ثالثةٍ خاطئة لأن بلاده يديرها الأغبياء على حد تعبيره.
- إذاً يمكننا أن نتوقع أن الحرب العالمية الثالثة حقيقة قادمة أو أمنيةٍ في أذهان الطامعين في السيطرة وإحكام القبضة على العالم، ولكنها قادمة أو قائمة بالفعل.
فهل تتحقق القصص الخيالية للجينرالات إلى حرب نووية محتدمة على أرض الواقع؟ هذا السؤال ستجيب عنه تبعات الصراع السياسي والاقتصادي القائم بالفعل.
- وفي حين تدرس بريطانيا إرسال طائرات حربية إلى أوكرانيا؛ فإن في ذلك دلالة على أن الحرب الثالثة ربما دائرة بالفعل أو على الأقل تمهد لنفسها الطريق.
- يشير السياسي الروسي الراحل جيرونوفسكي إلى أن منتصف القرن الحالي موعد مع الاستقرار وانتهاء الحرب العالمية الثالثة التي يرى بعض الخبراء أنها دائرة بالفعل.
لا شئ مؤكد حتى الآن وكل التوقعات هي مجرد قراءات للمشهد السياسي، والحرب الباردة التي تعصف بين الحين والآخر في عالمٍ تحكمه سطوة المادة وشهوات السيطرة.
هل يمكن أن يستريح هذا العالم المنهك المحلق في أحلامه المنشودة من القوة والسيطرة والتكنولوجيا على دوحة من المحبة والسلام؟؛ هل يمكنه أن يتذكر من فقدوا أرواحهم من أجل القضايا العادلة من أجل أن تتوقف الحروب؟؛ هل يتذكر أمثال شيرين أبو عاقلة التي تلقت رصاصة الموت ثم نسي العالم قضيتها أو تناساها؛ وغيرها الكثير لم ينصفهم التاريخ ووارى أسمائهم مع ذرات التراب؛ نأمل أن نرى العالم يتنفس نسيم السلام ، تحدثنا في السطور السابقة عن بعض توقعات الخبراء السياسيين عن الحرب العالمية الثالثة وإلى اللقاء مع مقالٍ آخر على موقعنا معلومة مفيدة .
المصادر